نفّذت طائرة مسيّرة إسرائيليّة، صباح اليوم الأحد، غارة استهدفت سيارة في بلدة عيتا الشعب جنوبي لبنان، ما أدّى إلى مقتل المواطن حسن الزين وإصابة آخرين بجروح، وفقًا لتقارير ميدانيّة.وذكرت التقارير الميدانية أنّ صاروخًا موجّهًا أصاب سيارة الزين صباح اليوم، بينما أشارت مصادر محلية إلى أنّ الزين هو صاحب مقهى في البلدة نفسها، كان قد تعرّض لقصفٍ مدفعيّ إسرائيليّ مباشر مساء السبت، ما ألحق أضرارًا جسيمة بالمبنى من دون وقوع إصابات بين الزبائن حينذاك.
وفي الساعات الماضية، سُجّل تحليق مكثّف لطائرات استطلاع إسرائيليّة على علوٍّ منخفض فوق الضاحية الجنوبيّة لبيروت، وفي أجواء منطقتَي بعلبك والهرمل على علوّ متوسّط، فيما ألقت طائرة مسيّرة إسرائيليّة قنابل على غرفة جاهزة في الناقورة، كان أحد أبناء البلدة قد وضعها فوق ركام منزله المدمّر، فضلًا عن استهداف عدد من المنازل الجاهزة في بلدة شيحين. كما تعرّضت منطقة اللبونة بين علما الشعب والناقورة لقصفٍ مدفعيّ إسرائيليّ. كما وأغار الطيران الحربيّ الإسرائيليّ مستهدفًا منطقة اللبونة، جنوبًا.يأتي ذلك في سياق توتّر متصاعد على الحدود بين لبنان وإسرائيل، منذ الأمس، عقب إطلاق صواريخ مجهولة المصدر من الجنوب، اعترضت إسرائيل ثلاثةً منها فوق مستوطنة المطلة. وكان "حزب الله" قد نفى ضلوعه في إطلاق الصواريخ، في حين عثر الجيش اللّبنانيّ على منصّات صاروخية بدائية شمال نهر الليطاني.تقرير إسرائيليّ يهاجم "اليونيفيل"في سياق موازٍ، نشر معهد "ألما" الإسرائيليّ تقريرًا جديدًا اتّهم فيه قوّات الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان (اليونيفيل) بالعجز عن مواجهة أنشطة "حزب الله" جنوب البلاد، زاعمًا أنّها تفشل باستمرار في منع الحزب من تعزيز مواقعه العسكريّة في المنطقة. وأشار المعهد في تقريره إلى حوادث حدوديّة وقعت في الأسابيع الأخيرة، منها إطلاق النار على سيارة متوقّفة في مستوطنة أفيفيم في 16 آذار الجاري، وما تلاه من غارات جويّة إسرائيليّة استهدفت ما قيل إنّها مواقع لـ"حزب الله" في بلدة عيناثا. كما ذكر التقرير إطلاق صواريخ من جنوب لبنان أخيراً، وردّ إسرائيل بغارات جويّة وقصف مدفعيّ.
واتّهم التقرير "حزب الله" بترهيب قوّات اليونيفيل وتقييد حركتها، ومنعها من إجراء عمليات تفتيش، مشيرًا إلى أنّها لم تصدر أيّ إدانة رسمية عقب حوادث إطلاق النار أو الاستهدافات عبر الحدود. وتحدّث المعهد عن ثغرات في تفويض اليونيفيل ونقصٍ في الإجراءات التنفيذيّة على الأرض. يُذكر أنّ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الصادر بعد حرب تموز 2006، ينصّ على إخلاء المنطقة الممتدّة بين نهر الليطاني والحدود الإسرائيليّة من أيّ سلاحٍ عدا سلاح الجيش اللبناني وقوّات اليونيفيل، لكنّ إسرائيل تتّهم "حزب الله" بمواصلة تعزيز ترسانته العسكريّة هناك.
في غضون ذلك، لا تزال الأوضاع الميدانيّة في جنوب لبنان تشهد حالةً من التوتّر، وسط مخاوف من اتّساع دائرة التصعيد وتكرار الاستهدافات الإسرائيليّة، فيما يؤكّد الجيش اللبناني مواصلة تحقيقاته حول الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانيّة، مع تحرّكات سياسيّة ودبلوماسيّة تهدف إلى تهدئة الأوضاع على جانبي الحدود.