2025- 03 - 22   |   بحث في الموقع  
logo جامع الطواشية في طرابلس.. مدرسة مملوكية بعمارة إسلامية logo نتنياهو يفاوض الفلسطينيين تحت النار!.. ديانا غسطين logo الانتخابات البلدية بين صلاحيات السلطة المحلية والواقع المأزوم!.. حسناء سعادة logo غارات إسرائيلية على مطار تدمر العسكري logo جارٍ تحميل الشرق الأوسط الجديد... logo هل تنجح واشنطن بتحييد موسكو في الصراع مع الصين؟ logo التعافي الاقتصادي مهدَّد: ثلاث عقبات إحداها إسرائيل logo نفي رسمي: لا تسليم لسجناء سوريين والأولوية لمعتقلي الرأي
رحيل هدى شديد: الصحافية اللامعة والمُلهِمة الرقيقة والمُحارِبة الصلبة
2025-03-21 23:56:29

رحلت عن دنيانا اليوم، الزميلة الصحافية هدى شديد، ولمّا تكمل الـ60 من عمرها (15 أيلول 1965 - 21 آذار 2025)، وذلك بعد معاناة مديدة ومريرة مع مرض السرطان الذي واجهته بصلابة قلّ نظيرها.
وتُعدّ شديد من أبرز الشخصيات الإعلامية اللبنانية التي حققت شهرة كبيرة بفضل عملها في مجال الصحافة والتقديم التلفزيوني طوال عقود ثلاثة، وهي معروفة بشجاعتها في تغطية الأحداث الميدانية والسياسية، لا سيما كمراسلة طوال سنوات لقناة "ال بي سي" في القصر الجمهوري، لكنها عملت أيضاً في العديد من المحطات التلفزيونية ووكالات الأنباء والصحف، ومنها جريدة "النهار"، ووكالة "رويترز" الدولية، وأصبحت معروفة بجرأتها وقدرتها على تغطية الأحداث الساخنة، خصوصاً تلك المتعلقة بالقضايا السياسية والاجتماعية في لبنان.وقد أثار خبر وفاتها، في مواقع التواصل الاجتماعي، موجة حزن وعاطفة وحب، فرثاها وتذكّرها ونشر صورها وفيديوهاتها، محبون من جمهورها، وسياسيون وإعلاميون، من مختلف المشارب والانتماءات، وهو ما يضيف إلى سجلّ هدى المهني والإنساني، أنها كانت تصل بسلاسة إلى الجميع بفضل شفافيتها وصدقها، وفي الحياة والعمل.
View this post on Instagram
A post shared by LBCI Lebanon (@lbcilebanon)
ومنذ إصابتها بمرض السرطان، منذ نحو 12 عاماً، واجهته بشجاعة، تغلبت عليه أكثر من مرة، وشاركت تجربتها مع الجمهور لتكون مصدر إلهام للكثيرين، لكنه عاد واستفحل في جسدها المُحارب. وبالإضافة إلى عملها الإعلامي، تُعتبر شديد نموذجاً للمرأة القوية التي تتحدى الصعاب وتستمر في تحقيق النجاح رغم التحديات.وقبل أسابيع، قام رئيس الجمهورية جوزاف عون، مع عقيلته السيدة نعمت عون، بتكريم هدى شديد في القصر الجمهوري حيث سمّيت كبيرة المراسلين، في حضور لفيف من الإعلاميين والأصدقاء. وقال الرئيس عون: "العزيزة هدى، أتوجَّه إليكِ بكلمات من القلب، وأنت تواجهين المرض بقلب نقي وروح متَّحدة بالايمان والعزم. رافقتُ مسيرتك مع المحنة فاستمدَّيتُ من بسمتك الإلهام والأمل. تعلمت من صمتك كيف نخوض الحياة بسلام ورجاء، ومن كلامك كيف يتغلَّب الصبر والمحبة على روح الاستسلام. ثقي يا هدى بأن الحبَّ يحيط بك من كلِّ الجهات، وأن لك تقديراً عاليًا في قلبي وفي قلوب الكثير من اللبنانيين". وأضاف عون: "لو تحدّثت عن مسيرتك الإعلامية وكتاباتك فلن أوفيكِ حقك. تدركين جيداً أنَّك دخلتِ البيوت والقلوب بحرفيتك ومهنيتك العالية وحضورك المتَّقد على الشاشة وفي الإعلام. والأهم أنكِ حافظت على موضوعيتك ووطنيتك الراسخة في ممارستك لرسالتك الإعلامية. أقول رسالة وانا اؤمن بذلك بكلِّ قواي، لأنَّ الاعلام مهنة مقدَّسة، مكرَّسة لنقلِ الحقيقة، ولاحتضان واقع الناس وآمالهم". وقال: "أنحني أمام قوَّتك يا هدى، وما تعيشينه وتمرِّين به بكلِّ إيمان ورجاء. لا يمكن لأيِّ كلام، أو شهادة، أو تكريم، أن يسمو إلى اختبار أوجاعك بصبر المؤمنين. تقديري لكِ بلا حدود، وأسأل ابن الله شفيعك وشفيعي، أن يرافقك في هذه المرحلة الصعبة، ويمسك بيدك بمحبته اللامحدودة".
