لم يكن متخفياً أو مقنعاً، إنما كان يقود سيارته الفارهة مع مرافقة شخصية وبحرية كاملة، هكذا ظهر رجال الأعمال السوري وأحد أبرز الأشخاص في منظومة نظام الأسد الاقتصادية، فؤاد عاصي، ضمن شوارع العاصمة دمشق، في مشهد أصبح مكرراً، ويستفز مشاعر السوريين من دون أي توضيح من السلطات السورية، عن سبب بقاء رجالات الأسد.ظهور عاصيوظهور عاصي كان بمحض الصدفة البحتة، إذ أظهره مقطع مصور وهو "يتشاكل" مع شبان سوريين في دمشق، على أفضلية المرور في الشارع، قبل أن يبدأ العراك بالأيدي مع مرافقة عاصي، بعد مشادات كلامية مع الشبان الذين وصفوه بـ"فلول النظام" و"الشبيح" و"شريك يسار إبراهيم".وعاصي هو رئيس المجلس الإدارة في شركة "الهرم للحوالات" أشهر وأكبر شركات الحوالات في سوريا، كما أنه شريك مؤسس في شركة "لايت للصرافة" ومدير في شركة "عاصي للحوالات"، إلى جانب كونه شريكاً ومؤسساً في شركات "الهرم للشن والخدمات اللوجستية" و"بيت الصادرات" و"أي كاش للدفع الإلكتروني".
اشتباك بالأيدي بين مجموعة من دوااعش الجولاني في دمشق ومرافقة رجل الأعمال "فؤاد عاصي" عاصي يمتلك شركتي الهرم ولايت للصيرفة والحوالاتالتهمة كالعادة فلول نظام pic.twitter.com/R9NZvCiXbQ
— ،،، (@Sy_intelligence) March 22, 2025
انتهاكات عاصيوليس سراً أن عاصي المنحدر من مدينة حلب، أنه كان أحد أبرز رجالات المنظومة الاقتصادية في حقبة نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، إذ كان على ارتباط وعلاقة مباشرة مع "المكتب الاقتصادي السري" في القصر الجمهوري، والذي كان يدار من قبل يسار إبراهيم وزوجة الأسد، أسماء الأخرس..ولدى عاصي سجل حافل بدعم نظام الأسد اقتصادياً، إذ يُتهم بأنه أحد المسؤولين عن تبييض أموال تجارة المخدرات التي كان يبرع بها رجالات النظام بما في ذلك شقيق رئيس النظام وقائد الفرقة الرابعة ماهر الأسد، كما كان له دور بارز في تنسيق العمليات الاقتصادية المشبوهة لصالح الأخرس.إلى جاب ذلك، هو من المتهمين في جني ملايين الدولارات من جيوب السوريين، لصالح خزينة الأسد، عبر قيادة عمليات المضاربة بالعملية السورية الدولار، عبر تلك الشركات، وذلك بالتنسيق مع مصرف سوريا المركزي وفرع "الخطيب"، وبطبيعة الحال مع "المكتب السري".تسوية بالملايينوأثار ظهور عاصي حفيظة السوريين، إذ بدلاً من أن يكون خلف القضبان لمحاكمته عن تمويل آلة نظام الأسد الاقتصادية، وبطبيعة الحال الحربية في قتل السوريين، يتجول بسيارته الفارهة من نوع "بي إم دبليو" ضمن شوارع دمشق، مع مرافقة كاللتي كانت ترافقه قبل نظام الأسد.وتؤكد مصادر متابعة لـ"المدن" أن عاصي، قام بتسوية وضعه مع الإدارة السورية الجديدة، مقابل مبالغ مالية ضخمة، بما يضمن احتفاظه بالمكانة التي كان لديه قبل سقوط نظام الأسد، واحتفاظه بشركاته وأصوله المالية، فيما لاتزال السلطات السورية تلتزم الصمت حوله.وليس عاصي هو أول شخصية تظهر على العلن بعد سقوط نظام الأسد، وتثير غصب السوريين، إذ سبق ذلك ظهور فادي صقر، المسؤول الأول عن مجزرة التضامن وأبرز رجالات "المخدرات" لدى النظام المخلوع، بينما مازال شخصيات محمد حمشو وبلال النعال، تتجنب الظهور إلى العلن، رغم وجودها في دمشق، وتوصلهما إلى تسوية مماثلة لتسوية عاصي.اللجوء للقضاءويؤكد مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني إن ظهور عاصي هو حالة أصبحت مكررة، وتستفز السوريين، لكنه يشدد على عدم لجوء أي شخص للاعتداء عليهم، لأنها ستُنتج دوامة من العنف.ويؤكد عبد الغني في حديث لـ"المدن"، على ضرورة اللجوء إلى القضاء السوري والنيابة العامة بعد تفعيلهما بشكل كامل، عبر تقديم الشكاوي ضد تلك الشخصيات مشفوعة بالأدلة، بالتعاون مع محاميين ومنظمات حقوقية، مشدداً على ضرورة مقاطعة السوريين مجتمعياً لهم، وعزلهم وفضح جرائهم.وفي المقابل، يشدد عبد الغني على ضرورة قيام تلك الشخصيات المتهمة بارتكاب انتهاكات، القيام بمبادرات مجتمعية، من قبيل ترميم مدرسة أو مستشفى أو شارع، بدلاً عن الأضرار التي تسبب بها، لافتاً إلى أنهم يأججون غضب الناس بظهورهم في الشوارع وعلى الإعلام، وسط حالة من الإنكار.