تمكّن الأمن السوري من اعتقال نائب قائد "لواء القدس" عدنان السيد، صاحب السجل الحافل في الانتهاكات ضد السوريين والفلسطينيين، في عملية نوعية في حلب.
اعتقال السيد
وقالت مصادر متابعة لـ"المدن"، إن الأمن السوري ألقى القبض على السيد في عملية أمنية نوعية داخل حي الشهباء في مدينة حلب، مشيرةً إلى أنه كان "أحد الأذرع الإيرانية البارزة" في حلب، قبل سقوط نظام المخلوع بشار الأسد، ومتهم بانتهاكات كثيرة بحق سوريين وفلسطينيين، فضلاً عن عمله في تجارة المواد المخدرة.
ونشر الأمن السوري صورة للسيد بعد القبض عليه وهو مكبل اليدين وإلى جانبيه عنصرين من الأمن.
وألقى الأمن السوري، عقب سقوط نظام الأسد، القبض على عدد من القياديين في اللواء، أبرزهم الرجل الثاني فيه بسام توفيق، الملقب أبو طه، وقيادي آخر يدعى بسام محمد مقصود.
من يكون السيد؟
وكان السيد الرجل الثاني في اللواء بعد قائده المهندس الفلسطيني محمد السعيد، لكنه أُقيل من منصبه ومن صفوف اللواء بقرار من السعيد، في نيسان/إبريل 2023، لأسباب لم يتم ذكرها حينها، إلا أنها تزامنت مع تبني اللواء إطلاق صواريخ تجاه الجولان السوري المحتل.
لكن "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا"، نقلت حينها عن مصادر خاصة قولها إن القرار جاء على خلفية تهم فساد متعلقة بسرقة مساعدات إنسانية والتبرعات المالية التي دخلت إلى مخيم النيرب الفلسطيني شمالي مدينة حلب، إضافة إلى اتهامه بالتعامل مع جهات مشبوهة.
وأكدت المجموعة أن السيد على ارتباط بتشكيل أولى المجموعات الموالية للنظام في مخيم النيرب، والتي شاركت بقمع المظاهرات المناهضة لرئيس النظام السوري منذ انطلاقتها، فضلاً عن مسؤوليته عن اعتقال فلسطينيين وسوريين وتسليمهم للمخابرات السورية.
وكان السيد قد تعرض للاعتقال من قبل مخابرات النظام في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، لكن زعيمها توسط من أجل إطلاق سراحه.
"لواء القدس"
وتشكّل "لواء القدس" مع تصاعد عمليات النظام المخلوع العسكرية ضد المعارضة خلال عام 2013، بدعم من الحرس الثوري الإيراني، وبإشراف المخابرات الجوية، بحسب تقرير سابق للمجموعة.
وقال التقرير إن عناصر اللواء، وغالبيتهم اليوم ليسوا من الفلسطينيين، مارسوا أعمالاً تجاوزت حدود القتال إلى جانب النظام، إلى اعتقال المدنيين واللاجئين الفلسطينيين وتسليمهم إلى الأجهزة الأمنية السورية، كذلك سرقة ونهب و"تعفيش" المناطق التي دخلها الجيش السوري.
كما مارسوا عمليات الاستيلاء على ممتلكات اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، وتجارة المخدرات وإنشاء شبكات لتهريبها وترويجها وتعاطيها، إضافة إلى شبكات الدعارة وتهريب البشر.
ومنذ العام 2017، وجّهت القوات الروسية "لواء القدس" إلى قتال تنظيم "داعش" الإرهابي في البادية السورية، فتكبّد خسائر جسيمة في أرواح مسلحيه خلال المعارك.
وتشير آخر إحصائية إلى أن اللواء كان لديه 3500 من المقاتلين والإداريين وغيرهم، بينهم نحو مئة فقط من اللاجئين الفلسطينيين.