View this post on Instagram
A post shared by Highlight by Rima Sayrafi (@rima.sayrafi)
وتوجّه رئيس مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا إلى شديد بالقول: "كلامي عنكِ يا هدى لن يكون إلا ناقصاً، لأن معرفتي العميقة بك التي امتدت لربع قرن، تجعل مشاعري مضطربة في هذه اللحظات. أنتِ الوفية، القديرة، التي لطالما شعرت بالفخر بصداقتنا، وبالتقدير لما أضفته إلى الإعلام في لبنان بحضورك وشخصيتك الجميلة. وكم كنت سعيداً حين أقنعتك بكتابة مذكراتك مع السرطان (كتاب "ليس بالدواء وحده") في مواجهتك الأولى معه قبل سنوات، لأن قصتك شكلت مصدر وحي وقوة وإلهام للكثيرين". وقال شلالا: "هدى التي واجهت شتى الصعوبات منذ نعومة أظفارها، ولم تتراجع أمامها، بل اختارت التضحية، والصبر، والتفاؤل. ملتزمة هي بالحب والخير، حتى النهاية. ومن لا يعرف عن ماضيها، أشير فقط إلى اختيارها الزواج ممن تحب برغم معرفتها المسبقة بإصابته بالسرطان. ولم يمنحها القدر إلا أسابيع قليلة لتعيشها مع زوجها قبل أن يرحل".
وتحدثت شديد في قصر بعبدا قائلة: "تأثرت كثيراً بالعاطفة الكبيرة وباللفتة الإنسانية الراقية التي خصصتموني بها، فخامة الرئيس العماد جوزاف عون والسيدة الأولى نعمت أو "نانو" كما اعتدت أن اسمّيك منذ أن تعرفت اليك، وأيضاً نزولاً عند رغبتك ورغبة فخامة الرئيس بأن أبقي على هذا الاسم". كما توجّهت إلى الرئيس عون: "الشكر يبدأ عندكم فخامة الرئيس والسيدة الأولى، ويمتد الى رفيق شلالا، الإنسان الذي اعتدنا أن يكون أستاذنا وراعينا، وهو الذي رافقني من خلال رعايته واحتضانه وارشاداته، طوال 30 سنة قضيتها في القصر الجمهوري أتولى فيها، في مهنة المتاعب، التغطية ليلاً نهاراً، حتى قيل عني أنني كبيرة المراسلين او عرّابتهم في القصر الذي بتّ أحفظ عواميده، وقد امضيت اكثر من نصف حياتي فيه، وهو الذي كان، وسيبقى رمز وحدة الوطن وسلطة الدولة وسلامة المؤسسات، وعند إقفاله تكون الدنيا كلها قد أقفلت في وجهنا، لكنه عاد الى الحياة معكم، فخامة الرئيس".
