2025- 03 - 22   |   بحث في الموقع  
logo وزير الثقافة مُخاطباً الجامعة العربية: لوقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان logo بعد محاولة اغتيال ترامب... بوتين هرع إلى الكنيسة من أجل "صديقه"! logo تشكيل فريق لتحليل تداعيات هجوم "7 أكتوبر" logo مقرب من ماهر الأسد... القبض على مسؤول في النظام السابق (صورة) logo مطار الحديدة اليمني في مرمى نيران أميركا logo سلامة: نأمل وقف العدوان الدائر حاليًا على الجنوب logo خلال تفقده مكان الغارة في صور... نائب "أمل": لن نتخلى عن موقفنا! logo جنبلاط: لنتواصل على القاعدة القومية وليس الهوية الدرزية
بوتين باع إيران لترامب بمكالمة هاتفية
2025-03-22 10:25:59


تواصل ترامب- بوتين الهاتفي الذي دام أكثر من ساعتين ونصف الساعة، فشل خلاله ترامب بالحصول على موافقة بوتين على وقف إطلاق النار الشامل لمدة ثلاثين يوماً في الحرب الأوكرانية. واقتصر ما حصّله على تبادل عدد من الأسرى ووقف قصف البنية التحتية للطاقة و... مباراة هوكي بين فريقي البلدين الوطنيين. وأضاف بوتين إلى هذه الحصيلة الهزيلة لمسته المعتادة في التأخر بمواعيد كل لقاءاته مع قادة العالم وسياسييه. ومع أن مستشار ترامب للأمن القومي مايك والتز نفى الأمر، إلا أن مواقع الإعلام وشبكات التواصل تجاهلت هذا النفي، لمعرفتها بعادة بوتين التي يستخدمها وسيلة لإظهار رفعة مكانة روسيا وتمايزها عن بقية دول العالم مهما علا شأنها.تمايز إعلام بوتين عن الإعلام الروسي المعارض والعالمي بالتأكيد على نجاح الاتصال الهاتفي، وبأن نتائجه كانت لمصلحة بوتين. فقد رأى رئيس مجلس العلاقات الخارجية والدفاع، الذي يعد التقارير للكرملين، البوليتولوغ Fyodor Lukyanov أن ثلاث خلاصات أسفرت عنها المحادثات الهاتفية، وفي طليعتها أن الوضع يتطور لصالح روسيا. فموسكو لم ترحب بفكرة الهدنة الفورية، ورأت ضرورة إجراء دراسة شاملة لظروفها. وهذا يعني عملياً وضع الخطوط العريضة لحل طويل الأمد. فالهدنة لم تحصل، ورفضتها روسيا بلباقة. واستبدلت اقتراح وقف إطلاق النار الشامل بالتوافق على عدم قصف البنى التحتية للطاقة، والإجراءات الأمنية في البحر الأسود، كما نقل عنه موقع mail.ru الروسي في 19 الجاري.ويسجل البوليتولوغ لبوتين أنه خفف من اندفاعة ترامب التي حفزتها مفاوضات جدة مع الأوكران، والتي اقترحت وقف إطلاق النار الشامل، وحول بوتين الاندفاعة إلى مسار بحث طويل الأمد. وهو ما تعتبره موسكو أنه لصالحها هي. بل وأكثر من ذلك، فقد اكتسب أهميته من جديد مطلب موسكو الرئيسي لإحلال السلام: نزع سلاح أوكرانيا. ويرى أن مسألة هذا السلاح قد تقدمت في المفاوضات الهاتفية على مسألة الأرض "التي إذا كان قد جرى بحثها، فلا تزال حتى الآن في الظل".
يضيف البوليتولوغ أن المسألة الأوكرانية قد تمت مناقشتها في إطار بحث العلاقات بين البلدين. ويقول بأنه كانت ملفتة للنظر الإشارة في الرواية الأميركية إلى أن الطرفين ناقشا بالتفصيل قضايا الشرق الأوسط، وخصوصاً قضية أمن إسرائيل. وهو ما يؤكد على أن هذا الموضوع الذي يشمل إيران، إسرائيل، سوريا ودول الخليج، يشكل أولوية بالنسبة لترامب، وليس أوكرانيا. أما بالنسبة لروسيا، فالأمر على العكس تماماً: إذ أن أوكرانيا تتقدم بوضوح على كل شيء آخر في قائمة الأولويات.البوليتولوغ الروسي الآخر Maxim Zharov قال للموقع عينه إن الكرملين كان أكثر ارتياحاً للمحادثات التي جرت مع البيت الأبيض. وبيان واشنطن عن النتائج كان أكثر فراغاً من بيان موسكو. حتى أن ترامب لم يلتق الصحافيين بعد المحادثات كما كان قد وعد.
يشير البوليتولوغ إلى حقيقة أن الجزء الأكبر من الحديث تم تخصيصه للشرق الأوسط. ووفقاً للتفاصيل التي تم الكشف عنها، فقد اتفق البيت الأبيض والكرملين على تطوير جهودهما المشتركة الرئيسية في الشرق الأوسط على وجه التحديد، وليس في أوكرانيا. ولا يستبعد Zharov أن يحاول ترامب في الأيام القليلة المقبلة شطب موضوع أوكرانيا من خطابه.موقع Kasparov الروسي المعارض، جمع في نص واحد مدونات العديد من أبرز المحللين والكتاب السياسيين الروس حول الاتصال الهاتفي بين ترامب وبوتين. وعلى عكس المحللين والكتاب السياسيين الموالين للكرملين، يجمع المعارضون على خلو المحادثات من أي نتيجة تستحق كل هذا الوقت الطويل من التحدث عبر الهاتف.توقف عديدون من المدونين عند تخصيص قسم كبير من وقت المحادثات للشرق الأوسط وأبرز استعصاءاته.
