2025- 03 - 25   |   بحث في الموقع  
logo سلام: لمنع ظواهر التفلت الأمني وضبط الحدود logo بعنصريتها المعهودة...غالية الطباع: فليرجع "مَن لا يستحمّون" لمحافظاتهم logo كيف سيكون طقس الأيام المُقبلة؟ logo إسرائيل تعتقل مخرجًا حائزًا على الأوسكار logo عراقجي يكشف عن "مؤامرة" أميركية لصالح إسرائيل logo أسلحة وذخائر حربية في البداوي.. توقيف مواطنَين logo وزير الاتصالات عرض وسفير إيطاليا لسبل تفعيل القطاع logo في الرياض... اجتماع جديد و"مفاجئ" بين الأميركيين والأوكرانيين!
سوريا: شبكات تحريض تغذي العنف انطلقت مع أحداث الساحل
2025-03-23 16:55:56

كشفت منصة "مسبار" للتدقيق بالمعلومات، عن شبكة حسابات نشطت بشكل مكثف في وسائل التواصل الاجتماعي، وساهمت في إشعال حرب رقمية، وتأجيج خطاب الكراهية والعنف بين السوريين على اختلاف خلفياتهم، بالتزامن مع الأحداث التي شهدها الساحل السوري.
ذعر وفوضىوعمل الحسابات على "بث الذعر والفوضى"، ضمن حملة رقمية تروّج لانقلاب وهمي في الساحل السوري مساء السادس من آذار. ومع بدء ورود الأنباء عن حدوث تمرد عسكري في الساحل السوري، نشطت الشبكة الأولى من الحسابات والتي كانت معارضة للإدارة السورية الجديدة، إلى جانب حسابات مشبوهة، في نشر سيل من المنشورات المضخمة التي روّجت لحدوث انقلاب عسكري كبير، مدّعيةً سيطرة فصيل يُدعى "درع الساحل" على أجزاء كبيرة من المنطقة، مع طرد الفصائل وقوات الأمن السورية.
الخيط الأوضح للحرب الرقمية برز بعدما بدأت حسابات بتداول بيان حول إنشاء ما سمي بـ"المجلس العسكري لتحرير سوريا"، وحمل البيان توقيع العميد غياث دلة، الضابط السابق في الفرقة الرابعة التابعة للنظام المخلوع. وأعلن البيان بدء معركة عسكرية لـ"تحرير كامل الأراضي السورية".
حسابات روّجت لانهيار الحكم الجديد
رصد مسبار نشاطاً مكثفاً لأحد الحسابات البارزة في الشبكة، وهو حساب عمر رحمون، الذي كان من أوائل المروجين للأنباء حول التمرد العسكري في الساحل السوري، إذ ضخّم حقيقة ما يجري، وعزّز الأنباء المتداولة عن وقوع انقلاب عسكري واسع. وصلت منشوراته إلى آلاف المستخدمين، ما ساهم في انتشار هذه الرواية على نطاق واسع، وكان ابرزها حساب عمر رحمون.
وكثّف رحمون منشوراته التي لقيت انتشاراً واسعاً، وسعى إلى ترسيخ انطباع زائف لدى الجمهور بأن أجزاء واسعة من البلاد باتت خارج سيطرة القوات التابعة للإدارة الجديدة.
لم يقتصر الأمر على الترويج لمزاعم أن الساحل السوري بالكامل أصبح خارج سيطرة القوات الحكومية، بل زعم أيضاً أن حركات تمرد واسعة النطاق نشطت في مناطق سورية أخرى كمدينة حماة، مؤكداً أن الأوضاع أصبحت خارجة عن السيطرة. إلى جانب ذلك، نشر محتوى تحريضياً ودعوات للجهاد ودعا المدنيين للخروج للشوارع والاستعداد لواقع جديد.
يُذكر أن حساب عمر رحمون كان من أوائل الحسابات التي روّجت، في يناير/كانون الثاني، لشائعات حول عودة ماهر الأسد، شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد، إلى سوريا وقيادته لتمرد عسكري. وقد أدت هذه المزاعم آنذاك إلى اندلاع سلسلة من أعمال العنف في الساحل السوري.
حسابات باسم العلويين
إلى جانب حساب رحمون عملت مجموعة من الحسابات المشبوهة إلى الترويج للمزاعم نفسها مع ضخ كبير لمنشورات الكراهية، وتحريض السكان المدنيين في الساحل على "الجهاد" و"النفير العام"، والخروج من المنازل.
