أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في محاولة لإقناعه بقبول هدنة مؤقتة مع أوكرانيا، وذلك في إطار تحرك نحو نهاية أكثر استدامة للحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات. وتزامن هذا الاتصال مع ترقّب عالمي، حيث أعلن البيت الأبيض أن المباحثات بدأت الثلاثاء، موضحًا أنها تجري "بشكل جيد".
وقد بدأت المكالمة عند الساعة 14:00 بتوقيت غرينيتش، وفق ما ذكر نائب كبير موظفي البيت الأبيض دان سكافينو عبر منصة "إكس".
وأضاف سكافينو أن الاتصال مستمر ويجري بشكل جيد.
وفي وقت لاحق، أعلن الكرملين على لسان المتحدث الرسمي دميتري بيسكوف أن المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب انتهت، مؤكدًا أن "العالم اليوم بقيادة بوتين وترامب أصبح أكثر أمانًا"، مشيرًا إلى أن الزعيمين "يكتبان التاريخ". يأتي هذا في وقت يتنامى فيه القلق الأوروبي والأوكراني بشأن هذا التقارب الأميركي الروسي.
ورأى العديد من المراقبين أن هذا الاتصال بين زعيمي القوتين الكبيرتين سيكون بمثابة اختبار لمهارات ترامب في عقد الصفقات وعلاقته التي يعبر علنًا عن تقديرها مع الرئيس الروسي، والتي تثير قلق حلفاء الولايات المتحدة التقليديين. فيما رجحت بعض المصادر أن يركز الاتصال على ما ستخسره أوكرانيا في ما يشبه مؤتمر يالطا الذي عقد عام 1945، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".
وكان ترامب قد ألمح سابقًا إلى احتمال تنازل كييف عن بعض من أراضيها، بالإضافة إلى السيطرة على محطة زابوريجيا للطاقة النووية. وفي منشور له على موقع للتواصل الاجتماعي، أوضح ترامب أن "تم الاتفاق على العديد من عناصر الاتفاق النهائي، لكن لا يزال هناك الكثير". وأضاف: "يشهد كل أسبوع مقتل 2500 عسكري من الجانبين، لذا يجب أن ينتهي هذا فورا". كما أكد أنه يتطلع بحماس إلى الاتصال مع بوتين.
من جهته، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكثر من مرة على أن سيادة بلاده غير قابلة للتفاوض، وأن على روسيا تسليم الأراضي التي استولت عليها، من ضمنها شبه جزيرة القرم (التي ضمتها موسكو عام 2014)، بالإضافة إلى أربع مناطق بشرق أوكرانيا سيطرت عليها القوات الروسية جزئيًا في 2022. وكانت أوكرانيا، التي اعتبر ترامب سابقًا أن التعامل معها أصعب من روسيا، وافقت على هدنة لمدة 30 يومًا اقترحها الجانب الأميركي.
وفيما يتعلق بموقف موسكو، رد بوتين على الهدنة المقترحة بشيء من الغموض، إذ اعتبر أن هدنة مؤقتة ستتيح لكييف رص صفوفها. كما أبلغ بوتين ترامب أنه في 19 آذار، سيتم تبادل 175 سجينًا بين الجانبين الروسي والأوكراني.
وقد تطرق الاتصال أيضًا إلى الوضع العسكري، حيث أعلن بوتين عن استعداده للعمل مع الولايات المتحدة لاستكشاف طرق تسوية شاملة وطويلة الأمد، مع مراعاة المصالح الأمنية لروسيا. في الوقت نفسه، كان الرئيس الأميركي قد أعلن في وقت سابق عن ضرورة وقف إطلاق النار في البحر الأسود لضمان سلامة الملاحة، وأعرب بوتين عن استعداده لتطبيق هذا الاقتراح عبر إعطاء تعليمات للجيش الروسي بتنفيذه.
وفي الختام، أكد الرئيسان عزمهما على مواصلة الجهود لتحقيق التسوية السياسية للصراع الأوكراني، مع تشكيل مجموعات من الخبراء من الجانبين لمتابعة تنفيذ هذه المبادرات.