2025- 03 - 23   |   بحث في الموقع  
logo جنبلاط لعرب 48: احذروا! logo إسرائيل وحدها المستفيد فمن أطلق الصواريخ؟ logo إعادة بناء المؤسسة العسكرية في سوريا بعد سقوط الأسد logo المطران جاك مراد لـ"المدن": الإعلان الدستوري مشكلة للمسلمين logo الأساتذة يصعدون: بدلات الإنتاجية مقابل التراجع عن الإضراب logo مشروع إعادة الإعمار: هل يفاقم التجاوزات الزبائنيّة؟ logo التعيينات القضائية دونها الاتفاق على المدعي العام المالي! logo نتنياهو: إسرائيل ستبقى ديمقراطية رغم إقالة رئيس الشاباك
الكبتاغون في "أكشاك" القهوة في طرابلس: "الطلب عليها بالهبل"
2025-03-22 12:56:05

في انتظار فنجان القهوة في ظهيرة ذاك اليوم، يصل شابٌ يقود "توك توك" إلى أحد أكشاك بيع القهوة في حي المنكوبين، وهو أكثر الأحياء الشعبية فقرًا وبطالة في طرابلس. يقول لصاحب الكشك "بدي فنجان قهوة كبستين سادة".. دقيقتان فتجهز القهوة، وبينما يهمّ صاحب الكشك بتسليمها يعاجله بسؤال: "عندك بانادول القوي لوجع الراس؟". في الحقيقة وبعد التدقيق: "لم يكن البانادول القوي ذاك إلا حبوب الكبتاغون".
آفة اجتماعية ومشاكل أمنيةتعيش مدينة طرابلس منذ مدة وسط إشكاليات أمنية وارتفاع مستوى الجريمة، لا سيما مع وجود السلاح الفردي المتفلت. وترتكب جرائم قتل ولو على خلفية أسباب تافهة جداً، كأن يطلق أحدهم النار على أفضلية المرور أو أفضلية ابتياع المواد الغذائية. وفي معرض البحث عن عشوائية انتشار السلاح، قفزت إلى المشهد آفة أكثر خطورة، هي ترويج المخدرات وتعاطيها، ليس في طرابلس فحسب، بل في قرى شمالية عدّة. آفة منتشرة في مناطق الفقر، ومن الطبيعي أن ينتج عنها مشاكل اجتماعية وأمنية. وثمة تراخٍ أمني في معالجة مشكلة المخدرات، سواء من ناحية معدلات التعاطي أو أعداد المروجين. فالمدمن لا يتم تعقّبه من القوى الأمنية إلا في حال قيامه بجريمة على خلفية تعاطيه. والأمثلة على انتشار الآفة وانعكاسها كمشاكل أمنية كثيرة. فالجميع يذكر حادثة الشاب (أ.أ) في القبة – طرابلس، الذي أقدم على طعن جدته طعنات عدة، تحت تأثير المخدّر.. وحادثة أخرى في عكار، عندما أقدم شاب على إطلاق الرصاص داخل صيدلية بعد رفض الصيدلي بيعه الحبوب المخدّرة مما أدى إلى مقتل شخص.واجهة بيع القهوةخلال عملية تقصي أجرتها "المدن" لمعرفة كيفية انتشار المخدرات ولا سيما حبوب الكبتاغون، التي تغزو المناطق الشمالية والأحياء الشعبية في طرابلس وقرى من عكار، كانت الوجهة باتجاه أحد أكشاك بيع القهوة، التي كشفت مصادر خاصة، أن صاحبها يبيع الكبتاغون. داخل "الكشك" يقف شاب في مقتبل العمر اسمه م. من سكان حي المنكوبين في طرابلس، وأصوله تعود إلى إحدى القرى العكارية. ملقّب بين أهالي منطقته بـ "الصوص"، لكنه لا يعرف عن عكار شيئًا إلا أن جده لوالده، ترك الريف منذ زمن طويل واستقرّ في المدينة (طرابلس).
وضع عائلته منعه من متابعة تحصيله العلمي، فغادر مقاعد المدرسة يوم كان في الصف الثالث – ابتدائي. لم يجد عملاً إلا في مجال بيع القهوة. يتحدث عن شعوره كمواطن، بالتهميش في مجتمعه ونقمته ضمناً على المسؤولين من أيناء مدينته: "فقط في موسم الانتخابات يطلبون مني التصويت فأذهب إلى قريتي الجردية حيث سجل نفوس العائلة".
