كشف تحقيق استقصائي لمنصة "إيكاد" أسراراً جديدة عن "لواء درع الساحل" الذي قاد التمرد ضد الحكومة السورية في الساحل السوري، حيث ظهر وجود ارتباط بدوائر إعلامية إسرائيلية.
"لواء درع الساحل"
وقال التحقيق إن "اللواء" تأسس في شباط/فبراير الماضي، على يد جندي سابق في جيش النظام المخلوع، يدعى مقداد فتيحة من مدينة جبلة في ريف اللاذقية، وكان مقاتلاً في صفوف "الحرس الجمهوري".
وأضاف أن فتيحة عمل ضمن صفوف "الفرقة-25" التي كان يقودها العميد سهيل الحسن (النمر)، موضحةً أن فتيحة لديه سجل حافل بالجرائم والانتهاكات والتمثيل بالجثث والقتل خارج القانون، خلال سنوات الحرب السورية.
وأوضح أن إحدى الصور أظهرت فتيحة وهو يجلس بجانب جثة قد قام بحرقها، وكان يدخن سيجارة وينظر إلى الكاميرا متباهياً في عمله الشنيع، حيث علّق أحد الأشخاص على الصورة بأنها "الأخذ بالثأر لروح فادي زيدان من قرية متور بريف جبلة" وهو أحد المقاتلين الذين قتلوا سابقاً.
وظهرت له صور عدة وهو يحمل رؤوس قد قام بقطعها من أجساد أصحابها، وأخرى أثناء قيامه بتعذيب أحد الثوار، كما ظهر له فيديو وهو يقوم بتصوير عدداً من الجثث المرمية على الأرض بعد قتلها وإعدام أصحابها.
بعد سقوط النظام السوري، قام فتيحة بنشر مقاطع فيديو، يهدد فيها الأمن العام وينشر الفتنة ويبث النعرات الطائفية، وتبنّى عدة هجمات على حواجز للأمن العام في الساحل السوري.
ارتباط بإسرائيل
ومن خلال تتبع فريق "إيكاد" لمنصات "لواء درع الساحل"، على مدى أيام من تمرد الساحل السوري، كشف عن أسرار جديدة، منها ارتباطها بصفحات إسرائيلية، وعمليات تضخيم إعلامي مدروسة، وشخصيات وألوية منضوية تحتها يرجّح أنها وهمية وتحاول هذه الحسابات تصديرها.
وفي 6 آذار/مارس الحالي، بالتزامن مع بدء التمرد، نشرت صفحة تحمل اسم "مقداد فتيحة- لواء درع الساحل الاحتياطي"، مقطعاً مصوراً لفتيحة يعلن فيه عن التمرد المسلح ضد الحكومة السورية. وبعد لحظات فقط من نشره، بدأت صفحات تابعة للنظام المخلوع، بالترويج لمحتوى مشابه، ما يشير إلى احتمال وجود تنسيق إعلامي مدروس.
احداث الساحل
وشهد الساحل السوري من 6 و10 آذار/مارس، أحداث تمرد ضد الحكومة السورية، قادها فتيحة والقيادي البارز في الفرقة الرابعة سابقاً، غياث دلة، بدأت بمهاجمة حواجز للأمن العام السوري، والسيطرة على بعض المواقع في جبلة وبانياس.
واستطاع الجيش السوري السيطرة على التمرد وبسط نفوذه مجدداً على مناطق التمرد، بعد اشتباكات عنيفة شاركت فيها فصائل معارضة محسوبة على الوزارة إلى جانب مجموعات شعبية، ارتكبت خلالها انتهاكات بحق المدنيين من الطائفة العلوية.
ووثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 803 أشخاص جراء التمرد الذي قاده فتيحة ودلة وضباط آخرين من نظام بشار الأسد المخلوع، ضمنهم 172 عنصراً من قوات الأمن الداخلي ووزارة الدفاع، و211 مدنياً، قُتلوا على يد المجموعات المسلحة المرتبطة بنظام الأسد، بينما لقي 420 شخصاً مصرعهم، على يد القوى المحسوبة على وزارة الدفاع.