2025- 03 - 29   |   بحث في الموقع  
logo حملة مغرضة على "تلفزيون سوريا"...والموظفون يردّون logo جعجع التقى مراد.. تحالف انتخابي في كل الدوائر logo “تذكير” بتقديم الساعة ساعة واحدة اعتبارا من منتصف ليل اليوم logo عدوان: نعارض اي تأجيل للانتخابات البلدية logo القومية والوطنية وعاصفة المتغيرات logo إجتماع تربوي موسّع في مجلس النواب بعد عيد الفطر logo إسرائيل تطيح بالحوار الأميركي الإيراني؟ logo جورج أمن عام.. جورج في الوزارة... إلخ
تجاوزت "الخانوم" إلى "الياسمين"...نور حداد لـ"المدن": أتطلّع لمصالحة السوريين
2025-03-24 16:26:20

طوال سنوات، عرف الجمهور السوري والعربي الإعلامية نور حداد باسم "نور خانوم" عطفاً على برنامجها الكوميدي الذي عرضه "تلفزيون سوريا" وتناولت فيه السياسة السورية بسخرية لاذعة. واليوم بعد سنوات طويلة في المنفى، تقدم حداد برنامج "في ظلال الياسمين" من قلب العاصمة دمشق، في مشهد لم يكن بالإمكان تخيله قبل أشهر قليلة فقط، مع سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
والبرنامج الرمضاني الذي يعرضه "التلفزيون العربي 2" يومياً يهدف إلى تقديم جلسات سمر رمضانية لمناقشة موضوعات ثقافية وفنية متنوعة، مستوحياً عنوانه من أغنية شهيرة للمغني الراحل صباح فخري، ويستضيف البرنامج شخصيات من مختلف المجالات، من بينها فنانون ومغنون سوريون ممن كان لهم دور في الثورة أو مواقف واضحة مع الشعب السوري في تطلعاته للحرية والكرامة ضد نظام بشار الأسد، إضافة إلى معماريين، ومؤرخين، وأدباء، وشعراء، لإضفاء تنوع فكري وثقافي على الحلقات، إلى جانب رموز ثورية، مثل معتقلين سابقين وذوي ضحايا ليرووا قصصاً عن معاناتهم وتجاربهم الإنسانية.والبرنامج يندرج ضمن فئة "لايت شو" خلال أمسيات رمضان داخل منزل دمشقي قديم، وبالتحديد في منطقة باب شرقي، وهو منزل يمتلكه أحد السوريين اليهود. وحول رأيها في اسم البرنامج، قالت: "في ظلال الياسمين برنامج يعيد إنتاج الياسمين ليكون هو السيد، دائماً ما ارتبط الياسمين بالسيدة الأولى السابقة أسماء الأسد، ويبرّئ البرنامج الياسمين من السيدة الهاربة".ورغم التفاؤل الذي يعكسه البرنامج عن عودة الحياة الطبيعية إلى دمشق بعد الأسد، إلا أنه لا يبتعد عن الواقع، فيستضيف أشخاصاً من مختلف الأطياف والمجالات ومن كامل الجغرافيا السورية. ويسعى البرنامج إلى تحقيق السلم الأهلي والصلح، وذلك من خلال استضافة الضيوف ضمن أجواء دمشقية، داخل منزل دمشقي، أمام البحرة.وعلقت حداد في حديث مطول مع "المدن": "هذه الجلسة مرتبطة بالسكينة والعائلة، وصوت نافورة المياه، ووضع الزهور في النافورة. كل هذه الأجواء تعتبر حميمية نوعاً ماً، وخلالها عندما يجتمع ضيوف هُجّروا من سوريا مع ضيوف عاشوا في سوريا، يمكن أن يحقق هذا الجمع نوعاً من السلم الأهلي يستطيع الضيوف من خلاله تفهم مواقف بعضهم البعض، لأن الضيف الذي بقي في سوريا وقدم موقفاً ما داعماً للحرية، ولو بشكل بسيط، ربما تكون له دلالات كبيرة جداً، وتستحق الاحترام من قبل الضيف الآخر".ويشكل البرنامج تحدياً كبيراً للقائمين عليه بين الإعداد للحلقات والتنسيق مع الضيوف وتحضير الأسئلة والمقدمة وكل التجهيزات الفنية من تصوير وإضاءة وبث مباشر، وكل ذلك يتطلب جهداً كبيراً وتنسيقاً دقيقاً ومتواصل خلف الكواليس، لضمان جودة البث وتقديم أفضل صورة للمشاهد خلال فترة الترفيه بعد الإفطار. وقالت حداد : "لا يمكن الحديث عن نجاح البرنامج من دون الإشارة إلى فريق العمل وعلى رأسه فادي عزام، وللزميلة سحر طاهر، التي تساهم بشكل أساسي في تنفيذ هذا العمل اليومي المضغوط".