أثارت عملية إطلاق الصواريخ اليوم من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة العديد من التساؤلات، حيث ربطها البعض برد على تصريح رئيس الحكومة نواف سلام يوم أمس، الذي أكد فيه أن صفحة حزب الله قد طويت بعد البيان الوزاري، وأصبح شعار "شعب، جيش، مقاومة" من الماضي، فهل هي فعلًا رسالة موجهة إلى سلام؟يؤكد رئيس حزب "حركة التغيير"، المحامي إيلي محفوض، ، إن "الميليشيا دائمًا ما ترد على ثقافة الدولة، فالخطاب الذي أدلى به رئيس الحكومة أمس كان ممتازًا، خاصة فيما يتعلق بطي صفحة حزب الله، فهو يعكس بوضوح البيان الوزاري ويترجم خطاب القسم، ويعبر عن نهج الحكومة".ويشير إلى أن "هذه الميليشيا تستمر في توريط لبنان أكثر فأكثر، وإذا استمرت الأمور على هذا المنوال، فإننا سنواجه تصعيدًا كبيرًا، لقد قلنا اليوم إنهم يقودوننا نحو جهنم من جديد، هؤلاء جماعة هواة انتحار، وإذا كانوا يريدون الانتحار، فلينتحروا لوحدهم لا أن يجروا معهم الشعب اللبناني، فحتى الآن هم لم يتمكنوا من إعادة بناء أي شيء بعد الدمار الذي لحق بلبنان جراء الحرب الأخيرة، فإلى أين هم ذاهبون؟"ويشدّد علىأن "عملية إطلاق الصواريخ تحتاج إلى حسم، ولا أحد يمكنه الحسم سوى الدولة والجيش اللبناني، حيث فكرة الدولة أصبحت تزعج الميليشيا، فهي تطمئن لإسرائيل أكثر من الدولة اللبنانية، لذلك، يجب علينا التركيز على دور الدولة اللبنانية فقط، لا شيء غير ذلك، خاصة عندما يقوم شخص مثل نعيم قاسم بتخوين وزير الخارجية ويعتبره عدوًا".وبرأيه، فإن "بعد هذا التطور الخطير الدولة مطالبة اليوم بالتحرك فورًا، يجب أن ينعقد مجلس الوزراء ومجلس الأمن في لبنان اليوم وليس غدًا، لإعلان حالة استثنائية لسحب جميع الأسلحة من أيدي الميليشيا، على الدولة أن تقوم بواجباتها، نحن لا نقول إرسال قوات مسلحة إلى المناطق التي توجد فيها الميليشيات، ولكن يجب اعتقال أي شخص يُضبط وهو يحمل سلاحًا، ويجب محاكمته بموجب القانون، عليهم أن يدركوا أن استمرار الميليشيا على ما هي عليه يجعلها خاضعة لقانون العقوبات اللبناني، وأي مجموعة تمارس هذا النشاط يجب أن تُعاقب".ويقول: "عليهم أن يدركوا أن الحديث عن المقاومة لم يعد له وجود، لأن المقاومة قد انتهت، وما تقوم به الميليشيا اليوم هو عمل تخريبي بإمتياز"، لافتًا إلى أن "عملية إطلاق الصواريخ لم تكن رسالة بشأن كلام سلام أمس، بل تهدف إلى توريط الدولة أكثر، نحن نعلم أن الميليشيا تتلقى أوامر من إيران، التي تديرها وتدفع لها الأموال وتتحكم فيها بحسب مصالحها، إذًا، أين دور الدولة؟"ويختم محفوض: "هناك ملامة على الدولة إذا لم تتخذ زمام المبادرة لوقف أي محاولة لتوريط لبنان، وبالتالي لا يكفي ما قام به الرئيس نواف سلام عبر إتصاله بوزير الدفاع الوطني لاتخاذ الإجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بل عليه أن يدعو إلى اجتماع فوري لمجلس الوزراء، لأن توريط لبنان ليس مزحة، ويجب إصدار بيان تاريخي يتماشى مع البيان الوزاري وبيان القسم".