2025- 03 - 26   |   بحث في الموقع  
logo بالفيديو.. تمرين للجيش الإسرائيلي على حدود لبنان logo تحذير.. تسجيل مفبرك لرئيس الجمهورية وبيان يوضح logo معركة "الصناديق" بدأت في لبنان ورقم 60 يشعل حربا باردة: التفاصيل الكاملة للحلم الدرزي والخطة الارثوذكسية! logo وزير الاعلام: "عنا أحلى وزير زراعة!" (فيديو) logo إسرائيل تبدأ بتهجير أهالي غزة..وتضغط على مصر لفتح حدودها logo شو الوضع؟ جولة استشكافية للودريان في ظل الضغوط الأميركية... مجلس الأمن المركزي أمام أسئلة المساواة وصدّي يقّر بأحقية خطط وزراء الطاقة! logo بعد مجزرة كويا... خياران لا ثالث لهما للشرع! logo على جبهة لبنان... إسرائيل طلق تمرينًا عسكريًا شاملًا (فيديو)
المراهق والحاخام
2025-03-24 10:26:00


غداة الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، باختراق واضح للهدنة القلقة التي أوقفت القتل العشوائي للمدنيين الفلسطينيين منذ عدة أسابيع، ارتأى مراهق فرنسي مسلم أن يقوم بالاعتداء على حاخام مدينة صغيرة ليست بعيدة عن العاصمة باريس. وفي حين وردت أخبار متفرّقة ومقتضبة عن المقتلة الفلسطينية الجديدة والمستمرة في وسائل الإعلام الفرنسية، فقد ساد صمتٌ شبه مطبق رسميًا وحقوقيًا إزاء القصف المتجدد. وقد تجسّد هذا الصمت بالامتناع عن الإشارة للمذبحة البشرية الموصوفة، والتي أودت بما يقارب الألف من المدنيين خلال دقائق معدودات، لا من قريب ولا من بعيد. وتبين لاحقًا بأن الاعتداء بدأ لفظيًا، حيث شتم المراهق الحاخام وولده وقام بتصوير هذه الواقعة ليتباهى أمام رفاقه في سوء الأخلاق كما لو أنه قد حرّر القدس الشريف. وسرعان ما قام الحاخام بمحاولة منع المراهق من التصوير ودفعه عنه وعن ولده، مما أدى إلى شجار قام المارة بفضّه. انها تفاصيل لا تهم إلا المحقق الشرطي، أما الإعلام، فيهمه وقوع اعتداء صريح وعنيف على حاخام يهود المدينة.إثر شيوع خبر هذا الحادث، قامت وسائل الاعلام المرئية والمسموعة بتعديل برامجها وبالقيام بعملية بث مباشر من مكان "الملحمة". وجرى على عجل، إخراج ما تيسّر من محللي القطبة المخفية الذين يملؤون رفوف محطات الأخبار المتواصلة إذاعيًا وتلفزيونيًا. ومن خلال علومهم ومعارفهم وتحليلاتهم، تم استعراض الأخطار الماحقة التي يتعرض لها اليهود في فرنسا من خلال الإشارة إلى أرقام الحوادث التي يمكن ان يكون فيها شيء من معاداة السامية. والإشارة طبعًا إلى تسجيل ارتفاعات حادة في هذه الأرقام، وخصوصًا منذ عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي بلغت 1570 فعلاً معاديًا للسامية، حسب أرقام المجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا، والذي كان من الأفضل له أن يُسمّى بمجلس الدفاع عن نتنياهو وسياسات التطرف الإسرائيلي في فرنسا، لما له من باع في تبرير كل جرائم الاحتلال الإسرائيلي. من الصحي الاعتراف بتصاعد واضح للأعمال والأقوال التي يمكن إدراجها بكل موضوعية في إطار معاداة اليهود واليهودية لدى مجموعة من الجهلة الدينيين والقوميين من أصول