الاتحاد الأوروبي يحذّر مواطنيه: "خزّنوا المؤن الآن!"
2025-03-26 21:26:47
حث الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، مواطنيه عبر القارة على تخزين المؤن الأساسية مثل الطعام والمياه والموارد الأخرى التي يمكن أن تكفيهم لمدة 72 ساعة على الأقل، في ظل تزايد التهديدات المتعلقة بالحروب والهجمات السيبرانية والتغير المناخي والأمراض، مما يزيد من فرص حدوث أزمات محتملة.
وتأتي هذه الدعوة في وقت حساس، حيث يعيد التكتل المؤلف من 27 دولة التفكير في وضعه الأمني، لا سيما بعد تحذيرات الإدارة الأميركية التي أكدت أنه يتعين على أوروبا أن تتحمل مزيدًا من المسؤولية عن أمنها الخاص. وبلغ عدد مواطني الاتحاد الأوروبي نحو 450 مليون شخص، ما يجعل هذه الدعوة ضرورية على مستوى القارة.
ويعتبر هذا التحرك استمرارًا للجهود الأوروبية التي بُذلت في السنوات الأخيرة لمواجهة جائحة كوفيد-19، وكذلك التعامل مع التهديدات من روسيا، بما في ذلك مسألة اعتماد أوروبا على الغاز الطبيعي الروسي. وفي هذا السياق، شدد أمين عام حلف الناتو مارك روته على أن روسيا قد تكون قادرة على شن هجوم آخر في أوروبا بحلول عام 2030، ما يعزز الحاجة إلى تحضير استراتيجي شامل لمواجهة المخاطر المتعددة.
وقالت مفوضة الاستعداد وإدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي، حاجة لحبيب، خلال إعلانها عن استراتيجية جديدة للتعامل مع الكوارث المستقبلية، إن "تهديدات اليوم التي تواجه أوروبا أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، وكلنا مترابطون". وأضافت أن الهدف هو ضمان أن يكون لدى المواطنين المؤن الضرورية التي تكفيهم لمدة 72 ساعة في حالات الطوارئ.
كما أشارت لحبيب إلى ضرورة بناء الاتحاد الأوروبي لـ"احتياطي استراتيجي" يتضمن تخزين الموارد المهمة مثل طائرات إخماد الحرائق، والمعدات الطبية، والطاقة، والنقل، بالإضافة إلى الأصول المتخصصة لمواجهة التهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية.
وتعكس الاستراتيجية الجديدة التي أقرها الاتحاد الأوروبي استعدادًا لمواجهة مخاطر مثل الكوارث الطبيعية والهجمات الإلكترونية والأزمات الجيوسياسية، بما في ذلك احتمال حدوث عدوان مسلح ضد دول التكتل. كما تتضمن الاستراتيجية خططًا لتحسين أنظمة الإنذار المبكر، وضمان استمرارية الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية ومياه الشرب، ومساعدة المواطنين على الاستعداد للاستجابة للأزمات.
وفي هذا الإطار، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في بيان، إن "العائلات التي تعيش في مناطق الفيضانات يجب أن تعرف ما يجب عليها فعله عند ارتفاع منسوب المياه. يمكن لأنظمة الإنذار المبكر أن تمنع إضاعة وقت ثمين في المناطق المتضررة من حرائق الغابات".
يأتي هذا التوجيه من الاتحاد الأوروبي في إطار استعداداته لمواجهة التحديات المستقبلية المتزايدة، وذلك بعد سلسلة من الأزمات التي شهدتها أوروبا في الأعوام الأخيرة، مثل جائحة كوفيد-19، والتوترات الجيوسياسية الناتجة عن التهديدات الروسية، والآثار السلبية الناتجة عن التغير المناخي. كما أن الاتحاد الأوروبي كان قد اتخذ خطوات عدة لتقوية بنية الأمن السيبراني له وتعزيز التعاون بين دوله في مواجهة الأزمات التي قد تحدث في المستقبل.
وكالات