View this post on Instagram
A post shared by Hoda Chedid (@hodashedid)
وتابعت كلمتها: "حظيت بشرف مواكبة أربعة رؤساء، قدّموا للبلد كل ما امكنهم في عهودهم، من الرئيس الراحل الياس الهراوي، الى الرؤساء العماد اميل لحود والعماد ميشال سليمان والعماد ميشال عون، أطال الله بعمرهم، إضافة الى فترات الفراغ التي أقفلت القصر ولبنان، مع غياب الرأس. فخامة الرئيٍس، رأيت فيك عند دخولك الى هذا القصر، كما جميع اللبنانيين، خطوات واثقة، ملكاً، لا ينقصك دعم السياسيين ولا ثقة الداخل والخارج التي استحقيتها بجدارة. اللبنانيون المخلصون كلهم يقفون الى جانبك لقيادة سفينة هذا البلد المرمي وسط الأمواج العاتية، والى جانبك امرأة تصلي وتعمل على مساعدتك في متابعة القضايا وابرزها تلك الإنسانية والاجتماعية وغيرها".
وأضافت شديد: "أشكر كل الحضور في هذا التكريم الغالي على قلبي في هذه اللحظة من حياتي، وهي لائحة شكر طويلة لكل من رافقني طوال السنوات الـ30: الاستاذ صلاح سلام والأستاذ المرحوم عبد الغني سلام، وهما كانا اول من حملني من زغرتا الى القصر الجمهوري كمراسلة. جريدة "النهار" مع الشهيد جبران تويني الذي ابى الا ان يثبّتني كمراسلة دائمة في القصر، الى حاملة الأمانة السيدة نايلة التي حافظت على هذا الاعتماد، والزملاء فرنسوا عقل، نبيل بو منصف وغسان حجار. اما ميشال حلو، الشاب الذي ترك كل شيء وعاد ليحفظ ارثاً غالياً فاق عمره الـ130 عاماً، اي L"Orient Le Jour، اول صحيفة باللغة الفرنسية في لبنان والمنطقة، وهو الذي عندما أبلغته انه لم يعد بامكاني الاستمرار في عملي بسبب المرض، اجابني: انت ابنة هذه المؤسسة اليوم اكثر من أي وقت مضى، وستبقين معنا، ولن يهزمك مرض أو غيره".
وتابعت قائلةً: "أصل اخيراً الى الجوهر، الى القلب، الى روح انسان ترك كل شيء ليقف الى جانبي، والذي كنت استمدّ منه القوة والهمّة والإرادة والعزم وعدم الاستسلام: الشيخ بيار الضاهر، الذي لو قدّر له شراء روح لي، لما تأخر. اعطاني المناعة المادية، وكل المساحة على الأثير لأبقي على إطلالتي على الشاشة بمختلف ظروفي الصحية، ولسان حاله: اختاري الوقت الذي يناسبك، وبالشكل الذي يناسبك "بفولار أو بلا فولار، بشعر مستعار أو من دونه"، وهذا ما ساعدني على ان اشعر، كلما توجهت الى المؤسسة اللبنانية للارسال، ان الحياة لا تزال جميلة وهي تتجدد. هو الانسان الصارم جداً عند اللزوم، وصاحب قلب الاطفال عندما يتعلق الامر بالانسانية. إنّ فرحتي اليوم عارمة، وكنت امضيت أكثر من أسبوع أجاهد من اجل ان تكون روحي في هذا التكريم أقوى من مرضي الجسدي، كما رغبت بشدة ان احضر اليوم وانا واقفة على رجليّ بدل ان أكون على الكرسي المتحرك الذي رافقني في الفترة الأخيرة. وأرغب في استئذانك، فخامة الرئيس، لكي اقدّم هذا الدرع التكريمي الى الشيخ الضاهر واسرة المؤسسة اللبنانية للارسال، التي بقيت احتفل فيها بالحياة، هذه المؤسسة التي توّجت فيها مسيرتي واستمديت منها القوة، وساهمت في نشر رسالة لكل مريض بأن الحياة لا تنتهي مع المرض، لا بل يجب ان تتجدد".


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top