جنبلاط: لنتواصل على القاعدة القومية وليس الهوية الدرزية
2025-03-22 22:55:53
شارك رئيس حزب التقدمي الإشتراكي السابق، وليد جنبلاط، في لقاء حواري مفتوح عبر تطبيق "زوم" مع الحركة الوطنية للتواصل - درب المعلم، حيث تم تناول موضوع سلطان باشا الأطرش والشهيد كمال جنبلاط، بحضور المحامي سعيد نفاع وفاعليات اجتماعية وفكرية. تم التطرق إلى آخر التطورات المتعلقة بحالة طائفة الموحدين الدروز وعرب 48.وتمنى جنبلاط في حديثه أن يتم العمل على تأليف كتاب يُسلّط الضوء على جميع الشخصيات والمناضلين من أبناء الطائفة الدرزية، الذين انطلقوا من بني معروف ومن درزيتهم نحو المساحة الأكبر وهي المساحة العربية والإسلامية.وأضاف جنبلاط خلال مداخلته، التي نقلتها جريدة "الأنباء"، قائلاً: "أميّز دائمًا بين انتمائنا القومي وانتمائنا المذهبي. الانتماء المذهبي هو معتقد خاص ونحن فرقة من الفرق الإسلامية المتعددة، ولكننا لسنا قومية. في اللحظة التي نصبح فيها قومية، ننتفي كل تراثنا عبر القرون، وإذا عدنا إلى أحد أعوان وقادة صلاح الدين الأيوبي في معركة اليرموك، كان من آل تقي الدين. يجب أن نفرّق بين الانتماء القومي والانتماء المذهبي. نحن مذهب من المذاهب الإسلامية العريضة والمتعددة، لكن قوميتنا هي القومية العربية الإنسانية التي تعود إلى ما قبل إنشاء الكيانات المصطنعة التي أوجدها اتفاق سايكس - بيكو، والتي جعلتنا نتقوقع ضمن هويات قطرية".وتابع، "لذلك، انضم سلطان باشا الأطرش وكمال جنبلاط وشكيب وعادل أرسلان ورشيد وأمين طليع وغيرهم من الشخصيات إلى مشاريع الوحدة الكبرى في سوريا ولبنان. كما تعلمون، كان سلطان باشا الأطرش قد انضم إلى الوطنيين السوريين رفضًا لمشروع تقسيم سوريا الذي طرحه الانتداب الفرنسي، وكانت الثورة العربية السورية. أما كمال جنبلاط في لبنان، فقد رفض من جملة ما رفضه هيمنة الانعزال اللبناني، وأصرّ على الهوية العربية، ورفض مشروع تحالف الأقليات الذي كان يرغب به حافظ الأسد ثم بشار الأسد. نعم، رفضه وكان متمسكًا بالهوية العربية الإنسانية والوحدة العربية المبنية على الديمقراطية والحريات، وليس وحدة الأنظمة العربية المبنية على أجهزة المخابرات والدكتاتورية والقمع".وأضاف جنبلاط، "في عام 1976، قال كمال جنبلاط لحافظ الأسد، الذي عرض عليه الانضمام إلى الوحدة مع سوريا، أنه لن يقبل السجن العربي الكبير، وهذا من الأسباب التي جعلت النظام السوري يقوم بقتله".وأشار إلى "التمسك بالتراث الديني، لكن في اللحظة التي نحوّل فيها الدين إلى قومية، نلتقي فورًا بالمشروع الصهيوني الذي أرفضه جملة وتفصيلًا، ونقع في الفخ".وتابع جنبلاط، "أعلم وضعكم في فلسطين المحتلة، ولكن أتمنى لكم قراءة كتاب قيس فرو من الجليل بعنوان من المحراث الفلسطيني إلى البندقية الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه، هناك كتاب آخر لشخص من المخابرات الصهيونية، سأبعث عنوانه للأستاذ سعيد نفاع، اسمه المتاهة اللبنانية. من المفيد قراءة هذه المراجع، وهناك الكثير غيرها. في هذين الكتابين كان هناك مشروع صهيوني أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، أرسلوا رسولًا إلى لبنان إلى الزعامات اللبنانية، وكان سلطان باشا الأطرش قد رفض مقابلتهم لأن المشروع كان موجهًا أساسًا إلى سوريا".واستكمل، "تم في السابق تهجير دروز فلسطين، وكان عددهم آنذاك عشرة آلاف، إلى سوريا وإلى جبل العرب، لأن القانون الذي أقره الكنيست الإسرائيلي بيهودية الدولة لا يعترف بوجود مكان للعربي سواء كان فلسطينيًا أو في غزة أو الضفة أو الجليل".وقال جنبلاط، "انطلقوا من الولاء العربي، بينما يعمل الصهاينة منذ وعد بلفور إلى اليوم، ومضى مئة عام على ذلك. كانوا تحت الانتداب البريطاني في ذلك الوقت، وكان مشروعًا وطنيًا قوميًّا لكن على مساحة صغيرة من فلسطين، واليوم أين نحن؟! اليوم هناك إمبراطورية بني صهيون ولن يبقى فلسطيني في غزة. كل المشاريع السابقة التي نادوا بها مثل مشروع الدولتين، قولوا لي أين الدولتين وأين ستكون الدولة الثانية؟ الدولة الثانية لن تقوم، لأن الدولة الثانية هي إزالة الوجود العربي الفلسطيني والمسيحي والإسلامي في القدس وسامراء، ووضعهم في شرق الأردن".وتابع، "أما دروز الجليل، ليتني أستطيع أن نلتقي مجددًا في قبرص لنتناقش. برأيي، سيأتي بعد ذلك المشروع الأساسي لتهويد كل أرض فلسطين تحت شعار وعقيدة الصهيونية التي تخالف الدين اليهودي وكبار الفلاسفة والعلماء الذين رفضوا نظرية الصهيونية، أولهم وأكبرهم ألبرت أينشتاين الذي رفض وحذر منها".وأضاف جنبلاط، "قولوا لي عن العقيدة الصهيونية، وأعطوني اسم عالم إسرائيلي كبير اليوم، وهم اليهود الذين قدموا للبشرية كبار العلماء ورجال العلم الذين يتحدث العالم عنهم، إلا في صناعة السلاح والقنابل والشعارات العشوائية والشعبية مثل بيغن وسموتريتش وغيرهم".وختم جنبلاط قائلاً: "أتمنى أن نعود إلى قراءة التاريخ، وأن نعمل معًا على الانتباه للمشاريع التي تُحاك ضدكم وضدنا. ومن الضروري التواصل إذا كان لا بد من ذلك، وأنا مع التواصل، لكن ليس على قاعدة الهوية الدرزية، فأنا أرفضها. يجب أن يكون التواصل على قاعدة الوطنية والقومية".
وكالات