أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الخميس، أن حركة طالبان أفرجت عن رجل أميركي تم اختطافه قبل أكثر من عامين خلال جولة سياحية في أفغانستان، وذلك بموجب صفقة توسط فيها مفاوضون من الولايات المتحدة وقطر، وفقًا لما نقلته وكالة "أسوشيتد برس".
يُشار إلى أن جورج جليزمان، وهو فني صيانة طائرات من أتلانتا، هو ثالث محتجز أميركي تفرج عنه حركة طالبان منذ كانون الثاني الماضي.
وكانت أجهزة استخبارات طالبان قد احتجزته في كانون الأول 2022، وذكرت الحكومة الأميركية في السنة التالية أنه محتجز بطريق الخطأ.
وأوضحت حكومة طالبان أن الإفراج عن المواطن الأميركي المحتجز في أفغانستان يُعد مؤشرًا على استعدادها للتعامل مع المجتمع الدولي، "خصوصًا مع الولايات المتحدة".
وأوردت وزارة الخارجية الأفغانية في منشور على منصة "إكس" أن إطلاق سراح جليزمان "بادرة حسن نية تعكس استعداد أفغانستان للتعامل بصدق مع جميع الأطراف، خصوصًا الولايات المتحدة الأميركية، على أساس الاحترام المتبادل والمصالح".
وفي وقت سابق، قال مصدر مطلع لوكالة "رويترز" إن إطلاق سراح الأميركي المحتجز جاء عقب محادثات بين المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن، آدم بولر، ومسؤولين من طالبان في كابل.
وأضاف المصدر أن جليزمان غادر أفغانستان على متن طائرة قطرية، الخميس، متجهًا إلى قطر، ومن المتوقع أن يسافر لاحقًا إلى الولايات المتحدة برفقة بولر.
من جهة أخرى، التقى وزير خارجية حركة طالبان في أفغانستان، أمير خان متقي، الخميس، مسؤولين أميركيين في كابل، من بينهم المبعوث الخاص لشؤون الرهائن، آدم بولر، وفق ما أعلنه مكتبه.
وهذه الزيارة هي الأولى لوفد أميركي إلى كابل منذ نحو ثلاث سنوات.
وقالت وزارة الخارجية الأفغانية، عبر منشور على "إكس"، إن الاجتماع تناول "العلاقات الثنائية، والإفراج عن السجناء، والخدمات القنصلية للأفغان في الولايات المتحدة"، مشيرة إلى أن المبعوث الأميركي السابق إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، شارك أيضًا في اللقاء، وفقًا لما نقلته "فرانس برس".
ووصف بولر التقدم المحرز في "قضية السجناء بين أفغانستان والولايات المتحدة" بأنه خطوة فعالة نحو بناء الثقة، مشيرًا إلى أنه رغم صعوبة العلاقات الأفغانية-الأميركية في بعض المراحل، فإنه من الضروري الآن التركيز على المستقبل.
وأشاد بولر بالجهود المبذولة لمكافحة المخدرات وتعزيز الأمن في أفغانستان.
من جانبه، قال متقي إن طالبان تسعى إلى إقامة علاقات إيجابية مع جميع الأطراف، انطلاقًا من سياستها الخارجية المتوازنة.
وأضاف أنه "من المهم أن تتمكن أفغانستان والولايات المتحدة من حل القضايا من خلال الحوار".
وتابع: "يجب على البلدين تجاوز آثار 20 عامًا من الحرب، وإقامة علاقات سياسية واقتصادية إيجابية مع بعضهما بعضًا".
وأعلنت وزارة الخارجية في طالبان أن بولر شدد على ضرورة مواصلة المحادثات مع الحركة.
وكتب ضياء أحمد تكل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية في حكومة طالبان، على منصة "إكس"، أن القائم بأعمال وزير الخارجية في طالبان رحّب بالوفد الأميركي، واصفًا وصوله إلى كابل بأنه تطور إيجابي في العلاقات الثنائية.