اصطدمت المفاوضات في شأن التوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة بحائط مسدود في ظل تعنّت إسرائيل ورفضها لكل الطروحات التي تمت مناقشتها خلال الأيام الأخيرة، أي منذ استئناف الاحتلال لعدوانه على غزة.
لا افق بالقريب العاجل
وأبلغ وسطاء "حركة حماس"، بأنه لا أفق في القريب العاجل للتوصل إلى اتفاق وسط رفض الجانب الإسرائيلي لكل الطروحات المتداولة. ونقل "العربي الجديد"، عن مصادر مصرية، قولها إن وفداً أمنياً إسرائيلياً غادر القاهرة، مساء السبت الماضي، من دون التوصل إلى اتفاق، حول مجموعة من التصورات التي طرحتها القاهرة أخيراً، من أجل التوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما أبلغ الوسطاء في مصر وقطر قيادة "حماس" أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود في الوقت الحالي، الذي تصاعدت فيه وتيرة العدوان الإسرائيلي على القطاع، وذلك على الرغم من انفتاح قيادة الحركة على مناقشة المقترح المصري الأخير بإطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق نار "إنساني" وتعاطي الحركة بشكل إيجابي.
وأكدت المصادر نفسها أن الجانب الإسرائيلي رفض محاولات التوصل إلى حل، فيما بدا أن هناك توجهاً غير معلن بالمضي في العملية العسكرية من دون الالتفات إلى الجهود الدولية الرامية إلى العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في كانون الثاني/يناير الماضي.
وأوضحت المصادر أن الجانب الإسرائيلي، وبدعم أميركي، يعمد إلى إسقاط الخطة المصرية التي اعتُمدت من القمة العربية الأخيرة، لافتة إلى أن كافة المحاولات المصرية لدفع تلك الخطة خطوات للأمام باءت بالفشل في ظل عمليات ممنهجة إسرائيلية للقضاء على أي مقومات خدمية في قطاع غزة منذ استئنافها العمليات العسكرية.
توافق دولي للضغط على "حماس"
من جانبه، قال مصدر دبلوماسي عربي، على إطلاع على ما يجري من اتصالات عربية في شأن الأزمة في قطاع غزة، إن "هناك توافقاً غير معلن بين أطراف إقليمية والجانب الإسرائيلي على ممارسة المزيد من الضغط على حركة حماس، والمقاومة بشكل عام، بعدما فشلت بعض التحركات قبيل استئناف إسرائيل العدوان على القطاع لنزع سلاح المقاومة". ونقل "العربي الجديد" عن المصدر، قوله إن "التوافق غير المعلن يتضمن ممارسة أقصى ضغط على حماس، وإضعاف سيطرتها الميدانية على الوضع في القطاع، لدفعها إلى القبول بتقديم تنازلات تراها تلك الأطراف العربية ضرورية من أجل الوصول إلى حل مستدام للأزمة الفلسطينية بشكل عام".
"حماس" ترفض مقترحاً لترحيل قياداتها
وذكر "العربي الجديد"، أن قيادة حماس رفضت مقترحاً أخيراً بخروج قيادات الصف الأول في المستويين السياسي والعسكري في الحركة، وفصائل مقاومة أخرى من القطاع، وإبعادهم خارج الأراضي الفلسطينية. ووفقاً للموقع، "فإن رفض حماس جاء في ظل غياب رؤية واضحة بشأن مسار محدد المعالم أو مجدول لإنهاء الحرب، وخروج القوات الإسرائيلية من كامل القطاع، وإعادة الإعمار من دون أية قيود، وإسقاط مخطط التهجير".
وكانت "حماس" أعلنت اليوم، أن الجهود والنقاشات والمداولات مع الوسطاء مستمرة لمعالجة وتذليل العقبات. وقال الناطق باسم الحركة جهاد طه، إن "حماس تتعاطى بإيجابية مع الوسطاء وما يطرحونه من أفكار ومقترحات".
وشدّد على أن "السلوك الممنهج للاحتلال والحكومة الفاشية المتطرفة يبرهن على عدم احترام جهود ومساعي الوسطاء الذين يبذلون جهوداً كبيرة من أجل التوصل إلى وقف العدوان".
"الأوروبي": لا نرى دوراً لحماس بغزة
أكدت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، اليوم الإثنين، أن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة تسبب بخسائر فادحة بالأرواح.
وأكدت كالاس في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإسرائيلية جدعون ساعر في القدس الغربية، أن "استئناف المفاوضات هو السبيل الوحيد الممكن لإنهاء معاناة جميع الأطراف. العنف يغذي المزيد من العنف".
وأشارت كالاس إلى أن "الخطوات الأساسية (المطلوبة) هي إعادة تفعيل وقف إطلاق النار، وضمان إطلاق سراح الرهائن، واستئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".
وأعربت عن ترحيب الاتحاد الأوروبي "بالخطة العربية لإعادة إعمار غزة"، مشددة في المقابل، أن الاتحاد لا يرى "أي دور لحماس في مستقبل حكم غزة، ونحن بحاجة ماسة لمناقشة كيفية استشراف حكومة غزة للمستقبل، والاتحاد الأوروبي مستعد للمشاركة في هذه المناقشات".
شروط إسرائيلية لوقف الإبادة
من جهته، أعلن ساعر، عن شروط إسرائيل لإنهاء الإبادة التي ترتكبها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وقال إنه "يمكن أن تنتهي الحرب غداً، بإطلاق سراح رهائننا، ونزع سلاح غزة، وانسحاب قوات حماس والجهاد الإسلامي المسلحة من هناك".
وادعى أن الحرب لدى إسرائيل "ليست أيديولوجية، وسنكون سعداء بتحقيق أهدافنا بالوسائل الدبلوماسية"، مستدركاً "ولكن إن لم يكن ذلك ممكناً، فلا خيار أمامنا سوى مواصلة جهودنا العسكرية".