من الحسابات الرئيسية برز حساب Alawite Citizen وهو حساب نشط جداً ضمن شبكة حسابات أُنشئت مع سقوط النظام السوري، وروجت مسبقاً بشكل منتظم لمعلومات مضللة وخطاب كراهية، ومع أحداث الساحل كثف الحساب نشاطه في الترويج لمقاطع فيديو ومنشورات ذات طابع طائفي.
حسابات مؤيدة للأسد
وعملت مجموعة واسعة من الحسابات المؤيدة سابقاً لنظام الأسد للترويج لادعاءات مماثلة، وكان أبرزها صفحات وأبرزها "درعا نت" و"Dr. Zied Moustapha" و"D. Hala Al-Assadsy" و"Syrian Activists" و"Syrian Girl" و"Alawite Muslim Defence League"، إذ اتسمت جميع هذه الحسابات بترابط واضح من ناحية المتابعة وتشابه المحتوى والأسلوب.
مع تصاعد أعمال العنف، سعت هذه الحسابات إلى ترسيخ انطباع بأن النظام المخلوع كان الضامن الأساسي للاستقرار الأمني في سوريا وحامياً للأقليات، وأن سقوطه كان السبب وراء اندلاع موجات العنف الحالية.
غير أن هذا النوع من الخطاب قد يكون مضللاً وخطيراً، خصوصاً في الفترات الحرجة، لا سيما عندما يصدر عن صفحات تزعم تمثيل طائفة معينة، كبعض الحسابات ضمن الشبكة التي رصدها مسبار، والتي تُدرج كلمة العلويين في اسم صفحاتها. فذلك قد يسهم في نشر روايات مشوّهة أو مجتزأة عنها، كما قد يؤدي إلى تعميم مواقف سياسية لا تعكس بالضرورة توجهات جميع أفرادها.
حسابات مؤيدة للإدارة الجديدة تورطت
تسارعت الأحداث في الساحل بصورة كبيرة ومفاجئة، ووردت أنباء موثقة عن انتهاكات واسعة في الساحل ضد المدنيين وثق مسبار بعضها في تقرير سابق.
كان حجم الضخ المعلوماتي المضلل أكبر من أن تتمكن القنوات والمنصات المعنية بالتحقق من مجاراته أو تصحيح الروايات المنتشرة. وزاد من فوضى المعلومات ضعف القنوات الرسمية التابعة للحكومة السورية وغيابها أحياناً، ما أتاح المجال لظهور شبكة من الحسابات غير الرسمية ادّعت في هدف معلن الدفاع عن الإدارة السورية الجديدة، لكنها تورطت في نشر وإعادة تداول خطاب الكراهية، مستهدفة منطقة الساحل، لا سيما أبناء الطائفة العلوية.
في المقابل، قادت حسابات أخرى حملات تحريضية، شملت دعوات للقتال والجهاد، وصوّرت الشارع السوري بما يوحي بأنه انتفض لقتال العلويين كجماعة، وبدأ بعمليات هجوم ضد ما قيل بأنها أحياء ومناطق تابعة لهم.
مؤثرون وصحافيون سوريون
كون المصادر الحكومية الرسمية ما زالت ضعيفة من ناحية الوصول إلى الجمهور وغير منظمة، برزت القنوات الإعلامية البديلة والصحافيون المؤثرون كمصادر رئيسية للمعلومات.
مع تصاعد حدة العنف، أجرى بعض المؤثرين والصحافيين المستقلين، ممن تصل منشوراتهم إلى آلاف الأشخاص، مقابلات ميدانية وبثّوا أخباراً حساسة قد لا يصح نشرها من دون مراجعتها، خصوصاً أنها تضمنت معلومات يصعب التحقق من صحتها، وقد تكون خطيرة على السلم الأهلي.
التضليل والاستقطاب
إلى جانب الخسائر البشرية، ساهم انتشار المعلومات المغلوطة حول أحداث الساحل السوري في تصاعد الاستقطاب الحاد، إذ تبنت مجموعات متشددة مواقف متناقضة، ما قلل من فرص الحوار والتفاهم.
ويلعب التضليل الإعلامي دوراً أساسياً في تعزيز الاستقطاب والانقسامات، إذ تُستخدم الأخبار الكاذبة والمعلومات المشوهة لتشويه صورة الطرف الآخر.
في بيئة مستقطبة، يصبح الأفراد أقل ميلاً للتحقق من صحة المعلومات، ما يجعلهم أكثر عرضة للتلاعب. هذا الواقع يخلق مناخاً ملائماً لتصاعد التوترات، وقد يكون عاملاً مساهماً في تغذية العنف، على غرار ما شهدناه في الأحداث الأخيرة التي وقعت في الساحل السوري.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top