ارتكب الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، مجزرة جديدة في جباليا البلد شمالي قطاع غزة، راح ضحيتها 11 شهيداً بينهم أم و5 من أطفالها وعدد آخر من المصابين. فيما حذرت جهات فلسطينية من مجاعة حقيقية تواجه القطاع.
أسرى الاحتلال معرضون للخطر
جاء ذلك، في حين أكدت "حماس" أن المقاومة تبذل ما في وسعها، للحفاظ على أسرى الاحتلال أحياء، "لكن القصف العشوائي يعرّض حياتهم للخطر".
وأشارت الحركة، في بيان، إلى أن "قرار العودة إلى الحرب، كان مُبيَّتا عند (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو، لإفشال الاتفاق والرضوخ لابتزاز (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير".
وشددت على أن "نتنياهو يتحمل المسؤولية الكاملة عن إفشال الاتفاق"، داعيةً "المجتمع الدولي والوسطاء إلى الضغط لإلزامه بوقف العدوان والعودة لمسار المفاوضات".
وقالت الحركة إن "نتنياهو يكذب على أهالي الأسرى حين يزعم أن الخيار العسكري قادر على إعادتهم أحياء"، مضيفةً أنه "كلما جرّب الاحتلال استعادة أسراه بالقوة، عاد بهم قتلى في توابيت".
وفي اليوم التاسع من استئناف حرب الإبادة على غزة، واصل الجيش الإسرائيلي عمليته البرية في القطاع، حيث نسف عدداً من المنازل قرب قرية أم النصر شمالي القطاع.
وأفادت مصادر طبية أن 12 فلسطينياً على الأقل بينهم 6 أطفال، استشهدوا منذ فجر اليوم، وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع.
وتزامناً مع العمليات العسكرية، استكمل الاحتلال السيطرة على 50 % من محور صلاح الدين "نتساريم" وسط قطاع غزة. كما واصل إغلاق المعابر وحالة الحصار المطبق على القطاع، ما ينذر بمجاعة وشيكة، وسط توقعات بنفاد الكميات المتوفرة من الدقيق والمواد اللازمة لإنتاج الخبز بحلول نهاية شهر آذار/مارس الحالي، فضلا عن تقلص كميات المواد المستخدمة في إنتاج الوجبات الغذائية.
تحذيرات من مجاعة
وفي السياق، قال مدير عام شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أمجد الشوا، إن هناك خشية حقيقية من توقف عمل مخابز جديدة في قطاع غزة مع توقف عدد منها خلال الأسابيع الماضية بفعل إغلاق المعابر وحالة الحصار المطبق، وسط توقعات بنفاد الكميات المتوفرة من الدقيق والمواد اللازمة لإنتاج الخبز بحلول نهاية آذار.
من جهتها، حذرت وزارة الصحة في غزة من نقص حاد في الأدوية الأساسية وأدوية الطوارئ، مشيرة إلى أن الاحتلال دمر معظم القطاعات الصحية، ما أدى إلى وفاة العديد من أصحاب الأمراض المزمنة بسبب نقص الأدوية.
وذكر تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن الفرق الطبية بغزة منهكة وتحتاج حماية ودعماً عاجلين. وأضاف: "تصلنا تقارير عن تعرض طواقم طبية وسيارات إسعاف ومستشفيات إلى هجمات"، مشيراً إلى أنه "لا أحد في مأمن ويجب على العالم ألا يتسامح مطلقا مع الفظائع".
بدورها، قالت "أطباء بلا حدود" في بيان، اليوم، إن السلطات الإسرائيلية تحظر فعلياً الوصول إلى المياه في غزة عن طريق قطع الكهرباء والوقود عن القطاع.
وأوضحت أن ن حظر الوصول للماء والكهرباء إحدى أساليب الحرب المدمرة المتواصلة في غزة.
ولفتت إلى أن الأمراض الجلدية التي يعاني منها الأطفال الفلسطينيون نتيجة مباشرة لتدمير قطاع غزة والحصار الإسرائيلي المفروض عليه.
ودعت إلى استعادة الهدنة فوراً والسماح بمرور الكهرباء والمساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك الوقود وإمدادات المياه والصرف الصحي، لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح.
مواقف دولية
وفي إطار ردود الفعل الدولية على استئناف العدوان، أكد وزير الصحة البريطانية أن "هجمات إسرائيل على غزة غير مبررة ولا تطاق"، موضحاً أنها "لا تخدم مصالح إسرائيل، ولا يمكن تبريرها على أنها دفاع عن النفس، ويجب أن تتوقف". وقال الوزير: "محبط للغاية أن أكون عضواً في حكومة بريطانيا، وأشعر بالعجز في مواجهة هذا الصراع المروّع".
من جهته، قال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل إن "إسرائيل تواصل القضاء على الشعب الفلسطيني في غزة، في ظل إفلات تام من العقاب توفره الولايات المتحدة"، لافتاً إلى أنها "تقصف المستشفيات ومخيمات اللاجئين ومرافق الأمم المتحدة، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي".