لا تتوقف "الإعلامية" السورية غالية الطباع عن تقديم عنصريتها وخطاب الكراهية بغض النظر عن السلطة الحاكمة في دمشق، حيث قدمت المذيعة في راديو "المدينة إف إم" المحلي، الاثنين، دعوات مقيتة لترحيل السوريين إلى مناطقهم ومحافظاتهم، خصوصاً من العاصمة دمشق.
وفي مقطع فيديو عنصري، وصفت الطباع السوريين القادمين من محافظات أخرى بأنهم قذرون ووسخون ولا يستحمون، مخصصصة حديثها تحديداً عن أهالي محافظة إدلب، وطالبت بتنظيف العاصمة منهم لأنهم "يسيئون للمنظر العام"، واصفة إياهم بأنهم "لا يشبهوننا ولا يشبهون تقاليدنا وعاداتنا"، ما أثار حالة استهجان واستنكار لدى الكثيرين.والحال أن ما تقدمه الطباع ليس غريباً بالنسبة إلى تاريخها الطويل في تقديم الخطاب العنصري، لكن ذلك لا يعتبر حالة فردية، لأن العنصرية القائمة على المناطقية منتشرة بشدة في سوريا منذ عقود، وتتكرر يومياً، وهو ما كرره ناشطون وصحافيون في مواقع التواصل، ذكروا حوادث وأمثلة للعنصرية التي تتم ممارستها بشكل عادي من قبل أفراد لا يشعرون أصلاً بأنهم يرتكبون سلوكاً مشيناً عندما يتحدثون بفوقية ضد بشر آخرين لمجرد انتمائهم الجغرافي الضيق والمحدود.إلى ذلك، كشف الاعلامي السوري موسى العمر عن تقديم بلاغ ضد الطباع بسبب الفيديو، وشارك تدوينة عبر "اكس"، كتب فيها: "تم تقديم بلاغ إلى مقام النيابة العامة الموقرة والمحامي العام وإلى السيد عبد الرحمن دباغ مدير الأمن العام بدمشق، ضد المدعوة غالية الطباع بنت عارف، لنيلها من الوحدة الوطنية والتمييز العنصري والمناطقي ما يعكر الصفو العام للأمة".وردّت الطباع على ذلك بالقول أن سوريا تعيش في زمن الحرية الآن وأنها تستطيع أن تقول ما تشاء وأنها تمتلك أصدقاء كثيرين في الأمن العام والقيادة الجديدة وأنها ليست خائفة بل كانت في الواقع تريد من الفيديو أن ينتشر ويصل للحكومة.والطباع كانت طوال سنوات إحدى أشهر الشخصيات في الترويج للدعاية الأسدية والروسية على حد سواء، وعنصريتها ليست جديدة، بل قدمت نموذجاً مشابهاً لهذا الخطاب عندما اشتكت العام 2020 مثلاً من انتشار الفقراء في الشوارع مع الأزمة الاقتصادية التي تسبب بها نظام الأسد في مناطق نفوذه حينها. وفي وقت ذكرت فيه الأمم المتحدة أن 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، قالت الطباع أن الفقراء لا يخرجون إلى الشوارع بل يخفون فقرهم في بيوتهم ولا يجاهرون به، وأن مشاهد الفقر المنتشرة تأتي من طرف أغنياء يتصنعون الفقر من أجل الحصول على إحسان بقية السوريين لتحصيل مزيد من الثروة!وفي العام 2021 انتشرت صور في مواقع التواصل تظهر منشوراً يحمل توقيع الطباع في "فايسبوك"، تتمنى فيه قصف مناطق سيطرة "قوات سوريا الديموقراطية" بالأسلحة الكيميائية، بما في ذلك الأطفال الأكراد. وكانت الطباع حينها نفت المنشور بعد حذفه من صفحاتها الرسمية وقالت أنه فبركة من قبل "أعداء"، وهددت حينها كل من تحدث عنها وهو في الداخل السوري بالقضاء عليهم "لأنهم ضد الجيش السوري" حسب تعبيرها.وجاء في المنشور المنسوب إلى الطباع حينها: "أخ لو كنت وزيرة دفاع لأسلخ قسد وأطفالن أحلى كيماوي يخدم شواربن وأشعلن مشان نتدفى.. سمعة طالعة وطالعة، عقوبات موجودة موجودة".