ألقى الأمن السوري، اليوم الأربعاء، القبض على المفتي السابق لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، بدر الدين حسون، وذلك أثناء محاولته الفرار خارج البلاد.القبض على حسونوقالت مصادر متابعة إن القبض على حسون المعروف بين السوريين بـ"مفتي البراميل" حدث أثناء محاولته الهرب من البلاد عبر مطار دمشق الدولي، فيما لم تُعرف التهمة التي أوقف على إثرها.وأشارت إلى أن عملية القبض عليه جرت في وقت سابق من مساء اليوم الأربعاء، حيث تم انقطاع الاتصال معه، وسرت أنباء بالقبض عليه مصدرها موظفون سوريون في المطار، قبل أن تقرّ وزارة الداخلية للمصادر، بمسؤوليتها عن توقيفه.وانتشرت صورة لحسون وهو معصوب العينين وجاثياً على ركبتيه ضمن مبنى خارج مطار دمشق، يُرجح بأنه أحد المقرات التابعة لجهاز الأمن العام في وزارة الداخلية.ظهور أول لحسونوفي 17 شباط/فبراير، ظهر حسون للمرة الأولى في مدينة حلب التي ينحدر منها، للمرة الأولى منذ الإطاحة بنظام الأسد، ضمن مقطع مصوّر وهو يترجل من سيارة، ويوجد من حوله عدد من سكان المدينة، انهالوا عليه بالأدعية الدينية، من قبيل "الله ينتقم منك" "يا ويلك من الله".وكان يرافق حسون عدد من الأشخاص لم تُعرف هويتهم، ويظهرون بلباس مدني، لا عسكري، كما حاولوا إبعاد الناس عنه.حسون كان من أشد المدافعين عن الأسد ونظامه، وعن سرديته في قتل المتظاهرين ولاحقاً تدمير المدن السورية، ووصولاً لحد تهديد الاتحاد الأوروبي بالانتحاريين، والتوقيع على أوامر إعدام معتقلين في سجن صيدنايا."مفتي البراميل"وشغل حسون منصب المفتي العام لسوريا، منذ العام 2004، إلى أن ألغي المنصب في العام 2021، بمرسوم من الأسد، وبالتالي التخلي عن حسون الذي كان مقرباً جداً منه، والمرافق له في معظم المناسبات الدينية والاجتماعية.وبرز نجمه مبكراً مع انطلاقة الثورة السورية، على شاشات الإعلام الرسمي للنظام، ودافع عن سرديته النظام والأجهزة الأمنية من خلالها في قتل وقمع التظاهرات السلمية، بصبغة دينية مرات، وبصبغة سياسية واجتماعية مرات أخرى.وكان دائم الهجوم والتهديد ضد الدول العربية والأوروبية التي وقفت بجانب الثورة السورية، وأبرز تصريحاته المثيرة للجدل، كانت تهديد أوروبا بالانتحاريين قائلاً: "أقولها لكل أوروبا وأميركا، سنعد استشهاديين هم الآن عندكم إن قصفتم سوريا أو قصفتم لبنان".كما لحسون مواقف أخرى لاحقاً، برّر فيها قصف نظام الأسد للمدن الثائرة بالبراميل المتفجرة، حتى لُقّب ب"مفتي البراميل". واستمر على هذا المنوال حتى الأشهر الأخيرة التي سبقت الاستغناء عنه من قبل الأسد، وذلك بتهديد مدينة إدلب، بالقصف، واتهامها بأنها تحت حماية تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة.إضافة لكل ذلك، كان حسون "يمجّد ويسبّح بحمد الأسد" كلما حانت له الفرصة في الإعلام الرسمي والعربي المؤيد للأسد، كما دافع عن المشروع الإيراني في سوريا.وعقب الإطاحة بنظام الأسد، ظهر توقيع حسون على أوراق تم نشرها في مواقع التواصل ووسائل إعلام محلية، وجدت في "سجن صيدنايا" وفروع أمنية أخرى، وتعطي الموافقة على طلبات لإعدام معتقلين هناك.