وحول العمل داخل دمشق ضمن هذه الظروف، أوضحت حداد أن التحديات جزء من التجربة الأولى لها داخل سوريا الجديد، حيث يخوض السوريين كل يوم مرحلة مختلفة على كافة الاصعدة، سواء في الإعلام أو في الحياة اليومية، ما يجعل التجربة مليئة بالفرص بالنسبة لها. وبعيداً من التحديات التقنية، قالت حداد أن اعتذار الضيوف في اللحظات الأخيرة، يبقى الأصعب لأنه "بسبب الوقت القصير، يصبح من الصعب ايجاد بديل مناسب".وحول معايير اختيار الشخصيات المناسبة قالت حداد: "البرنامج مفتوح للجميع مع استبعاد كل من تبنى أو دعا إلى الإبادة خلال سنوات الحرب. كانت هناك شخصيات، خصوصاً من الوسط الفني، أطلقت تصريحات طائفية ودعت إلى إبادة مناطق بأكملها، وهؤلاء لن يكون لهم مكان في البرنامج. في المقابل، نرحب بمن التزموا الصمت أو اتخذوا مواقف صعبة في ظل ظروف معقدة، ونحاول منحهم مساحة للحديث عن تجاربهم، حتى لو لم تكن مواقفهم العلنية واضحة في السابق".وأضافت حداد: "أحياناً، نجد أن بعض الضيوف يتفقون سياسياً، لكنهم يرفضون الظهور معاً في الحلقة نفسها، ما يكشف عن حاجة الفنانين السوريين أنفسهم إلى المصالحة في ما بينهم، قبل الحديث عن المصالحة على مستوى أوسع. هذا الواقع يضيف بعداً جديداً للحوار، ونحاول خلق مساحة تساعد على تجاوز الانقسامات، وفتح باب النقاش بشكل أكثر انفتاحاً".وتحدثت حداد خلال الحوار عن أبرز القصص التي أثّرت فيها خلال عملها، مثل لقائها مع الممثل عبد الحكيم قطيفان سابقاً في اسطنبول العام 2017، عندما أجرت معه مقابلة طويلة على شاشة "تلفزيون سوريا"، وحينها كان الممثل الشهير "مليئاً بالتفاؤل واليقين بأن النظام سيسقط، بينما كنت أنا، ومعي الكثير من الأشخاص في محيطي، في حالة إحباط وانكسار، ولم يكن لدينا أمل، كنا نشعر أن الثورة تعيش حالة من التيه، لكنه كان على العكس تماماً، مؤمناً بشكل قاطع بأن النظام لن يستمر، وأن التغيير آت لا محالة".وأردفت: "عندما التقيته مجدداً في البرنامج الجديد بعد سقوط النظام، تحدث عن هذه اللحظة بهدوء ورصانة، لكنه كان يحمل في داخله شعور المنتصر، وهو شعور كنت أفهمه جيداً. رأيته في عينيه قبل ثماني سنوات، حين كان الجميع متشككاً، لكنه كان واثقاً من أن هذه اللحظة ستأتي، وها هي قد جاءت أخيراً".وتعتبر هذه التجربة الأولى لحداد التي عاشت خارج سوريا لسنوات. وحول شعورها عند عودتها إلى بلدها أوضحت: "عندما يُسأل أي سوري عن شعوره عند العودة إلى بلده بعد سنوات من الغياب، سيجد نفسه يختبر مشاعر جديدة لم يعشها من قبل. هذا ما شعرت به تماماً عند عودتي إلى سوريا، وجدت نفسي أزور أماكن لم أزرها في حياتي، وأعيش تفاصيل بسيطة لم تكن ممكنة من قبل".والتقت حداد بوالداها وأخوتها الذين لم تلتق بهم منذ زمن طويل بسبب إقامة كل منهم في بلد مختلف: "شعرتُ بحجم الفقد الذي عشناه كسوريين، وأدركت أنه لو كان لدينا وطن حقيقي، لكنا اجتمعنا بسهولة، من دون أن يكون لقاء العائلة حدثاً استثنائياً ومليئاً بالمشاعر المختلطة". علماً أن النظام السوري هجّر والد حداد من درعا العام 1980، وعندما عاد إلى سوريا بعد 45 عاماً من المنفى، وقف عند الحدود وطلب من شرطة الهجرة أن تُختم له تأشيرة الدخول على جواز سفره القديم، في المكان نفسه الذي غادر منه قبل عقود ما شكل "انتصاراً صغيراً له".