نفى آثاريون مصريون الأنباء المتداولة بشأن "اكتشاف مدينة ضخمة أسفل أهرامات الجيزة"، معتبرين المعلومات التي انتشرت بشدة عبر الإنترنت وفي وسائل إعلام شعبوية "ضرباً من الخيال العلمي لا أساس له من الصحة"، و"محاولة للنيل من الحضارة المصرية".
وكانت وسائل إعلام محلية وأجنبية وناشطون في مواقع التواصل، تداولوا أنباء عن "اكتشاف مدينة ضخمة تحت أهرامات الجيزة" بناء على دراسة مزعومة لباحثين من إيطاليا واسكتلندا، تتحدث عن "وجود مدينة ضخمة تحت الأرض تمتد على مسافة تزيد على 6500 قدم"، مشيرين إلى "استخدام أجهزة رادار لإنشاء صور عالية الدقة في أعماق الأرض كشفت وجود هذه المدينة".ووفق الدراسة الكاذبة، فإن "هنالك 8 هياكل أسطوانية رأسية تمتد لأكثر من 2100 قدم تحت الهرم، بالإضافة إلى المزيد من الهياكل غير المعروفة على عمق 4000 قدم". وأشارت الدراسة إلى "وجود 5 مبان متطابقة أسفل قاعدة هرم خفرع متصلة بمسارات هندسية، يقع أسفلها 8 آبار أسطوانية رأسية".لكن تلك المعلومات غير دقيقة، حيث نفى عالم الآثار المصرية البارز زاهي حواس ما يتردد من أنباء بشأن "وجود أعمدة تحت هرم الملك خفرع". وقال، في بيان صحافي نقلته وسائل إعلام محلية: "هذه أكاذيب صدرت من بعض غير المتخصصين في الحضارة المصرية القديمة وتاريخ الأهرامات".وأكد حواس أن "المجلس الأعلى للآثار لم يعط هؤلاء الأشخاص أي تصريحات للقيام بأي أعمال داخل هرم الملك خفرع"، موضحاً أنه "لم يتم استعمال أي أجهزة رادار داخل الهرم، وكل ما قيل عن وجود أعمدة أسفل الهرم ليس له أي أساس من الصحة، ولا يوجد أي دليل علمي يؤيد هذا الكلام، ولا توجد أي بعثات تعمل في هرم الملك خفرع الآن".ويبدو أن النظرية التي يتم الترويج لها تحديداً من قبل صانعي المحتوى الباحثين عن أي طريقة للشهرة، جزء من تيار أوسع يروج له المؤمنون بنظرية المؤامرة واليمين المتطرف، والتي تفيد بأن الحضارات القديمة تشكل دليلاً على حضارة أوروبية قديمة انبثقت منها الحضارات الأخرى، أو تربط التقدم البشري في الحضارات التي توصف بأنها "أقل شأناً" بالماورائيات مثل الفضائيين.