أعلنت وزارة الإعلام السورية عن رصدها لحملة ممنهجة من التبليغات الإلكترونية تستهدف الصفحات الرسمية الحكومية وبعض الصفحات الشخصية للمواطنين والجهات غير الحكومية في "فايسبوك"، في "محاولات لتشويه الحقائق وضرب الاستقرار".
وأوضحت الوزارة في بيان نقلته وسائل إعلام محلية، أن العديد من التبليغات تم تقديمها عبر بريد إلكتروني يحمل اسم وزارة الإعلام، وهو بريد وهمي لا يمت بصلة للوزارة، مشيرة إلى أن العناوين الإلكترونية الرسمية للوزارات والجهات الحكومية معروفة وواضحة.وطاولت الحملة المنشورات التي تحتوي على محتوى وطني، خصوصاً تلك التي تتعلق بـ"الإنجازات الحكومية والفعاليات الثورية"، حيث تم الادعاء بملكية حقوق المواد المرئية المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي.ووصفت الوزارة الحملة بأنها جزء من محاولات منظمة من قبل فلول النظام البائد وبعض الشركات التي كانت تعمل تحت مظلته سابقاً، في مسعى إلى ضرب الاستقرار في سوريا وتشويه إنجازات الدولة السورية الجديدة. وأكدت الوزارة أنها تعمل على تتبع الجهات التي تقف وراء التبليغات والهجمات الإلكترونية، وأنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقها لمنع أي محاولات لتزييف الحقائق أو زعزعة الأمن والاستقرار.إلى ذلك، قالت منصة "تأكد" أنها رصدت نشاطاً جديداً لإحدى الحملات الإلكترونية التي كان يستخدمها نظام بشار الأسد المخلوع قبل عدة سنوات، عبر حذف مقاطع فيديو تُظهر تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية والمعيشية في سوريا، بذريعة "انتهاك حقوق الملكية الفكرية"، إضافة إلى تسجيل مخالفات على ناشري تلك المقاطع، ما يؤثر على جودة الصفحات ووصولها إلى الجمهور.وتلقى عدد من مديري الصفحات العامة والحسابات الشخصية خلال الساعات الماضية إشعارات من "فايسبوك"، تُبلغهم بحذف مقاطع فيديو نشروها بسبب "انتهاك شروط الخدمة المتعلقة بالملكية الفكرية"، بناء على طلب من جهات تدعي امتلاكها لتلك الحقوق.وتظهر الإشعارات التي وصلت إلى ناشري تلك المقاطع أن القائمين على البلاغات ينتحلون صفة جهات رسمية، وهي وزارة الإعلام السورية، وإذاعة "شام أف أم" المحلية التي لعبت دوراً رئيسياً في تزوير الحقائق وتضليل الجمهور عبر الماكينة الإعلامية التابعة لنظام الأسد طوال سنوات الثورة والحرب، على مدار العقد الماضي.وأبدى مدير منصة "كوزال" المحلية تخوفه من استمرار الحملة، التي أثرت بشكل كبير على وصول صفحتهم في "فايسبوك" والتي تضم 1.1 مليون متابع، مشيراً إلى أن البلاغات تؤثر أيضاً على جودة الصفحة، ما ينعكس سلباً على ظهورها للمتابعين.بدوره، أكد مدير "وكالة الصحافة السورية" ميلاد شهابي تلك المعلومات، موضحاً أن البلاغات التي تلقتها صفحة الوكالة خلال الساعات الماضية أدت إلى انخفاض كبير في وصول منشورات الصفحة، كما أعرب عن تخوفه من إغلاق صفحتهم، التي تضم أكثر من ربع مليون متابع.وقدمت "تأكد" بلاغاً رسمياً لشركة "ميتا" بشأن الحملة، بهدف التدخل العاجل ووضع حد لها، مرفقةً في بلاغها كافة الأدلة التي تثبت عدم ارتباطها بوزارة الإعلام السورية. وأكدت المنصة أنها ستواصل متابعة البلاغ مع الشركة بصفتها شريكاً موثوقاً لها.