أعاد تكليف عماد الدين الرشيد بمهام كلية الشريعة بجامعة دمشق، الجدل في الأوساط السورية. وأحيا قرار التكليف الصادر عن وزارة التعليم العالي السورية من جديد النقاش حول حادثة الرسوم التعبيرية "المسيئة" للنبي محمد، التي احتواها كتاب "السيرة النبوية" المخصص لطلاب الصف الأول الابتدائي في مدارس ريف حلب قبل سنوات.كتاب السيرة النبويةوكان كتاب "السيرة النبوية"، قد فجر موجة غضب في الشمال السوري في العام 2021، لم تنته إلا بسحب الكتاب الذي احتوى على رسوم "تصويرية" وصفت بـ"المسيئة" للنبي.وتخطى النقاش حينها الشارع في الشمال السوري، ودخل على خطه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عندما أمر بفتح تحقيق للكشف عن المسؤولين.وخرج عماد الدين الرشيد الذي كان يترأس مركز "استشراف للدراسات والأبحاث"، مقره تركيا، المسؤول عن طباعة الكتاب، ببيان أكد فيه أنه طلب سحب الكتاب لـ"معالجة الأمر"، موضحاً أن "الرسوم لأحداث معاصرة، وليست لأحداث السيرة النبوية، ولا تعبر عنها".وبعد تكليف الرشيد بمهام كلية الشريعة وفق ما أعلن على صفحته الرسمية (فايسبوك)، غصت شبكات التواصل الاجتماعي بالتعليقات الرافضة للقرار، على اعتبار أن الرشيد "غير مؤهل" ليتسلم منصباً بأهمية وحساسية عميد كلية الشريعة.ووصف النقيب السابق للمحامين السوريين الأحرار محمود النجار القرار بـ"العار"، مذكراً بـ"الإساءة" للنبي وآل بيته، ومثله استهجن الباحث المختص بالجماعات الجهادية خليل المقداد تعيين الرشيد "المسؤول الأول عن فضيحة المناهج".في المقابل رحب آخرون بالقرار، ودافعو عن الرشيد، مذكرين بإقراره بالخطأ في حادثة الكتاب، وأشاروا إلى أنه كان من أوائل المنشقين عن منظومة التعليم العالي التابعة للنظام السوري.وتحظى كلية الشريعة بجامعة دمشق بأهمية كبيرة في الوسط الديني الذي يتهم في غالبيته النظام البائد بإغراق المجتمع السوري بخريجين على "مقاس مصلحته".وكانت الحكومة السورية الجديدة قد كلفت في مطلع العام 2025، عبد الرحمن السعدي بتسيير أعمال عميد كلية الشريعة، بعد عزل حسان عوض، الذي كان يشغل المنصب زمن النظام السابق.عماد الدين الرشيدوينحدر عماد الدين الرشيد، من هضبة الجولان السوري المحتل، وتحديداً من منطقة فيق التي تعود إليها أصول الرئيس السوري أحمد الشرع.وكان الرشيد الحاصل على شهادة الدكتوراه في الشريعة من جامعتي دمشق والجنان اللبنانية، نائباً لعميد كلية الشريعة للشؤون العملية في جامعة دمشق، ومدرساً في كلية الآداب، وفصل بعد اندلاع الثورة السورية بسبب مواقفه السياسية، واعتقله النظام لشهر في العام 2011، بعد عودته من الأردن حيث كان يدرّس في جامعاتها.ويُعرف على نطاق واسع بـ"الفكر الوسطي والمنفتح"، ويرأس حالياً أكاديمية "باشاك شهير" في مدينة إسطنبول التركية، والمدير التنفيذي لمركز "الاستشراف للدراسات والبحوث"، وله العديد من المؤلفات.في مجال العمل السياسي، شارك الرشيد في تشكيل "المجلس الوطني" المعارض في العام 2011، وكان عضواً في الأمانة العامة كممثل عن "الكتلة الوطنية"، وبعد سقوط النظام، بدأ الرشيد ينادي بتطبيق "العدالة التصالحية" في سوريا.