أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده لتطوير العلاقات مع الإدارة السورية الجديدة، وذلك في رسالة وجهها إلى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، بحسب ما أعلن "الكرملين".
رسالة للشرع
وقال المتحدث باسم "الكرملين" دمتري بيسكوف في إفادة صحافية، اليوم الخميس، إن بوتين أرسل رسالة إلى الشرع، أكد فيها استعداد موسكو "المستمر لتطوير التعاون العملي مع القيادة السورية في كامل نطاق القضايا المدرجة على جدول الأعمال الثنائي، من أجل تعزيز العلاقات الروسية السورية الودية التقليدية".
ووفقاً لبيسكوف، دعا بوتين في رسالته، إلى ضمان سيادة واستقلال سوريا، كما أعرب عن "دعمه للجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار السريع للوضع في البلاد، بما يخدم مصالح ضمان سيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها".
يأتي ذلك ضمن النهج الروسي في زيادة الاتصالات مع الإدارة السورية الجديدة، بما يضمن الحفاظ على القواعد الروسية في الساحل السوري، والمصالح الاقتصادية لروسيا في سوريا.
وكان "الكرملين" أعلن سابقاً، عن اتصال هاتفي أجراه بوتين مع الشرع، وهو أول تواصل مباشر بين الرئيسين، بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
تقارب روسي- سوري
وخلال الفترة التي تلت الاتصال، ظهرت إرهاصات تشي بأن العلاقات الروسية مع سوريا تسير على نحو إيجابي، إذ وصلت عشرات المليارات من الليرات السورية المطبوعة في روسيا إلى البنك المركزي السوري، لمواجهة أزمة السيولة التي يعانيها، كما أرسلت روسيا 3 ناقلات تحمل مشتقات نفطية إلى محطات التكرير على الساحل السوري.
وتسعى روسيا إلى الحفاظ على قواعدها العسكرية في سوريا، في مقابل صفقة تشمل تقدّيم موسكو، مليارات الدولارات على شكل أموال واستثمارات في عدد من القطاعات السورية، إلى جانب اعتذار محتمل عن قصفها للمدنيين السوري، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
وتجد موسكو اليوم فرصة لتوسيع نفوذها السياسي والاقتصادي بعد انهيار نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وبطبيعة الحال، الحفاظ على وجودها العسكري في سوريا، عبر تعزيز علاقاتها مع الحكومة الجديدة في دمشق.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة، قولها إن الزيارة التي أجراها مبعوث الرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى دمشق، في كانون الثاني/يناير الماضي، كانت تهدف إلى التفاوض حول مستقبل القاعدة الجوية في حميميم، والقاعدة البحرية في طرطوس، لكن المحادثات سرعان ما توسعت لتشمل علاقات اقتصادية أوسع.
وخلال المفاوضات السرية للحفاظ على القواعد الروسية في سوريا، توسّعت المحادثات لتشمل مروحة واسعة من القضايا، شملت استثمار مليارات الدولارات في حقول الغاز والموانئ، واعتذار محتمل من موسكو عن دورها في قصف المدنيين، وفق الصحيفة.