2025- 03 - 20   |   بحث في الموقع  
logo مسجد الأمير منذر في بيروت.. متحف إسلامي عثماني logo ترامب ونتنياهو يباشران المدّ التوسّعي.. هل تتحرّك أمة العرب؟.. وسام مصطفى logo بلدة حوش السيد علي وأخواتها: الترسيم هو الحل logo هل ينهار الدولار وتنكسر المنظومة الأحادية في الاقتصاد العالمي؟ logo أحوال الساحل والمصير الصعب للعلويين: رقابة ذاتية وهجرة logo في تحدٍّ لترامب... ألمانيا تصادق على أكبر حزمة أسلحة لأوكرانيا logo "نثق بعون وسلام"... ويتكوف: لبنان دولة مستقلة تتخذ قراراتها السيادية بنفسها logo ليلى خالد... خلافات جديدة بين أميركا وجنوب أفريقيا بسبب تسمية شارع!
أحوال الساحل والمصير الصعب للعلويين: رقابة ذاتية وهجرة
2025-03-20 00:25:46

بعد انتهاء الحوادث الدامية في الساحل السوري، ومع تزايد الانقسامات التي أفرزتها الفصائل المسلحة وعمليات القتل والإبادة، سارعت السلطة في دمشق إلى محاولة بناء تسويات مع المجتمعات العلوية المنكوبة. ورغم سعيها للتمييز بين إدارتها الرسمية والممارسات التي شهدتها المنطقة، إلا أن هذه الجهود لم تحقق تأثيراً ملموساً على الأرض.ورغم قدرة محافظ اللاذقية على التواصل وزيارة القرى، إلا أن الهوّة بين السلطة والمجتمع المحلي تتّسع، في ظل تواصل مقيد لم ينجح في ترميم الثقة، واستمرار معاناة ريف الساحل من الفقر والجوع، حيث لا رواتب، ولا دعم اقتصادي، ولا صلة حقيقية بين الريف والمدينة. الأسواق لا تزال شبه معطّلة، مئات المحلات والمتاجر تعرضت للنهب والتخريب، فيما لم يُدفن العديد من القتلى بكرامة. فظاعة ما جرى تركت جرحاً عميقاً يصعب تجاوزه، والواقع يفرض نفسه: العلويون ما زالوا في بيوتهم.إدارة الركامتدرك السلطة هذا الواقع، وتحاول إعادة الحياة إلى طبيعتها من خلال إصلاح الطرقات، والتواصل مع المشايخ العلويين والوجهاء. ومع ذلك، فإنها لم تتخذ خطوات فعلية لمعالجة الأزمة المعيشية الحادة، خاصة في ظل الفوضى التي عمّت بعض المناطق، من نهب الأسواق وحرق المتاجر وسرقة الهواتف، مما أدى إلى إدارة الركام أكثر من بناء حلول مستدامة، في مشهد يعكس هشاشة المحاولات الجارية لاستعادة الاستقرار.في عموم سوريا، تتكثّف المبادرات الأهلية والمدنية لإيصال المساعدات الطارئة إلى الساحل السوري، حيث تأتي الإمدادات من السويداء، ومناطق شمال شرق سوريا، ودمشق، وحلب، إضافة إلى جهود من داخل مدن الساحل نفسها. تعتمد هذه الجهود على إغاثة غير رسمية بعيداً عن قنوات السلطة، فيما تحاول مئات الرحلات اليومية الوصول إلى القرى المنكوبة، وسط رفض إنساني سياسي واضح من الأهالي لأي تدخل أو مساعدات من النظام الحاكم.هوة إغاثيةبحسب نشطاء من المجتمع المدني، فإن السلطة حتى الآن لم ترسل مساعدات كبيرة أو جدية إلى سكان الريف الساحلي، الذين لا يزالون معزولين في منازلهم، بعد أن قطعوا صلاتهم بالمدينة. هذا الفراغ في الاستجابة الرسمية يعكس هوة إغاثية متزايدة بين حاجات السكان الملحّة وبين غياب التحرك الفعلي من السلطة، مما يفاقم هشاشة الوضع الإنساني في المنطقة. يتجمّد الوضع في الساحل السوري ضمن فضاء سياسي قاصر، حيث أوقفت لغة العنف أي إمكانية لعمل الطبقات السياسية المتعددة. وكما هو الحال في العديد من المناطق السورية، غابت النشاطات السياسية عن الساحل لسنوات طويلة، مما جعل آليات التواصل المجتمعي كيفيّة مدنيّة أكثر منها أدوات فاعلة تؤدي إلى مسار سياسي واضح. ورغم التحسن الطفيف الذي يطرأ يوماً بعد يوم في حركة العلويين خارج بيوتهم، إلا أنهم لا يزالون خاضعين لحالة من الخوف العمومي، حيث يتجنبون استخدام الهواتف، ويحذفون تطبيقات التواصل الاجتماعي خشية التفتيش الأمني، في ممارسة تعكس الرقابة الذاتية القسرية التي أصبحت جزءاً من الحياة اليومية. حتى الآن، لم تبرز أي حلول فعلية لهذه الحالة، ما يكرّس العزلة والجمود السياسي في المنطقة .