مقدم البرامج التلفزيونية ومخرج الأفلام الوثائقية Alexey Lushnikov رأى أن المحادثات الهاتفية الطويلة تشبه "الجبل الذي ولد فأراً". ورأى أنه لم يكن هناك أي جبل، بل مجرد ضباب كثيف. والقضايا الرئيسية المطروحة، لم يتفق أحد على شيء بشأنها، بل اتفقوا على لعب الهوكي.
لكنه رأى أمراً ملفتاً للانتباه وقع خلال هذه المفاوضات: بوتين يسلم إيران بسهولة لترامب. إيران تلك التي تمده بمسيرات "شهيد" والصواريخ البالستية. إيران تك التي وقع معها منذ فترة قصيرة اتفاقية أمن وتعاون شامل. ويرى أن "محور الشر (المقاومة) بدأ يأخذ مظهراً مختلفاً جداً".الصحافي Sergey Auslender نقل عن بيان البيت الأبيض إثر انتهاء المحادثات إعلانه بأن "الزعيمين يتفقان على أن إيران لا ينبغي لها مطلقاً أن تكون في وضع يسمح لها بتدمير إسرائيل". لكنه يسجل ملاحظتين على هذا التوافق.
الأولى، من سيحدد ذلك الوضع، وفي أي وضع لا تكون إيران قادرة على ذلك. والزعيمان لا يتحدثا عن وجود السلاح النووي بيد إيران، وحينها تستطيع طهران تدمير ليس إسرائيل وحدها. ومن دون سلاح نووي كانت إيران دائماً تهدد بتدمير إسرائيل. وفي ظل النظام الحالي، فإن مثل هذا التهديد سيظل موجوداً دائماً.
الثانية، الآن سوف تكون إيران سعيدة للغاية عندما ترى كيف خدعها صديقها فلاديمير ويتفاوض مع الشيطان الأكبر. والآن فقط تم التوقيع على المعاهدة الإستراتيجية الشاملة، وسارع الشريك بالفعل إلى التفاوض مع "الصليبيين". لقد تم تحذير إيران من أن بوتين سيتخلى عنها في أول فرصة، "ولم يكن عليها أن تنتظر طويلاً".البوليتولوغ الروسي عباس غالياموف، الذي كان كتب خطابات بوتين حين كان الأخير رئيساً للوزراء، رأى أن أهم ما في نتائج المحادثات، هو أن بوتين تلاعب بترامب بشأن العلاقات الإيرانية الإسرائيلية. فقد وافق عملياً على أن إيران يجب أن لا تكون دولة نووية. وبالمقابل، وافق ترامب على أن لا يصر على وقف إطلاق النار الشامل في أوكرانيا، وأن يقتصر الأمر على عدم توجيه الضربات للبنية التحتية للطاقة.
ويرى أن استراتيجية بوتين في التفاوض تقوم على أساس توسيع موضوعات التفاوض، وذلك لتبديل تنازلاته بموضوعات معينة بأخرى أقل أهمية بالنسبة له، على سبيل المثال: تنازله في الشرق الأوسط مقابل تنازل ترامب في أوكرانيا. لكن ترامب لم يتنازل عن تسليح أوكرانيا مقابل مطلب بوتين وقف هذا التسليح خلال مدة وقف إطلاق النار. ويرى أنه بفضل موضوع إيران تمكن الطرفان من تحاشي الإختلاف بينهما.أما بشأن أوكرانيا والاتصال الهاتفي بين ترامب وبوتين، فقد رأت "المدن" أن تطرح عدداً من الأسئلة على مدير مركز الدراسات الجيوسياسية الجديدة الأوكراني Mikhailo Samus.
وفي رده على السؤال عن الحيز الكبير الذي شغله الشرق الأوسط في اتصال بوتين-ترامب الهاتفي، قال الخبير الأوكراني إن هذا المسار مثير للاهتمام بالنسبة لترامب من حيث الضغط على إيران، وبوتين يعد بالتأثير على طهران. لذا يتم مناقشة هذا الموضوع باستمرار في الاجتماعات بين الولايات المتحدة وروسيا. في واقع الأمر، لا يتمتع الكرملين بأي نفوذ حقيقي على القيادة الإيرانية، وهو يخادع ترامب، محاولاً مقايضة "القضية الإيرانية" بقضية الحرب ضد أوكرانيا.
وعما إذا كان ترامب سيعقد مرة أخرى مفاوضات مع بوتين بشأن أوكرانيا، من دون أوكرانيا، وهل سيعترف رسمياً بالقرم أرضاً روسية، قال الخبير: إذا كانت الولايات المتحدة تريد تحقيق نتائج حقيقية في إنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا، فسوف يتعين عليها التفاوض مع أوكرانيا. وإلا فسيكون الأمر مجرد حديث مع القيادة الروسية من دون أي نتائج حقيقية.
ويرى بأنه إذا أقدم ترامب على الاعتراف بالقرم جزءاً من روسيا، فهذا لن يعني شيئاً بالنسبة لأوكرانيا من الناحية القانونية.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top