قدّمت مصر، اليوم الثلاثاء، مقترحاً جديداً وعاجلاً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد انقلاب إسرائيل على الاتفاق السابق، وشنّها غارات جوية عنيفة أدت إلى استشهاد وإصابة نحو ألف فلسطيني بينهم قادة في حركة "حماس"، بالإضافة إلى الناطق العسكري باسم حركة "الجهاد الإسلامي" أبو حمزة.
اغتيال أبو حمزة
وأعلنت "الجهاد" في بيان، استشهاد القيادي ناجي أبو سيف، المعروف باسم "أبو حمزة"، الناطق العسكري باسم سرايا القدس، إثر قصف إسرائيلي استهدفه مع عائلته وعائلة شقيقه.
ووصفت الحركة الشهيد بأنه "صوت من أصوات المقاومة"، مشيدة ببلاغته وجرأته في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وأكدت أن عملية اغتياله تأتي ضمن سلسلة من "المجازر الوحشية" التي ارتكبتها إسرائيل، خلال الساعات الماضية بدعم أميركي، مشددة على أن هذا التصعيد لن يثنيها عن "مواصلة المقاومة حتى إفشال أهداف العدوان".
المقترح المصري
وبالعودة إلى المقترح المصري، أفادت صحيفة "العربي الجديد" اليوم الثلاثاء، أنه يهدف إلى تجاوز الخلافات القائمة، ويتوسط بين المبادرة التي وافقت عليها حماس، وبين الطرح الذي قدمه المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
ووفقاً للصحيفة، يشمل المقترح المصري وقف إطلاق النار، وفتح معبر رفح لإجلاء المصابين، إضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية. في المقابل، تقوم حماس بالإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين المصابين، وتسليم جثامين لمحتجزين مزدوجي الجنسية، على أن يتم الاتفاق على الأعداد بعد قبول الطرفين للمبادرة.
وأوضحت "العربي الجديد"، أن المقترح يهدف إلى استعادة الهدوء تمهيداً للعودة إلى مفاوضات وقف إطلاق النار.
في سياق متصل، أشارت مصادر مصرية، إلى أن موجة التصعيد الإسرائيلي الجديدة، قد تستمر حتى نهاية شهر رمضان، وذلك بناءً على حجم الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية، لافتةً إلى أن القاهرة أجرت صباح اليوم، اتصالات على المستويين الأمني والعسكري مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، ورئيس جهاز الموساد دافيد برنياع.
وخلال هذه المحادثات، شدد الجانب المصري على ضرورة عدم استهداف العناصر المصرية المتواجدة داخل غزة، بمن فيهم الأطباء وسائقو المعدات الإغاثية، والعناصر الأمنية في محور "نيتساريم".
ووفقًا لما رشح عن هذه الاتصالات، اقترح الجانب الإسرائيلي توفير ممرات آمنة لعودة العناصر المصرية حتى وصولهم إلى معبر كرم أبو سالم.
في موازاة ذلك، وجه جهاز المخابرات العامة المصري دعوة عاجلة لوفد حماس التفاوضي للحضور إلى القاهرة، من أجل بحث سبل وقف الحرب على غزة.
اجتماع الحكومة الإسرائيلية
ويأتي ذلك، في وقت تعقد الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، اجتماعاً لتقييم التطورات الميدانية، علماً أن وسائل إعلام عبرية ذكرت أن نتنياهو ألغى مداولات حول الأسرى ليركز على عودة وزير الأمن القومي المنسحب إتمار بن غفير، إلى الائتلاف.
في المقابل، أشارت التقارير إلى أن نتنياهو لا يعتزم بدء إجراءات إقالة رئيس الشاباك رونين بار، خلال جلسة الحكومة، تفاديًا لتأجيج الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي.
كاتس: لن نتوقف
وتزامناً مع التصعيد الميداني، قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن "قواعد اللعبة قد تغيرت" في المواجهة مع حماس، مشيراً إلى أن إسرائيل ستواصل حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة، "حتى استعادة جميع الرهائن والقضاء التام على الحركة".
وخلال جولة ميدانية في قادعة تال نوف التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، قال كاتس: "أبارك لسلاح الجو والجيش الإسرائيلي على عمليات الاغتيال غير المسبوقة الليلة الماضية في غزة، والتي نُفذت بناءً على القرار الذي اتخذناه، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وأنا، بموافقة جميع الأجهزة الأمنية".
وأضاف "على حماس أن تدرك أن قواعد اللعبة تغيرت، وإذا لم تفرج فوراً عن جميع الرهائن، فإن أبواب الجحيم ستُفتح عليها، وستواجه كامل قوة الجيش الإسرائيلي جوا وبحرا وبرا، حتى القضاء عليها بالكامل".
وقال إن إسرائيل "لن تتوقف عن القتال حتى يعود جميع الرهائن إلى ديارهم، ويتم إزالة كل تهديد عن سكان الجنوب".
ساعر: ليست عملية ليوم واحد
بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلية جدعون ساعر، مساء اليوم، إن الهجوم على غزة "ليس عملية ليوم واحد" وأن العمليات العسكرية ستتواصل في الأيام المقبلة.
وأضاف ساعر، خلال اجتماع عقده مع قيادات في لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "أيباك"، أن "المفاوضات مع حماس بوساطة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وصلت إلى طريق مسدود".
وقال: "وجدنا أنفسنا بلا إفراج عن الرهائن وبلا عملية عسكرية، وهو وضع لا يمكن أن يستمر". وزعم أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بالهجوم مسبقاً وأعربت عن دعمها لإسرائيل.