كشف الفنان السوري جمال سليمان تفاصيل زيارته الأخيرة إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتحدث عن مشاعره المتضاربة بين الفرح برحيل النظام والحزن العميق على ما آلت إليه البلاد، وذلك في لقاء خاص مع قناة "الحرة" ضمن برنامج "الحكي سوري". وأكد سليمان أن سوريا التي عاد إليها لم تكن كما تمنى، حيث وجدها مدمرة وفقيرة ومكسورة، مشيراً إلى أن معاناة السوريين واضحة في نظراتهم وتضاريس وجوههم، لكنه شدد على أهمية الأمل، معتبراً أن السوريين وحدهم قادرون على إعادة بناء بلادهم، واستشهد بنجاحات السوريين في بلدان اللجوء.وأعرب سليمان عن قلقه إزاء احتمال انزلاق سوريا نحو حرب أهلية طائفية، رغم اعتقاده بأن هذا السيناريو لا يزال ضعيفًا في الوقت الحالي. لكنه حذر من أن الأوضاع قد تتغير مستقبلاً إذا لم يُواجه هذا الخطر بواقعية. وأكد دعمه لمحاربة فلول النظام، لكنه شدد في الوقت ذاته على رفضه القاطع للطائفية والعقوبات الجماعية، وأكد أن الانتماء يجب أن يكون للوطن، لا للطائفة، مشددًا على أهمية ترسيخ مفهوم المواطنة كأساس للهوية السورية، بعيدأً من أي تصنيفات طائفية أو عرقية.وأشار إلى أن الطائفية تشكل "لغماً" في طريق السوريين نحو المستقبل، وشدد على ضرورة محاربتها والعمل على دستور جديد يجرّمها، كما دان بقوة الجرائم الطائفية التي وقعت في الساحل السوري، مؤكداً رفضه لأي استهداف جماعي لأي طائفة، وأوضح أن السوريين الذين رفضوا العنف والانتقام هم من يمثلون حقيقة المجتمع السوري. وقال الممثل الذي ينتمي للطائفة العلوية، بأن والدته من الطائفة السنية، وأنه عاش حياته في دمشق، وليس لديه انتماء للطائفة، وأنه عاش حياته كسوري، ويفتخر بتاريخ سوريا وثقافتها الاسلامية والمسيحية. يمتدح الشرع
وامتدح سليمان بعض قرارات الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، مثل زيارته لمحافظتي اللاذقية وطرطوس، واتفاقه مع قوات سوريا الديموقراطية، واعتبر أن بنود الاتفاق "جيدة جداً"، وأكد أنه سيتخذ موقفاً إيجابياً من أي خطوة تصب في مصلحة البلاد، وسينتقد أي إجراء يرى أنه يهدد العهد الجديد، وأشار إلى ضرورة تشكيل لجنة مشتركة بين الحكومة والمجتمع المدني وأهالي الساحل لتحقيق المصالحة الوطنية وضمان إدماج العلويين في سوريا الجديدة، لكنه في الوقت نفسه انتقد بعض مظاهر عبادة الشخصية التي بدأت بالظهور، محذرًا من إعادة إنتاج الاستبداد تحت مسمى جديد.وأكد سليمان أن المحاسبة ضرورية لكل من ارتكب جرائم بحق السوريين، لكنه شدد على أن ذلك يجب أن يتم من خلال محاكم مستقلة وليس عبر عمليات انتقامية، وأشار إلى أن العدالة يجب أن تسير جنباً إلى جنب مع المصالحة الوطنية، لأن العقوبات الجماعية لن تحقق الاستقرار.وتحدث سليمان عن التحولات في مواقف بعض الفنانين الذين كانوا موالين للنظام، ثم غيروا موقفهم بعد سقوطه، مشيراً إلى أن البعض فعل ذلك بدافع الخوف، وليس بالضرورة بسبب الانتهازية، كما أشاد بأعمال فنية تناولت الثورة السورية، مثل مسلسل "البطل"، لكنه أكد أن الإنتاج الفني ما زال مقيداً بعوامل التمويل والسياسات الإعلامية.الرئاسة وتجسيد الأسد
وأوضح سليمان أنه سبق وصرح قبل خمس سنوات بأنه مستعد للترشح للرئاسة، ليس بدافع الطموح الشخصي، بل لإثبات أن هناك بدائل للأسد، وأكد أن الثورة السورية قامت لتحقيق المواطنة ودولة القانون، مشددًا على أن لكل سوري الحق في الترشح لأي منصب.واستبعد سليمان تجسيد شخصيات مثل بشار وماهر الأسد في أي عمل درامي، كما أوضح أنه لا يرى نفسه مناسباً لتجسيد شخصية أحمد الشرع، وكشف عن مشروع مسلسل جديد يتناول ما جرى في سجن صيدنايا بين العامين 2007 و2008، مؤكداً أن القصة تختلف عن الأحداث التي وقعت خلال الثورة السورية، وأشار إلى أنه يعتز بعدد من أدواره السابقة، وعلى رأسها "التغريبة الفلسطينية" و"صقر قريش"، حيث ذكر أنه ما زال يتأثر عند مشاهدة بعض مشاهده فيهما.