انتفض الأساتذة في التعليم الأساسي الرسمي (في الملاك والمتعاقدين) على إلغاء وزارة التربية بدلات الإنتاجية الشهرية بالدولار (375 دولاراً) واستبدالها ببدلات المثابرة، إسوة بكل موظفي القطاع العام. ورغم اختلاف التوجّهات السياسية للروابط أو اللجان للأساتذة المتعاقدين، إلا أنّ الكل ذهب نحو التصعيد في الإضراب. وفي حين بدأت لجان الأساتذة المتعاقدين الإضراب من اليوم، قرّرت رابطة التعليم الأساسي (ملاك) التصعيد الأسبوع المقبل.بين الانتاجية والمثابرةانتقال الوزارة من دفع بدلات الإنتاجية إلى دفع بدلات مثابرة، أدّى إلى خسارة الأساتذة جزءًا من مدخولهم السابق. ويختلف الأمر بحسب موقعهم الوظيفي أو بحسب عدد ساعاتهم (للأساتذة المتعاقدين). وفيما اقتصرت خسارة أساتذة الملاك على نحو أربعين دولاراً عن السابق، إلا أنّ خسارة الأساتذة المتعاقدين قد تصل إلى نحو 1500 دولار بالسنة.بحسب ما يؤكد أساتذة متعاقدين لـ"المدن" انتقال الوزارة إلى دفع بدل مثابرة، أفضى إلى حرمان الأساتذة من بدلات إنتاجية فصل الصيف. ففي السابق أجرى الوزير عباس الحلبي استثناء للأساتذة المتعاقدين وصدر مرسوم خاص بهم لدفع بدلات إنتاجية في الصيف، من خلال سلفة خزينة. أما اليوم فلا سلف خزينة في الموازنة الجديدة، ما يعني عدم دفع بدلات إنتاجية.إضراب تحذيريويشرح الأساتذة لـ"المدن"، أنّ مدخول الأستاذ المتعاقد الذي يعمل بدوام كامل، بنحو سبعين ساعة بالشهر، يصل إلى نحو 6 آلاف دولار بالسنة (أجر ساعات وإنتاجية). أما في الصيغة الجديدة فتقرّر دفع بدل مثابرة على الساعة. وبحسابات الأساتذة سيصل كل المبلغ، بين أجر ساعة وبدل مثابرة، إلى نحو 8.2 دولار على الساعة، ويصبح المدخول السنوي نحو 4500 دولار.في الآلية الجديدة لبدل المثابرة خسر الأساتذة مبالغ طفيفة عن السابق، لكن إذا حرموا من إنتاجية فصل الصيف تكون خسارتهم كبيرة. والمعضلة كما يشرح الأساتذة أنه في السابق كانت بدلات الإنتاجية شهرية، أما حالياً فبدل المثابرة يدفع على الساعة، وفي فصل الصيف لا ساعات عمل ينفّذها الأساتذة. بالتالي، خسارتهم ستكون كبيرة. لذا لجأ الأساتذة إلى الإضراب اليوم الأربعاء وغداً الخميس، في محاولة لدفع الحكومة الجديدة إلى إيجاد حل. وفي حال عدم التوصل إلى حلول تنصفهم ستلجأ روابطهم إلى تمديد الإضراب والاعتصام تزامناً مع انعقاد الجلسات المقبلة للحكومة.أسبوع الاستياء والغضبعلى ضفة أساتذة الملاك بالتعليم الأساسي الأمور ليست أفضل حالاً. ويشرح رئيس الرابطة حسين جواد أن وزيرة التربية ريما كرامي لم تستشرهم في قراراها الانتقال من بدل الإنتاجية إلى المثابرة. بل فرضت عليهم أمراً واقعاً. كما أنها رفضت تحديد موعد للروابط مع رئيس الحكومة لعرض المطالب.وشرح جواد أنه في خطوة الانتقال من الإنتاجية إلى المثابرة، التي أقدمت عليها الوزارة، يخسر أستاذ الملاك نحو 18 دولاراً بشكل فوري. وبما أن بدلات المثابرة مقوّمة بالليرة اللبنانية، ومجموعها للفئة الوظيفية الرابعة نحو 32 مليون ليرة، يخسر الأستاذ نحو 22 دولاراً بين ضرائب ورسوم، لم يكن يدفعها سابقاً. ما يعني أن مجموع خسارته ستصل إلى نحو 40 دولاراً، في حين كان ينتظر الأستاذ تحسين وضعه. أما مدير المدرسة الذي كان يتلقى 60 دولاراً إضافية كبدل إنتاجية، فيخسر نحو 40 دولاراً منها. فبدل المثابرة الإضافية الذي سيحصل عليه يحتسب على قاعدة عشرة بالمئة من قيمة المثابرة (من دون المتممات)، أي من أصل 17 مليون ليرة. ما يعني أن المدير سيتلقى مليون وسبعمئة ألف ليرة (نحو عشرين دولارا) فقط لا غير.ويضيف جواد أنّ الأساتذة لن يقبلوا بهذه الخسارة، في حين كانوا يطالبون بزيادة مبلغ بدلات الإنتاجية. وفي حال عدم معالجة القضية وإعادة الحقوق في الوقت الحالي (في انتظار إقرار سلسلة رتب ورواتب جديدة) سيكون الأسبوع المقبل، أسبوع الغضب والاستياء، كما قال جواد. وأشار إلى أنهم سيبدأون يوم الإثنين باعتصامات في المدارس وثم أمام وزارة التربية، وصولاً إلى يوم الخميس أمام مجلس الوزراء.بخلاف رابطة التعليم الأساسي، لم يبدر عن رابطة أساتذة التعليم الثانوي أي موقف سلبي بخصوص هذا التبدل الذي حصل على مستوى بدلات الإنتاجية. فكما سبق وشرحت "المدن" تحسن وضعهم بشكل طفيف عن السابق. وقد صدر بيان عن الرابطة لفتت فيه إلى أن وفداً منها التقى الوزيرة كرامي وأبدت "تجاوبًا كبيرًا ولمسنا عملًا تشاركيًا مع الروابط والاستماع إلى مطالبهم بشكل فاعل وجدّي. وقد وعدت بتذليل أيّ عقبة بأقرب وقت ممكن لتسير الأمور التربوية في مسارها الصحيح". وعرضت بعض المطالب، تمهيدًا لإقرار سلسلة رتب ورواتب جديدة وعادلة، منها الحصول على المفعول الرجعي للراتبين الإضافيين، واستمرار المثابرة خلال أشهر الصيف عملًا بالمرسوم الصادر عن مجلس الوزراء سابقاً، وإعادة النظر بقيمة البدل الإضافي للمديرين.