تداول مستخدمون في مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات تزعم أن متحف عدنان المالكي في حي المالكي وسط دمشق تعرض مؤخراً لعملية نهب، وأن تمثال المالكي الموجود في الساحة أطلق عليه الرصاص.
وأرفق ناشرو الادعاءات صوراً تظهر التمثال وعليه ثقوب يعتقد أنها نتيجة أعيرة نارية، بالإضافة إلى صور تظهر فوضى وتخريباً داخل المتحف. وساهمت عدة صفحات محلية في انتشار هذه الرواية، ما زاد من تداولها على نطاق واسع.وأثارت الصور استياءً عاماً نظراً لرمزية عدنان المالكي كشخصية "وطنية" وقالوا بأن تخريب النصب يعتبر طمساً للتاريخ السوري، ووصفوا هذه الأعمال بأنها مخجلة ومعيبة.بدوره تقدم المحامي غزوان المالكي بطلب رسمي إلى محافظة دمشق طالب فيه باتخاذ إجراءات عاجلة بعد تعرض تمثال عدنان المالكي في وسط العاصمة لإطلاق نار، أدى إلى أضرار جسيمة في هيكله، بالإضافة إلى تخريب غرفة التصريح المرافقة له، والتي تحتوي على مقتنيات ووثائق ذات قيمة تاريخية.واعتبر المالكي أن ما حدث يمثل إساءة لذاكرة الشهداء واعتداء على الإرث الوطني السوري حسب تعبيره، داعياً إلى ترميم التمثال والغرفة المرافقة بشكل يحافظ على طابعهما الفني والتاريخي، ومنع تكرار مثل هذه الانتهاكات، وأرفق المحامي مع طلبه وثائق وصور توثق الأضرار، إلى جانب صورة عن هويته الشخصية.ونشرت منصة "تأكد" للتحقق من المعلومات، تقريراً بينت أن آثار التخريب والضرر التي تظهر في الصور ليست حديثة، بل تعود إلى الفترة التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، وما تبع ذلك من حالة انفلات أمني مؤقتة شهدتها العاصمة، ورافقها تعرض عدد من المباني العامة والمرافق الحكومية لأعمال تخريب ونهب.وأظهرت صورة منشورة في "إنستغرام" بتاريخ 17 كانون الثاني/يناير 2025، أي قبل أكثر من شهرين، الأضرار نفسها الموجودة في الصور التي جرى تداولها اليوم، ما ينفي أن يكون الاعتداء حديثاً. وأكد مصدر التقط الصورة الأصلية أن الأضرار وقعت فعلاً في وقت سابق، وأن الصور الحالية هي إعادة تداول لمشهد قديم جرى إخراجه عن سياقه الزمني.ولم تصدر وزارة الداخلية ولا المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا أي تصريح رسمي حول هوية الجهة التي نفذت الاعتداء أو توقيت العملية بشكل دقيق.وولد المالكي في دمشق العام 1911 لعائلة علوية، والتحق بالكلية الحربية، ثم تدرج في المناصب العسكرية حتى أصبح نائباً لرئيس الأركان، واغتيل في 22 نيسان/أبريل 1955 خلال مهرجان رياضي في ملعب دمشق (الفيحاء حالياً)، على يد ضابط يعتقد أنه كان مدفوعاً من قبل خصوم سياسيين.وأقيم نصب تذكاري للمالكي في الساحة التي تحمل اسمه في حي المالكي بدمشق، كما خصص متحف صغير في المنطقة يوثق سيرته وتاريخ اغتياله.