قالت شبكة "سي إن إن" إن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يواجه تحديًا من ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، وأكدت أن نشاط الرجلين خلال الشهرين الماضيين أثار تساؤلات بشأن نفوذ كل منهما وموقعه داخل الدائرة المقربة من الرئيس دونالد ترامب.
وأفادت الشبكة أن روبيو كان على دراية تامة بما سيواجهه عند توليه منصبه، وكان يعلم أن العمل مع ترامب لن يكون سهلاً بالنظر إلى سجله الحافل في إقالة كبار المسؤولين.
سعى روبيو للحصول على هذه الوظيفة الرفيعة كأكبر دبلوماسي أميركي بعد أن خسر فرصة أن يكون نائب ترامب لصالح جيه دي فانس، غير أنه لم يكن في حسبانه أن يواجه خطر التهميش لصالح أحد أقرب أصدقاء ترامب، وهو مطور العقارات والملياردير ستيف ويتكوف.
على مدار الشهرين الأولين من إدارة ترامب، تراجع روبيو في بعض النواحي عن الواجهة العالمية لصالح ويتكوف، الذي توسع نطاق عمله إلى ما هو أبعد من لقبه الرسمي كمبعوث خاص إلى الشرق الأوسط.
كان ويتكوف لاعبًا رئيسيًا في العديد من الملفات البارزة التي عملت عليها إدارة ترامب، مثل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ومفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا، وعودة الأميركي مارك فوجل من روسيا بعد أن سافر إلى موسكو لإتمام المفاوضات لإطلاق سراحه.
ووصف مصدر لـ"سي إن إن" ويتكوف بأنه يجوب العالم مثل وزير خارجية فعلي، وأضاف أن لديه ميزة واحدة لا يمتلكها الآخرون، وهي "الثقة المطلقة من ترامب".
في المقابل، كان روبيو مشغولًا برحلات إلى أميركا الوسطى لمناقشة ملف الهجرة، إلى جانب زياراته إلى الشرق الأوسط وأوروبا وكندا لمناقشة الحرب في غزة وأوكرانيا، فضلاً عن اجتماعات مع شركاء الولايات المتحدة في مجموعة السبع.
ومع تزايد الأدوار التي قام بها ويتكوف، تزايدت التساؤلات حول مدى نفوذ روبيو ومستقبله داخل إدارة ترامب. وقال أحد أعضاء مجلس الشيوخ الذين هم على تواصل مع روبيو إن الوزير "يشعر بالإحباط"، في حين أكدت مصادر مطلعة أن روبيو غير مرتاح للطريقة التي قلل بها البيت الأبيض من مكانته.
ولم تخل الفترة الماضية من مؤشرات على عدم ارتياح روبيو لتحركات إدارة ترامب، ومنها خلافه مع إيلون ماسك المسؤول عن لجنة الكفاءة الحكومية، خلال اجتماع لمجلس الوزراء، كما ظهوره منزوياً في أريكته خلال الاجتماع بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.
وقالت الشبكة إن روبيو يفتقر إلى البروز والنفوذ الذي تمتع به وزراء سابقون، ولم يكن يتوقع أن يدخل في منافسة مع ويتكوف.
وأوضحت أن الاعتماد العلني لترامب على ويتكوف أثار تكهنات في واشنطن حول المدة التي سيقضيها روبيو في منصبه، فيما أكدت مصادر أن روبيو قد أخذ المنصب "لتعزيز مؤهلاته"، ويظل لديه طموحات رئاسية لم تتحقق بعد فشله في الترشح للرئاسة عام 2016 أمام ترامب.
وأوضحت المصادر أن روبيو سيرى دوره ناجحًا إذا خدم لمدة 18 شهرا إلى عامين، مما يمنحه الوقت للتخطيط لحملة رئاسية محتملة في 2028.
وفي رد على تقرير "سي إن إن"، قال روبيو إنه يعمل عن كثب مع ويتكوف كجزء من فريقه، فيما أكد ويتكوف أن لديه "علاقة عمل رائعة" مع روبيو، مشيدًا به كـ "وزير خارجية عظيم" سيُسجل كواحد من الأعظم في التاريخ.
وأكد ويتكوف أيضًا أنه "لا يوجد أي خلاف بينه وبين روبيو، ونحن نعمل معًا بتعاون تام"، مشيرًا إلى أن الأخبار التي نشرتها "سي إن إن" غير صحيحة. من جانبه، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس في بيان إن "فرضيتكم خاطئة"، مؤكدةً أن روبيو وويتكوف يعملان معًا لدفع أجندة ترامب.
وأشاد ترامب بدور روبيو، وقال للصحفيين في المكتب البيضاوي: "لقد عمل بجد، سافر إلى العديد من الدول بالفعل. إنه شخص رائع – رجل عظيم. أعتقد أن لديه فرصة ليكون أفضل وزير خارجية لدينا".