وكشفت حداد عن خبر زواجها، الذي لم تعلن عنه بعد عبر الإعلام وقالت: "في هذا الجو العائلي الدافئ، تزوجت من صديقي، وشعرت في ذلك اليوم أنني عروس بكل معنى الكلمة. كانت لحظة عفوية، مليئة بالفرح، لم أخطط لها مسبقاً، لكنها جعلت عودتي إلى سوريا أكثر خصوصية وحميمية".وأثرت حياة حداد، خارج سوريا كإعلامية معارضة في المنفى، في حياتها المهنية ومنحتها امتيازات ربما لم يحظ بها زملاؤها الذين عاشوا داخل سوريا طوال السنوات الماضية، ما ساهم في تعميق تجربتها الإعلامية بحسب تعبيرها وأضافت: "النظام الذي حكم سوريا بالحديد والنار لم يسمح للناس بأن تعيش تجارب متنوعة وكانت الحياة منغلقة، ليس فقط على مستوى الأفراد، بل حتى على مستوى المدن والقرى، حيث بقي كل مجتمع منعزلاً عن الآخر لفترات طويلة".وتحدثت حداد عن حياتها في دول الخليج، حيث كانت تعيش في مدن آمنة جداً تشعر فيها أن الشرطة والأجهزة الأمنية هي المكان الذي يمكن أن تلجأ إليه إذا احتجت للمساعدة، وأن القانون سيحميها ويعطيها حقها، على عكس دولة المخابرات السوري، وقالت: "نشأتُ في بيئة لا خوف فيها من رجال الأمن، وهو ما جعلني أكثر جرأة في مواقفي السياسية، حتى في الدول التي يشكل فيها الأمن تهديداً لمواطنيها. هذه الخلفية جعلتني أتكلم بحرية ووضوح، من دون هاجس الخوف الذي تربى عليه كثيرون ممن عاشوا في ظل الأنظمة القمعية".وبعد عودتها إلى سوريا، أدركت حداد أن الحياة على الأرض مختلفة عن الواقع الافتراضي في مواقع التواصل، حيث يعيش البلد المنهك "على الرمق الأخير" بسبب الدمار الواسع والاستنزاف. وروت كيف أثّر ذلك في نشاطها الافتراضي، وكيفية رؤيتها للأمور من زاوية مختلفة: "في الشارع، نادراً ما تسمع نقاشات عن الحكومة أو الوضع السياسي، ومن هم في اللجنة التحضيرية أو ماذا يحدث في الدستور أو القمم السياسية"، وأضافت: "هذه النقاشات تكاد تكون غائبة بين الناس العاديين، لكنها حاضرة في أوساط الصحافيين والإعلاميين القادمين إلى دمشق، هذا الواقع يجعل النظرة إلى الأحداث من الداخل مختلفة تماماً عما كانت عليه من الخارج، ويجعلني أعيش تجربة جديدة في كيفية فهم المزاج العام والتفاعل معه".وفيما ارتبط اسم حداد ببرنامجها السابق "نور خانوم" فإن النقلة إلى تجربة "في ظلال الياسمين" كانت كبيرة لأن البرنامج الجديد "جاء ليكسر الارتباط القوي بيني وبين نور خانوم". وأضافت: "نور خانوم كان النقيض التام لي في ظلال الياسمين، هناك كنت أطرح أسئلة مباشرة وصعبة خلال فقرة الضيف، كنت أسأل عن مواقف وتصريحات جدلية، أو تصريحات لم يعلّق عليها الضيف من قبل، وكانت هويتي الإعلامية في هذا البرنامج مرتبطة بأسلوبي المباشر والصريح، بل وأحياناً أصبح اسمي مرتبطاً بالرد على مواقف الفنانين وتصريحاتهم المثيرة للجدل".وأكملت: "لكن في ظلال الياسمين"، أنا المذيعة التقليدية التي تتواطأ مع الضيف، وتطرح أسئلة معدة مسبقاً، تمت مناقشتها معه قبل الحلقة. لا أسئلة مفاجئة أو محرجة، بل حوار هادئ أقرب إلى الجلسات الرمضانية الدافئة بعيداً من أجواء النقد والمواجهة التي كانت سمة أساسية في نور خانوم".وتعمل حداد على برنامج جديد مع "التلفزيون العربي 2" بتأن، وتتمنى أن تكون المشاريع التي ستعمل عليها في المستقبل من داخل سوريا: "لا مبرر لإنتاجه خارج البلاد بعد سقوط النظام، خصوصاً أني أرى سقفاً كافيًا من الحريات حتى الآن، رغم أن بعض الأمور مازالت غير واضحة بشكل كامل".


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top