يواصل أساتذة التعليم الأساسي الرسمي اعتماد سياسة التصعيد والاستمرار في الإضراب في المدارس الرسمية، على خلفية عدم تجاوب وزارة التربية مع مطالبهم. وبعد إضراب تحذيري يومي الأربعاء والخميس الفائتين، نفذه الأساتذة المتعاقدون بالساعة، جاء التصعيد بمواصلة الإضراب الأسبوع المقبل، حيث يشارك أساتذة الملاك بدعوة من رابطة الأساتذة بالتعليم الأساسي. والسبب وراء هذا التصعيد، ما سبق وعرضته "المدن"، عن وقف الوزارة بدلات الإنتاجية الشهرية والانتقال إلى دفع بدل مثابرة، ما نتج عنه خسارة الأساتذة في الملاك بعض المكتسبات المالية، فيما خسر الأساتذة المتعاقدون البدلات المالية في فصل الصيف.
انخفاض المداخيلفي التفاصيل، تغيّر الواقع المالي للأساتذة، بعد قرارات الوزيرة ريما كرامي، عما كانت عليه أيام الوزير عباس الحلبي. فأيام الأخير كانت بدلات الإنتاجية (تعدلت لتصبح 375 دولاراً) تدفع شهرياً، بما فيها فصل الصيف، بحسب عدد الساعات المطلوبة شهرياً. ويختلف عدد الساعات المطلوبة من الأساتذة بحسب العطل والأعياد، لكن مع ثبات بدل الإنتاجية. أما اليوم فقد تغيرت المعادلة بشكل جذري. حصل أساتذة الملاك على بدل مثابرة بالليرة اللبنانية توازي بقيمتها قرابة 357 دولاراً، بينما يتقاضى الأساتذة المتعاقدون بدل مثابرة على الساعة، يضاف إلى أجر الساعة الذي حدد بـ366 ألف ليرة. وبات مدخول المتعاقد عن ساعة (بدل مثابرة وأجر ساعة) يوازي نحو 8 دولارات. لكن خسر الأساتذة المدخول الشهري الثابت. وما يزيد "الطين بلة" أن المداخيل في الأشهر الثلاثة المقبلة ستنخفض كثيراً. فعدد الساعات الشهرية في شهر نيسان (عطلة الربيع والأعياد) وفي أيار (موسم الانتخابات البلدية) وفي حزيران (ينتهي العام الدراسي في النصف الأول منه) ينخفض إلى أكثر من النصف، ما يعني أن المردود سينخفض بالمستوى ذاته.تبريرات كرامي غير كافيةعلى مستوى رابطة الأساتذة في التعليم الرسمي يشير رئيسها حسين جواد إلى أن وزيرة التربية لم تتجاوب مع مطالبهم ولم تتواصل مع الرابطة الرسمية للأساتذة. ويضيف لـ"المدن" أن الرابطة ستنفذ ما وعدت به الأسبوع الفائت باللجوء إلى الخطوات التصعيدية، التي ستبدأ يوم الإثنين بتنفيذ إضراب واعتصامات داخل كل مدرسة. وبعد عطلة يوم الثلاثاء المقبل، دعت الرابطة إلى الإضراب وتنفيذ اعتصام حاشد أمام وزارة التربية. وستواصل الرابطة سياسية التصعيد إلى حين تحقيق المطالب، المتمثلة بالحفاظ على المكتسبات السابقة، لا قضمها، كما حصل جراء القرارات الأخيرة للوزارة.على ضفة الأساتذة المتعاقدين بالساعة، تشير رئيسة "رابطة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي" نسرين شاهين، إلى أن الرابطة دعت إلى إعتصام حاشد يوم الإثنين المقبل أمام الوزارة. وأضافت أن الإضراب التحذيري يوم الأربعاء والخميس كان ناجحاً جداً، وأقفلت المدارس بنسبة تسعين بالمئة. وبما أن "الوزارة" لم تستجب لمطالبنا، قررنا الاعتصام يوم الإثنين. وسنتخذ القرار المناسب، لناحية التصعيد أو العودة عن الإضراب، بناء على ما سيبدر عن الوزيرة كرامي، وفي حال وجدت لنا الحلول المناسبة للبدلات المالية لفصل الصيف، سنتعامل معها بإيجابية.وشرحت شاهين أن مبررات كرامي لعدم دفع بدلات الإنتاجية أو المثابرة في فصل الصيف هي عدم وجود مسوغ قانوني . فبدلات الإنتاجية كانت تدفع بموجب سلفة خزينة، والحكومة الحالية أوقفت السلف. وأضافت أن كرامي أكدت لهم أنها تنصت لصوتهم وأنها ستسعى لتحقيق المطالب. لكن الأمر مرتبط بما تقرره الحكومة وإذا ما كانت قادرة على تمويل الكلفة في ظل عدم توفر أموال الدعم الدولي. وقالت شاهين: "من جانبنا ردنا كان أننا نتفهم تفهمها لمطالبنا، ونتعامل معها بإيجابية. لكن هذا لا يكفي، لأنه في نهاية المطاف يحتاج الأساتذة لتأمين قوت عيشهم".بدوره أكد رئيس "لجنة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي الأساسي" حسين سعد إلى أنهم دعوا إلى الإضراب يوم الإثنين المقبل والاعتصام يوم الأربعاء أمام وزارة التربية. ولفت إلى أن قرار رفع بدل أجر الساعة إلى 366 ألف ليرة ودفع بدل المثابرة على الساعة، جعل الأجر الكلي للساعة نحو 8 دولارات. وهذا تسبب بتراجع مداخيل الأساتذة.وأضاف أنه سبق وقدم إلى الوزيرة كرامي رؤية حول اعتماد آلية لدفع بدل المثابرة لا تؤدي إلى خسارة الأساتذة المكتسبات السابقة. وشرح أنه طالب بدفع بدل مثابرة متحرك، ينخفض ويرتفع بحسب عدد الساعات المحددة مسبقاً والمطلوبة شهرياً. وبهذه الطريقة لا يخسر الأساتذة كثيراً.ووفق سعد لم تتجاوب الوزيرة كرامي معهم ولم يصلهم الجواب حول مقترحهم، مشيراً إلى أن "الأمور ذاهبة نحو التصعيد الأسبوع المقبل. فيوم الخميس المقبل تعقد جلسة لمجلس الوزراء، وفي حال لم تقر الحكومة الحلول لمطالبنا سنواصل الإضراب، والعكس صحيح".