استشهد 62 شخصاً، وأُصيب 296 آخرون، جرّاء القصف الجويّ والمدفعيّ الإسرائيليّ المستمرّ على غزة، خلال آخر 24 ساعة، فيما صادق وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الثلاثاء، على خطط عملياتية، لاستمرار العدوان على القطاع.
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة، بارتفاع عدد ضحايا العدوان على القطاع منذ 18 آذار/ مارس الحالي، إلى 792 شهيداً و1663 مصاباً، مشيرةً إلى ارتفاع ضحايا العدوان إلى 50 ألفاً و144 شهيداً و113 الفاً و704 مصابين، منذ السابع من تشرين الأول/2023.
غارات وقصف
ومع دخول استئناف حرب الإبادة اليوم الثامن على التوالي، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي المزيد من الغارات، فيما نفّذت الدبابات عمليات قصف لمربعات سكنية وخيام للنازحين، وذلك في ظل حصار خانق فرضه الاحتلال على القطاع، وإغلاقه المعابر بوجه قوافل المساعدات.
وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني، باستشهاد وإصابة العشرات بجروح متفاوتة جلهم من النساء والأطفال وكبار السن، وذلك في غارات طالت منازل خيام للنازحين، في حي الزيتون، وحي الصبرة، ومخيم البريج، ودير البلح.
من جهته، أعلن مكتب الإعلام الحكومي بقطاع غزة اليوم، أن الجيش الإسرائيلي اختطف 15 من أفراد الإسعاف والدفاع المدني أثناء تأدية عملهم بمدينة رفح، داعياً إلى ضغط دولي عاجل على تل أبيب للإفراج عنهم فورا.
وقال المكتب الإعلامي في بيان: "يواصل جيش الاحتلال ارتكاب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني، حيث اختطف قبل يومين 15 من أفراد طواقم الإسعاف والدفاع المدني في رفح، أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني في إنقاذ المصابين وإغاثة المنكوبين".
وحمّل مكتب الإعلام الحكومي كلا من إسرائيل والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن مصير المختطفين وسلامتهم، مضيفا "نعتبر هذا التصعيد جريمة حرب تستوجب المحاسبة الفورية".
وذكر أن تلك الجريمة تشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي "إذ تعمّد الاحتلال الإسرائيلي إخفاء كوادر إنسانية تحظى بحماية بموجب اتفاقيات جنيف".
نفير عام
ولمواجهة العدوان، دعت "حركة حماس"، اليوم، إلى النفير العام أيام الجمعة والسبت والأحد المقبلة، وذلك مع تصاعد الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى، وطالبت بتصعيد الاحتجاجات في الأراضي الفلسطينية ومدن وعواصم العالم.
وقالت في بيان: "ندعو جماهير شعبنا وأمتنا وأحرار العالم إلى النفير العام أيام الجمعة والسبت والأحد المقبلة، دفاعاً عن غزة والقدس والأقصى، ونصرة لصمود شعبنا، ورفضا لجرائم الاحتلال وداعميه".
وتابعت أن ذلك يأتي في ظل "تصعيد الاحتلال الصهيوني عدوانه الهمجي وارتكابه المجازر بحق شعبنا في قطاع غزة، واستمراره في جرائمه بالضفة والقدس والمسجد الأقصى، وبدعم أمريكي كامل وصمت دولي مطبق".
وطالبت بـ"تصعيد المسيرات والفعاليات التضامنية في كل المدن والعواصم، واستخدام كل الوسائل للضغط لوقف القتل والحصار والتجويع، ودعم غزة وتضميد جراحها، والقدس والأقصى وتعزيز صمودهما".
خطط لاستمرار الحرب
وبالتزامن مع استمرار الاعتداءات، صادق وزير الأمن الإسرائيليّ، اليوم الثلاثاء، على خطط عملياتية، لاستمرار الحرب على غزة، خلال زيارة أجراها إلى مقرّ فرقة غزة جنوبيّ إسرائيل، برفقة نائبه تمير يداي، وقائد المنطقة الجنوبية يانيف آسور، وقائد فرقة غزة باراك حيرام، وقائد الفرقة 252 يهودا فاح.
وقال كاتس خلال جولته: "جئت إلى هنا اليوم لأرى القتال، وإعداد قوات الجيش الإسرائيلي عن قرب في الميدان، استعداداً لعملية اتخاذ القرار لاحقاً"، مضيفاً أن "هدفنا الرئيسي الآن هو إعادة جميع المحتجزين إلى ديارهم، وإذا استمرت حماس في رفضها، فإنها ستدفع ثمناً باهظاً بشكل متزايد من خلال الاستيلاء على الأراضي، وإحباط العمليات، و(تدمير) البنية التحتية، حتى هزيمتها بشكل كامل".
16 ألف مصابٍ من جنود الاحتلال
وفي سياق المعارك، أفادت وزارة الأمن الإسرائيلية، بإصابة 16 ألفاً من عناصر الجيش الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وقالت إن واحداً من كل مصابيْن يعالَج في قسم إعادة التأهيل، لمواجهته ضائقة نفسية. ومن بين الـ16 ألف إصابة، يعاني نحو 2900 حالة من إصابات جسدية ونفسية كذلك. وأضافت أن أكثر من 70 جندياً إسرائيلياً، بترت أطرافهم منذ بداية الحرب على قطاع غزة نتيجة للمعارك. وأن 37% من إصابات الجنود في الحرب كانت في الأطراف و9% في الأعضاء الداخلية. وقالت إن 9% من إصابات الجنود كانت في الأذن، و7% في العمود الفقري، و2% في العين، و2% في الرأس.