اعترف البيت الأبيض يوم الاثنين بأن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أضافوا بالخطأ الصحافي جيفري غولدبرغ إلى مجموعة رسائل مشفرة على تطبيق "سيغنال"، والتي تضمنت خططاً عسكرية أميركية ضد أهداف تابعة للحوثيين في اليمن.
وقد كشف غولدبرغ عن أنه تلقى في 15 آذار الجاري عبر تطبيق "سيغنال" خطة تفصيلية بشأن الغارات الأميركية التي كانت تستهدف الحوثيين. وأشار إلى أن وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، أرسل معلومات حول الضربات، بما في ذلك تفاصيل الأهداف والأسلحة التي ستستخدمها الولايات المتحدة، إضافة إلى تسلسل الهجمات. وأوضح الصحافي أن الجدول الزمني للهجمات، الذي تضمن أن أولى الانفجارات ستحدث في اليمن بعد ساعتين، قد تحقق بالفعل على أرض الواقع في الوقت المحدد.
وأكد غولدبرغ أنه تم إضافته إلى المجموعة قبل يومين من الحادثة، حيث تلقى رسائل من مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى يعملون على هذه القضية. وقال أنه تم إضافة 18 شخصاً إلى مجموعة المراسلة، من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، نائب الرئيس جاي دي فانس، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف.
غولدبرغ هو صحافي أميركي بارز ورئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك"، ويعرف بمهنيته العالية في مجال الصحافة السياسية والأمنية. بدأت مسيرته الصحافية كصحافي مراسل للشرطة في صحيفة "واشنطن بوست"، ثم انتقل للعمل في "نيويوركر"، حيث غطى قضايا الشرق الأوسط، قبل أن يتوسع في تغطية الشؤون السياسية في واشنطن. قدم غولدبرغ العديد من المساهمات البارزة في صحيفة "نيويورك تايمز"، وكتب 15 قصة غلاف كانت من أبرز أعماله الصحافية. وحاز على العديد من الجوائز المرموقة، مثل جائزة نادي الصحافة الأجنبية، وجائزة دانييل بيرل، وجائزة المجلة الوطنية للتقارير. كما ألف كتاباً بعنوان "السجناء: قصة الصداقة والإرهاب"، الذي يعكس اهتمامه العميق بالصراعات الدولية وقضايا الأمن.
وفي وقت لاحق، صرح الرئيس ترامب بأنه لا يعلم شيئاً عن المسألة، حيث قال للصحافيين: "لا أعرف شيئاً عن هذا، أسمع بهذا لأول مرة"، معتبراً أن الهجوم على الحوثيين كان "فعّالاً للغاية" على الرغم من الخطأ الذي حدث.
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن الرئيس ترامب ما زال يثق تماماً بفريق الأمن القومي الأميركي، مشيرة إلى دعم الرئيس المستمر لمستشار الأمن القومي مايك والتز، على الرغم من ضم الصحافي عن غير قصد إلى المجموعة السرية.