واصل الجيش الأميركي غاراته على مواقع الحوثيين العسكرية في محافظات الحديدة، وصعدة، ومأرب، والجوف، فيما أفادت مصادر يمنية بإصابة العقل المدبر للهجمات البحرية لدى الحوثيين والمدرج على لائحة العقوبات الأميركية منصور السعادي في إحدى الغارات الأميركية ونقله إلى صنعاء للعلاج.
تفصيلا، تواصل القصف الأميركي على اليمن، حيث ذكرت تقارير ومصادر محلية بأن الطائرات الأميركية شنت 5 غارات على مديرية مجزر بمأرب شمال شرقي اليمن، ومخازن أسلحة وثكنات عسكرية تابعة لجماعة الحوثي قرب مدينة براقش في محافظة الجوف شمالي اليمن.
وقصف الجيش الاميركي معسكر ماس الخاضع لسيطرة الحوثيين في مأرب ومواقع اخرى في مديرية مجزر بنفس المحافظة، ودمر خلالها آليات ومخازن أسلحة وأسفر القصف عن سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين.
وتركزت معظم الغارات الأميركية على محافظة الحديدة، حيث استهدفت مواقع عسكرية في مطار الحديدة 4 مرات، كما دمرت الغارات مستودعات أسلحة كانت قد نقلتها مليشيا الحوثي إلى المطار قبل أسابيع.
واستهدفت الغارات أيضا مواقع في ميناء الصليف وطالت مخزنا للمسيرات الحوثية، بالإضافة الى القاعدة البحرية في المحافظة، وأكدت مصادر يمنية ان الغارات أدت إلى تدمير دوريات وآليات مدرعة كما أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر الحوثيين.
وبحسب مصادر ميدانية قصف الجيش الأميركي فجر اليوم مديريتي سحار وكتاف في صعدة معقل الحوثيين واستهدف منشأت عسكرية للجماعة، وأدى القصف الأميركي الى إصابة منصور السعادي العقل المدبر للهجمات البحرية والمدرج على لائحة العقوبات الاميركية.
ووفقا لمصادر "سكاي نيوز" فقد تم نقله إلى صنعاء للعلاج.
ويشار إلى أنَّ منصور السعادي، المعروف بلقب "أبو سجاد"، هو أحد أبرز القادة العسكريين في جماعة الحوثي، وينحدر السعادي من محافظة صعدة، معقل الحوثيين، حيث تعتبر هذه المنطقة مركز القوة والنفوذ لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، ويشغل السعادي منصب رئيس أركان القوات البحرية الحوثية، ويُعد العقل المدبر للهجمات البحرية التي استهدفت السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.
منصور السعادي لا يعد فقط قائدًا ميدانيًا للحوثيين، بل يُعتبر أيضًا أحد الأذرع الرئيسية لعبد الملك الحوثي في التصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة، وتم تدريب السعادي في إيران، حيث ارتبطت علاقته الوثيقة بفيلق القدس الإيراني، وكان يعمل بتوجيهات من خبراء إيرانيين متواجدين في الأراضي اليمنية.
تحت إشرافه المباشر، تم تطوير صناعات بحرية متقدمة خاصة بالحوثيين، حيث كان السعادي المسؤول الأول عن تصنيع القوارب المفخخة والألغام البحرية، وهي الأسلحة التي استخدمتها الجماعة في هجماتها ضد السفن في المياه الدولية. ويُعتقد أن هذه الهجمات قد أثرت بشكل كبير على حركة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، مما تسبب في تهديد حقيقي للاقتصاد العالمي.
خلال سنواته العسكرية، حصل منصور السعادي على تدريب خاص على يد ضباط من حزب الله في معسكرات البقاع، ما عزز من مهاراته العسكرية وزيّنه بعلاقات استراتيجية مع هذا الحزب، ولقد شكلت هذه التدريبات نقطة تحول في مسيرته العسكرية، حيث اكتسب العديد من الأساليب الحربية المتقدمة التي اعتمدت عليها جماعة الحوثي في عملياتها العسكرية اللاحقة.
في آذار 2021، أدرجت الولايات المتحدة منصور السعادي ضمن قائمة العقوبات بسبب دوره الكبير في الهجمات البحرية التي استهدفت دول الجوار واليمن بشكل خاص وكان السعادي أحد الأفراد الذين تم استهدافهم بسبب نشاطاتهم العسكرية التي تهدد استقرار المنطقة، وخاصة في مجال استهداف السفن التجارية في المياه الدولية.
ومن جانب آخر، كانت له تجربة سابقة مع الاعتقال، حيث تم القبض عليه من قبل السلطات اليمنية في عام 2012، أثناء ضبط السفينة الإيرانية "جيهان" التي كانت محملة بشحنة من الأسلحة والمتفجرات في طريقها إلى الحوثيين. إلا أن السعادي تم الإفراج عنه بعد اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء في عام 2014، حيث سادت حالة من الفوضى والاضطراب في اليمن.
يُعد منصور السعادي من القادة الذين كان لهم تأثير كبير على سير الحرب في اليمن، خاصة على الجبهة البحرية. ومن خلال دعمه المتواصل لتنظيم الحوثيين، وكذلك تسليحهم بالقدرات البحرية، شكل السعادي تهديدًا واضحًا للسفن التجارية والعسكرية التي تبحر في البحر الأحمر. كما أن تطور قدرات الحوثيين البحرية بقيادة السعادي ساعد في تصعيد التوترات في المنطقة وزيّب النزاع القائم.