عربية أو إفريقية. ومن الدقة نعت هذه الأعمال بالمعادية لليهود لأن مفهوم السامية أوسع. بالمقابل، لا يمكن اعتبار هذا الرقم المرتفع للأعمال التي صنفها المجلس المدافع المستميت عن مجازر تل أبيب مؤشّرًا دقيقًا يعكس واقعًا ملموسًا. خصوصًا مع موجة تشويه الحقائق والمبالغة في الوقائع. إذ يشمل هذا الرقم كل الأعمال والأقوال التي يعتبرها مؤيدو القتل والإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل معادية لنهجهم. ففيها ما هو فعلاً مُدان لتوجهه إلى أتباع دين بعينه، وتحميلهم وزر ما تقترفه حكومة تستولي على تمثيلهم وعلى ذاكرتهم وعلى مستقبلهم. كما أنه يوجد في هذا الرقم ما يمكن أن يرد في معرض كلام عام أو روايات ساخرة أو مشاهد مصوّرة.وفي المنطق الأوروبي، فإن رسمًا كاريكاتوريًا لشخص يصدف أن يكون من اتباع الدين اليهودي، هو غالبًا معادٍ للسامية ويجب أن يعاقب على اقترافه ومقترفه القانون. وبالمقارنة، فإن السخرية الفجّة من نبي المسلمين الذي استعرضته وكررته بعض المجلات كاريكاتوريًا، تُعتبر جزءًا من حرية التعبير المصانة بالقانون. ولا مانع إن كان قد أشعر ملايين الناس بأن دينهم مُهان، وبالتالي، فهم مهانون من دون أية مساءلة قانونية أو أخلاقية. وإذا انتقد أحد المحللين أداء فنان في التمثيل مثلاً، وكانت ديانة هذا الممثل اليهودية، فمن السهل والمتاح، بل وشبه المشجع عليه، هو اتهام الناقد بمعاداة السامية على اعتبار ان انتقاده يستند إلى كراهية لليهود مكبوتة في قلب الشاعر، قام بحجة النقد الفني بالتصريح عنها. وهذا الحال ينطبق على مختلف المجالات الرياضية، والاقتصادية، والاجتماعية، والفنية. ولذا، يُنصح من يُمارس النقد أو التعليق النقدي أو التحليل الجاد، أن يستعلم عن دين من يعمل عليه، فإن كان يهوديًا، فمن المستحسن أن يعدل عن القيام بعمله، أما إن كان مسلمًا أو سواه، فعليه به والله الموفق.المسلمون لا يحصون ما يقع بهم من انتهاكات تستند إلى عنصرية بنيوية متفاقمة في المجتمع الفرنسي. والامتناع عن هذا الإحصاء عائد لعاملين، أولهما، ضعف الوعي بمثل هذا الإحصاء الرقمي، والذي يجب أن يكون بمنأى عن منافسات المظلومية والتمييز بين المكونات. كما أن الجهات الرسمية لا تساعد في هذا الإطار، خصوصًا مع إغلاقٍ تعسفي لمنظمة مدنية فرنسية تعنى بمراقبة الأعمال الناجمة عن الرهاب من الإسلام (الاسلاموفوبيا) بحجة علاقة هذه المنظمة بالإسلام السياسي.تنطع الرئيس إيمانويل ماكرون إلى إدانة الاعتداء الذي تعرّض له الحاخام بأشد العبارات، وكذا فعل وزراء السيادة. وقد وقع إجماعٌ نادر بين خطاب الحزب الحاكم وحلفاؤه من جهة وخطاب معارضيه من جهة أخرى على إدانة جريمة المراهق بحق رجل دين يهودي. وبالتالي، أزاح هذا الاعتداء، الذي نفّذه غلامٌ هامشيٌ، عن المشهد، استمرار الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين والتي سجلت قرابة ألفٍ من الضحايا.
كم قدّمت هذه الواقعة خدمةً لآلة الموت الإسرائيلية؟


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top