2025- 03 - 24   |   بحث في الموقع  
logo مسجد الحجيجية في طرابلس.. ذو المئذنة المربعة ذات التأثيرات الصليبية logo الإنتخابات البلديّة.. أسبوعٌ حاسم يحدّد مصيرها!.. عبدالكافي الصمد logo تخبط سلام وإستفزازات القوات.. يهددان العهد!.. غسان ريفي logo أسرار انهيار جيش الأسد في "التلفزيون العربي" logo تركيا تحتجز "محرضين" في مواقع التواصل logo سوريا: هل تلقى الجنود أوامر بـ"عدم تصوير انتهاكاتهم"؟ logo "استراتيجية" البيطار الجديدة: استرداد مذكرات التوقيف مقابل المثول أمامه logo ماذا نريد من الحاكم المقبل لمصرف لبنان؟
إسرائيل وحدها المستفيد فمن أطلق الصواريخ؟
2025-03-23 00:55:56


لم يكن مستبعداً أن تقوم إسرائيل بتنفيذ عمل عسكري في لبنان، شبيه بالعمل العسكري العدواني الذي نفذته ولا تزال في غزة. منذ اتفاق وقف إطلاق النار، وهي تبحث عن ذريعة لمواصلة اعتداءاتها التي لم تتوقف يوماً، علماً أن نشاط حزب الله العسكري، وباعتراف قوات اليونفيل، قد توقف منذ كانون الثاني الماضي. لم تلتزم إسرائيل باتفاق وقف النار. استمرارها لاحتلال المواقع الخمسة يشير إلى نيتها العدوانية، فضلاً عن قصفها المتكرر لقرى وبلدات جنوبية.
تدرك إسرائيل تماماً أن عملية إطلاق الصواريخ بالشكل الذي تم، لم تكن من صنيعة حزب الله، لكونها طريقة بدائية وغير مركزة. سارعت إلى اتهام لبنان لأن الصواريخ انطلقت من أراضيه، لكنها قالت بالمقابل إنها لم تحدد الجهة التي أطلقتها. تدلّ كل المؤشرات بالأمس إلى أن إسرائيل ربما تكون قد استخدمت عناصر من قبلها لافتعال الحادث لتبرير عدد من المسائل، أبرزها استمرار احتلالها للنقاط الخمس في جنوب لبنان، واستمرار سياسة الأرض المحروقة على الحدود الشمالية من ناحية لبنان، وتبرير استمرار عمليات القصف والاغتيال.نتنياهو افتعل الخطر للتبريرلا يناسب إسرائيل أن يوقف حزب الله عملياته العسكرية في جنوب الليطاني أو أن يجمد تحركه في شمالي الليطاني، لأن هناك حالة من عدم الارتياح لدى المستوطنين في الجليل، ما يصعب عودتهم إلى المستوطنات من جهة. ومن جهة ثانية لا يمكن أن يستمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بهذه الوضعية كمحتل من دون أن يكون قد تعرض للخطر، ولذا فهو افتعل هذا الخطر. المشكلة اليوم أن لبنان يظهر في حالة عجز أمام العدوان الإسرائيلي المفتوح. قنواته الدبلوماسية التي فعلت عملها، بالتنسيق بين رئيسي الجمهورية والحكومة، لن تؤثر على إسرائيل التي أصرت على الرغم من نفي حزب الله مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ، على تنفيذ المرحلة الثانية من عدوانها على منطقتي الجنوب والبقاع، موقعة عددا من الشهداء والجرحى في صفوف المواطنين بعدما أغارت على أهداف لم يسبق لها أن استهدفتها منذ اتفاق وقف إطلاق النار. وقد جاء هذا العدوان ليحرج رئيس الحكومة بعد تصريحه بالأمس الذي نعى فيه فكرة المقاومة. العدوان الذي حصل، والذي هددت إسرائيل باستمراره متى أرادت ذلك، أحرج أيضاً الدول الراعية للاتفاق أو للترتيبات الأمينة