لا يجد حرجاً بالحديث عن انتشار حبوب الكبتاغون في المنطقة، ويصارح بالقول: "معظم أكشاك القهوة المنتشرة على الطرقات، التي يدريها شبّان، تبيع هذه الحبوب المخدّرة"، ولم يجد تعبييراً للدلالة على الاقبال الكثيف على شراء الكبتاغون أفضل من قوله إن "الطلب عليها بالهبل"، أما بيع القهوة والشاي والمشروبات داخل الكشك "فهو للتمويه وبمثابة واجهة التجارة، نحن أصحاب الأكشاك نعرف بعضنا ونتعاون في ما بيننا في هذا المجال".من الهرمل إلى عكاربتلقائية ومن دون تحفظ يفصح عن مصدر تلك الحبوب فيقول: "كنت أتعامل مع شخص إسمه أبو مهدي من آل جعفر من الهرمل. هو المورّد الأساسي. تعرّفت إليه عن طريق شخص من مشمش من عائلة د. وتبيّن أن لديه علاقات واسعة مع أهالي الهرمل والعشائر. ود. هو بالمناسبة من أعطاني المال لفتح الكشك، ويساعدني إذا لاحقتني البلدية أو القوى الأمنية. أحصل من خلاله على التسهيلات لحل أي مشكلة أواجهها، ويدفع لي مبلغ 300 دولار بالشهر".وعن كيفية تأمين البضاعة يروي م.:"في البداية يجب أن يزور البائع منا الهرمل. وفي مقهى "القائد" يتم تسليم البضاعة. أنا شخصياً لم أقابل أبو مهدي. اقتصر الأمر بيننا على محادثات واتصالات عبر واتساب".وأضاف: "كل مرة كنت أذهب إلى الهرمل، كان يرسل إليّ أشخاصًا مختلفين للتسليم. وكان يؤمّن لنا المرافقة حتى نجتاز الهرمل وصولاً إلى حدود عكار. وفي بعض المرات يؤمّن لنا الطلبيات أو البضاعة، مع سائقي Delivery أو أشخاص من جماعته يصلون إلى منطقة أكروم – عكار، وأحياناً إلى جرود مرجحين. ويتم التسليم هناك".ووفق رواية م. تبيّن أن المروّج ذ. الآنف الذكر، "لا يذهب إلى الهرمل بتاتاً. ويقتصر دوره على استلام البضاعة لحظة وصولها إلى جرود عكار. وهناك تتولى سياراته ذات الزجاج الداكن، التي لا تفتّش على الحواجز، نقل البضاعة. وتوزعها على البائعين.ويستفيض م. بالشرح مؤكداً: "أحياناً كانت ترد معلومات عن تشديد أمني. عندها يتم نقل البضاعة عبر طرق زراعية بديلة في الجهة المقابلة للحواجز الأمنية، في منطقتي الصدقة ودير عمار. ثم تعود وتنقل البضاعة إلى السيارات، ويصار إلى تسليمها للتجّار والمروجين".ارتفعت أسعار هذه الحبوب كثيراً كما يقول م.: "في السابق كانت الأمور أفضل. كنا نحصل على حبة الكبتاغون بسعر 20 ألف ليرة بالجملة، ونبيعها بالمفرّق بسعر يترواح بين 50 إلى 100 ألف ليرة، وأحياناً أكثر بكثير. لكن بعد الحرب الأخيرة أصبح تأمين الحبوب صعبًا، وتوصيلها أصعب. وبات سعر الحبة من مصدرها بالمفرّق 200 ألف ليرة، من دون سعر التوصيل، الذي علينا تكبّده".نحو 50 ألف مذكرة توقيفمصادر في مكتب مكافحة المخدرات في الشمال أكدت لـ"المدن" ورود معلومات بشكل مستمر حول انتشار آفة تعاطي المخدرات في طرابلس ومناطق الشمال. ويتم التعاطي في سيارات تقف ليلاً على جوانب الطرقات، مثل طريق أبو سمرا – وادي هاب، طريق القبة – العيرونية، طريق البحصة – حلبا، وطريق جرد عكار.ويضيف المصدر:"لا يتخذ إجراء بحق المتعاطين إلا بناءً على إشارة القضاء، بعكس المروّجين فإن التحرّك بحقهم يحصل لمجرد ورود المعلومات". ويكشف المصدر الأمني عينه عن"معلومات وردت قبل فترة قصيرة، عن قيام شاب بالترويج من خلال "التوك توك" الذي يعمل عليه في ضواحي طرابلس. وبنتيجة التحقيق معه، تبيّن أنه كان على علاقة مع شخص آخر لديه كشك لبيع القهوة في التبانة، كان يبيع الكبتاغون والترامادول وقد تمّ توقيف الثاني وأقفل الكشك".من جانبها تلفت مصادر حقوقية، في معرض التعليق على هذه المعطيات، إلى أن أكثر من 50 ألف مذكرة توقيف في مسألة الترويج للمخدرات لا يتم البت بها لاسيما عند التجّار الكبار، وبالتالي نشر هذه الآفة بين الناس وفي المناطق الفقيرة بالذات، يراد منه تخريب واقع طرابلس وإعطاء الصورة السيئة عنها. ويذكّر كيف أظهرت احداث سوريا الأخيرة أن تجارة المخدرات كانت تجري بين الجهات السياسية النافذة في المنطقة. ويلفت إلى أنّ حادثة مقتل الشيخ أحمد الرفاعي قبل سنتين، كشفت عن تورّط قاتله المحسوب على جهة سياسية كانت لها سيطرتها على المنطقة، بالترويج للمخدرات.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top