2025- 03 - 19   |   بحث في الموقع  
logo الخازن من بكركي: الوضع الأمني على الحدود خطير logo المتحدث باسم رجال الكرامة لـ"المدن": إسرائيل لا يهمها الدروز logo هل يمكن لوزارة الثقافة السورية أن تغير شيئاً؟ logo لينا كوستينكو: وصمها السوفيات بـ"عداوة الشعب"...هي الفخورة مثل ثورة logo النبطية بعد الدمار: مدينة تصارع الركام وتنتظر الإعمار logo رشا علوية وآخرون..أميركا تعيد بناء دبلوماسية القوة! logo قرب منزل نتنياهو... إسرائيل تعتقل ناشطاً مناهضاً للحكومة logo بقذيفة مدفعية... قصفٌ إسرائيلي يطال كفرشوبا
استعراضات القسوة
2025-03-19 09:55:49


مع ترامب في فترته الثانية، يصل تلفزيون الواقع إلى ذروته الدموية، على تردداته يصير الاستعراض ممارسة يومية للحكم، والسياسة الدولية تصير استعراضاً متواصلاً على مدار اليوم ببث مباشر. تنقل الشاشات من السلفادور مشهداً لرجال مكبلي الأيدي والأرجل يمشون بصعوبة وهم يهبطون من طائرات في مدرج مطار، المشهد لعشرات من الفنزويليين المشتبه في انتمائهم لعصابة "تريد دي أرغوا"، المرحلين من الولايات المتحدة بموجب قانون "الأعداء الأجانب"، الذي يعود إلى القرن الثامن عشر. بعدها، نراهم في ساحة سجن "سيسوت" الرهيب سيء السمعة، رجال أمن ملثمون يقومون بالضغط على رؤوسهم لثني خصورهم وقسرهم على المشي في وضع الانحناء، ومن ثم يجبرونهم على الركوع في صفوفهم تمهيداً لحلق رؤوسهم. في خلفية تلك المشاهد مئات من قوات مكافحة الشغب ومصفحات شرطة وجيش وطائرات هليكوبتر. مقطع الفيديو الذي نشرته الحكومة الفنزويلية يبدو كاستعراض للقسوة أكثر منه عملية نقل سجناء، تقوم حكومة نجيب أبو كيلة السلفادورية بالعمليات القذرة نيابة عن الأميركيين بموجب تعاقد رسمي. المقربون من حركة ميغا ومن بينهم إيلون ماسك يشاركون المقطع المصور ويشيرون إلى محتواه على إنه محتوى للردع، برسالة موجهة إلى المهاجرين غير الشرعيين لدفعهم إلى "العودة الطوعية" إلى بلادهم. ثمة بيزنس للترويع عابر للحدود وتقع واشنطن في مركز شبكته الممتدة.على نسق برامج مسابقات تلفزيون الواقع، حين يطرد الخاسرون واحد وراء الآخر من المنافسات، من أجل استمتاع المشاهدين بلحظات تشفي مضمرة، يلوح ترامب بكلمة الوداع الشامتة "شالوم، محمد" في إشارة إلى محمود خليل الطالب في جامعة كولومبيا، والمعتقل حالياً في انتظار ترحيله إلى خارج الولايات المتحدة. قبلها كان ترامب قد لوح بتهديد آخر سيتضح لاحقاً دمويته المفرطة، "شالوم، حماس".
في اقتصاد القسوة الامبراطوري، تعد إسرائيل الوكيل الأول للولايات المتحدة ليس في منطقتنا فحسب، بل تنخرط تل أبيب في تصدير خبراتها وبرمجياتها وأسلحتها وخدماتها الأمنية وعنفها إلى مناطق الصراع حول العالم. المذبحة التي سقط ضحيتها أكثر من 400 قتيل بغزة في ليلة واحدة والتي ختمت هدنة أو شبه هدنة دامت شهرين، ليست عودة للحرب. فليس هناك طرف آخر في القتال، أي ليس هناك حرب بالأساس للعودة إليها، القطاع مدمر كلية وغير صالح للحياة. إذاً، لا يتعدى الأمر كونه مهرجاناً للعنف المفرط، استعراض آخر مصنوع من أكوام الجثث.في فترة الهدنة القصيرة، قدمت حماس فقرات مسلسلة من استعراضها المضاد، بمنصة حقيقية ورهائن يتسلمون شهادات تقدير وهدايا، وذلك أمام جمهور متهلل خرج من الجحيم بحثاً عن استعراض ولو ضئيل للكرامة. في استعراض أمام استعراض، تربح إسرائيل بقنابل زنة الطن، حيث الخراب الهائل والموت هما الجماليات الوحيدة المتاحة.
تذهب تحليلات أميركية إلى أن المجزرة الأخيرة في غزة مجرد ورقة في لعبة الشد والجذب، بغرض الضغط على حماس لتقديم المزيد من التنازلات في المفاوضات. من جهة أخرى، المعارضة في إسرائيل وأهالي الرهائن الإسرائيليين يتهمون نتنياهو باستئناف القتال لغرض التغطية على صراعاته الداخلية. بالفعل تفادى رئيس الوزراء الإسرائيلي المثول أمام المحكمة بحجة الحرب. في كل الحالات تظهر الجثث المسجاة في طرقات المستشفيات المكدسة في غزة، كأحد عناصر لعبة للضغط أو الخداع، أو مشهد في إعلان دعائي عن القوة الفائقة للإمبراطورية.من غير الواضح حتى الآن إن كانت تلك مذبحة لليلة واحدة أم برنامج طويل للقتل كسابقه الذي استمر لعام ونيف. الخوف هو أن الاستعراض لا يخدم بالضرورة هدفاً كما يظن البعض، بل قد يكون الاستعراض للاستعراض غرضاً في حد ذاته.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top