الهروب والنجاةتمكنت المئات من العائلات العلوية من إيجاد طريق للنجاة ومغادرة أماكنها منذ سقوط النظام، فيما لجأ الآلاف من أبناء الطائفة الشيعية والعلويين من سوريا خوفاً من موجات انتقامية. وقد رفعت الحوادث الدامية الأخيرة مستوى التأهب للخروج من البلاد، حيث تُشير تقديرات إلى أن طرق التهريب مفتوحة نحو لبنان.في اتصال مع "المدن"، أكد أحد الناشطين في إدلب أن الطريق إلى لبنان عبر التهريب لا يزال متاحاً، وهو أمر معروف، حيث تنطلق رحلات من محافظة إدلب بشكل منتظم. تقارير مماثلة من داخل لبنان تدعم هذه المعلومات، فيما تنتشر تسجيلات صوتية وصفحات اجتماعية تدعو العلويين إلى التقدّم بطلبات لجوء لدى السفارات. لا أحد يعترض على النزوح عبر الحدود، ويُنظر إليه كـهجرة وقائية ضرورية للنجاة، خصوصاً مع تأخر الإصلاحات والتعويضات، وغياب الاعتراف بآثار المجازر الأخيرة.مع تفاقم هذا الواقع، يستعد العلويون لقطع شوط طويل في محاولات الفرار الاضطراري من البلاد، حيث تنتشر بين الشباب آليات نجاة تبدأ من لبنان وتمتد إلى روسيا، عبر القاعدة العسكرية في مطار حميميم، سعياً للحصول على اللجوء. كما تنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً "فايسبوك"، روابط يُشاركها نشطاء لتقديم طلبات لجوء إلى السفارة الفرنسية، مدعومة بشهادات غير مؤكدة حول اهتمام فرنسا باستقبال العلويين وحمايتهم.التغطيات الصحفية تشير إلى قصص فردية عديدة: منى، وهي ناجية من حي القصور في بانياس، أمضت ثلاثة أيام في أحد الوديان بعد المجازر، ولم تخرج بحرية منذ ذلك الحين، حيث لجأت إلى منزل مؤقت وترفض العودة إلى حيّها بأي شكل. تؤكد أنها ستبحث عن أي وسيلة للسفر، سواء إلى الإمارات العربية المتحدة أو عبر السفارة الفرنسية. أما يارا من جبلة، فقد بدأت فعلياً بالتخطيط للهروب إلى لبنان ولو عبر النهر، مع عائلتها، من أجل تقديم طلب لجوء إلى فرنسا، بعدما تلقت تأكيدات من جهات غير رسمية بشأن رغبة فرنسا في استقبال العلويين.منذر، الذي دخل لبنان خلسة، قال إنه سلم أوراقه لمفوضية اللاجئين استناداً إلى منشور على "فايسبوك" أقنعه بالفرار. علي، من جهته، يستعد للهرب مع عائلته إلى لبنان ليقدّم طلب لجوء إلى فرنسا، مدفوعاً بالشعور بالاضطهاد، خاصة بعد اختطاف شقيقه يوم الخميس، وهو اليوم الذي اندلعت فيه المجازر، دون أن يُعرف مصيره حتى الآن. في سياق آخر، حصلنا على شهادات من إدلب تفيد بتنظيم بعض المكاتب رحلات غير شرعية من إدلب إلى لبنان، مستغلّة ضعف الرقابة على الحدود، حيث لم تتعامل القيادة السورية الجديدة مع هذه التحركات بجدية. لا نعرف إن كانت السلطة الجديدة تتعمد تسهيل خروج العلويين نحو لبنان، إما لتخفيف الضغط الداخلي أو ضمن حسابات سياسية غير معلنة.وفي سياق متصل، تواصلنا مع شخصيات مقيمة في مطار حميميم، حيث أكدوا أن روسيا بدأت بالفعل باستقبال لاجئين علويين، ووفقاً لثلاث شهادات حصلنا عليها، فقد طُلب منهم تعبئة بياناتهم استعداداً للسفر إلى هناك.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top