فعلها بنيامين نتنياهو وأعاد استئناف الحرب على قطاع غزة قاطعاً الطريق على هدنة “ترامب” التي كان من المفترض ان تكون متينة وتؤدي الى حل للصراع العسكري وضارباً بعرض الحائط كل الدعوات المنادية بتطبيق اتفاق وقف اطلاق النار.
وعليه بات السؤال الأكثر تداولاً اليوم ما هو سرّ هذا التصعيد المفاجئ؟
في السياق، تشير مصادر حركة حماس الى ان رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد ان يفاوض المقاومة تحت النار وهذا ما ترفضه المقاومة. وتضيف على مدار اكثر من ٤٧١ يوماً من القتال المستمر والذي استخدمت فيه كل أنواع الأسلحة اضافة الى الدعم المطلق الذي تلقاه نتنياهو من الإدارة الأميركية لم يستطع ان يحقق أهدافه من الحرب لذلك هو الآن يكرر نفس التجربة.
وإذ تؤكد المصادر ان العدو الإسرائيلي يريد ان يضغط على الشعب الفلسطيني وعلى الحاضنة الشعبية للمقاومة حتى تتنازل على طاولة المفاوضات، تشدد على ان المقاومة منذ اليوم الأول وضعت شروطها التي يجب ان تنفذ ولا يمكن لنتنياهو ان يحرر أي من اسراه الا من خلال المفاوضات وعبر اتفاقية وقف اطلاق النار.
وتتابع المصادر: إن المقاومة وقعت الاتفاقية المؤلفة من ثلاث مراحل في ١٧ كانون الثاني الماضي ونفذتها بحذافيرها. وبشهادة الوسطاء والضامنين التزمت حركة حماس بتنفيذ المرحلة الأولى كاملة ولم تخلف اي من بنود هذه الاتفاقية، بينما تنصّل العدو الصهيوني وراوغ وماطل في تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة وانقلب على الاتفاقية التي وقّعت كما انقلب على قرار مجلس الامن رقم ٢٥٣٧ الداعي الى وقف اطلاق النار.
الى ذلك، تلفت المصادر الى ان الخلافات الداخلية داخل الإدارة الإسرائيلية لا سيما تلك المستفحلة بين المستويين السياسي والعسكري، إضافة الى استمرار بنيامين نتنياهو بالعمل لتحقيق مصالحه الشخصية والسياسية والتي أدت الى اقالة اكثر من مسؤول امني وآخرهم رئيس الشاباك رونين بار، هي التي دعت نتنياهو الى التهرب من المأزق السياسي وفتح معركة جديدة في قطاع غزة واعادة الأمور الى حيث كانت قبل ١٧ كانون الثاني المنصرم.
اذاً، هو الغدر الصهيوني والاجرام المتمادي يعاود نكء جراح اهل غزة التي لم تشف اصلاً، وسط غياب شبه تام لمقومات العيش في القطاع إضافة الى الشح في المستشفيات واللوازم والمعدات الطبية. الا ان إرادة الشعب الفلسطيني بإسترجاع ارضه والتفافه حول مقاومته ابقى من كل احتلال ورسالة واضحة لنتنياهو بأنه مهما فعل لن يتحقق الا ما تريده المقاومة ومن خلال اتفاقية وقف اطلاق النار فقط لا غير.
موقع سفير الشمال الإلكتروني