أي فرنسا والولايات المتحدة اللهم إلا إذا كان ثمة اتفاق مسبق بين إسرائيل والولايات المتحدة لتنفيذ هذه الحرب المصغرة والسريعة على لبنان لتحقيق مكاسب وضغط سياسي في أعقاب المهلة التي أعطيت للبنان للرد على مقترح المفاوضات الدبلوماسية مع إسرائيل. ولن يطول الوقت حتى تتكشف أبعاد ما قامت به إسرائيل والغاية منه سياسياً وانعكاساته على الداخل اللبناني. واضح أن الستاتيكو كما هو عليه يزعج إسرائيل، التي يهمها الوضع المتفجر لتحقق من خلاله أهدافاً عدة يحتاجها نتنياهو في هذه المرحلة، ولذلك فهو يقوم بما يمكنه لتوتيرالوضع في الجنوب، ويقال ومن خلال ما تفصح عنه الصحافة الإسرائيلية إن قيادته العسكرية لم تعد مقتنعة بما يقوم به الجيش في الجنوب. واضح إلى اليوم، أن أميركا تغطي السلوك الاسرائيلي ولكن سيأتي وقت وتصبح فيه غير قادة على تغطيته بالمطلق.بيان نفي لأول مرةمن ناحية حزب الله، حافظ على موقف مسؤول بالمسارعة إلى الاتصال بالمسؤولين في الدولة لنفي قيامه بإطلاق الصواريخ. هي المرة الأولى التي يصدر حزب الله بيان نفي لما لم يقم به وقد اعتاد أن يصدر بياناته على سبيل التأكيد لعملياته. لم يكن بوارد إصدار البيان لو لم يطلب منه ذلك كل من رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري على اعتبار أنه اعتاد تبني العمل الذي يقوم به، وهو لم يقم بإطلاق الصواريخ.لحزب الله تحليله لما جرى، والذي يعتبره حملة تأديب قاسية ضد لبنان وضد فكرة أي مقاومة انطلاقا من أراضيه، هدفها الترويع وزعزة الأوضاع ومحاولة منح الثقة لسكان المطلة بعدما حددت إسرائيل موعداً لعودتهم. وبغض النظر عن الصواريخ الثلاثة، فقد أعلنت اليونفيل أنها لم تلحظ أي تحرك لحزب الله منذ خمسة أشهر وهو ما يمثل ردا على ادعاءات إٍسرائيل. ولكن الملاحظ من قبل حزب الله تلك الحملة المتناغمة مع الاعتداءات الإسرائيلية من بعض الداخل اللبناني، ممن حسم موقفه باتهام حزب الله، والذي لا ينم برأيهم "عن حد أدنى من المسؤولية" دون أن يخلو كلام إسرائيل من التركيز على الشرخ في الموقف بين حزب الله والحكومة. وعلى المستوى العسكري، فإن اعتداءات إسرائيل المتكررة يضعها حزب الله برسم الحكومة التي تريد نزع السلاح، بينما لم تثبت الدبلوماسية جدواها على أرض الواقع. ومن وجهة نظر المطلعين على موقف الحزب، حتى كلام الحكومة بأنها تملك قرار الحرب والسلم لم يعد له أي قيمة بعد الحملة التي شنتها إسرائيل. في كل الحالات فان ما حصل لن يعيد الثقة للمستوطنين ليرجعوا الى مستوطناتهم.يعتبر حزب الله أن تصرفه كان مسؤولا وعاقلا منذ اللحظات الأولى، وأرسل لرئاسة الجمهورية وللحكومة اللبنانية عبر قنوات معتمدة، ما يؤكد أن لا علاقة له بإطلاق الصواريخ وأن مخابرات الجيش تعلم من هي الجهات التي قامت بالعمل. ما شهدناه يفتح على سؤال أساسي من وجهة نظر حزب الله، لمن يريد نزع سلاح المقاومة وهو: كيف للدولة أن تحمي شعبها وسيادتها وهي تقف عاجزة أمام العدوان الإسرائيلي؟


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top