السيسي يكشف الأسباب الحقيقية وراء خسائر قناة السويس
2025-03-18 19:25:47
نشرت الصفحة الرسمية للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية في مصر، يوم الاثنين، تصريحًا صحيحًا للرئيس عبدالفتاح السيسي حول خسائر مصر الشهرية من إيرادات قناة السويس، ولكنه جاء غير مكتمل.
وتحدث السيسي عن تأثير "الأوضاع في المنطقة" على الاقتصاد المصري، مشيرًا إلى هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، مما أدى إلى التراجع الكبير في إيرادات قناة السويس.
وخلال حضوره حفل الإفطار السنوي الذي تقيمه القوات المسلحة في شهر رمضان، يوم الاثنين، أشار الرئيس المصري إلى الظروف الصعبة التي يمر بها العالم ومنطقة الشرق الأوسط، وأوضح أن خسائر إيرادات قناة السويس تبلغ ما بين 800 إلى 900 مليون دولار شهريًا.
وبمراجعة فيديو تلك الفقرة من كلمة السيسي، فقد قال ما نصه: "نفقد تقريبًا كل شهر من 800 إلى 900 مليون دولار"، وهي الفقرة التي نقلها بيان المتحدث باسم الرئاسة.
لكن البيان السابق تغاضى عن استكمال جملة الرئيس التي ورد فيها: "مش كل المبلغ ده (ليس كل هذا المبلغ) علشان أكون صادق يعني، لكن 60-70% منه بنفقده نتيجة الظروف اللي بتمر بالمنطقة والتعرض للمجرى الملاحي".
وكان التغاضي عن استكمال هذه الفقرة قد أدى إلى تداول تقارير من مواقع ووكالات أنباء عدة تقول إن مصر تخسر شهريًا 800 مليون دولار، وهو أمر يبدو غير دقيق وفقًا لتصريحات السيسي نفسها. ويعكس هذا التوضيح الفرق بين ما تم نشره من جهة، وبين الأرقام الواردة في بيانات ميزان المدفوعات الصادر عن البنك المركزي المصري، التي أظهرت انخفاض إيرادات القناة في عام 2024 بنحو 5.9 مليار دولار مقارنة بعام 2023. بمعنى أن الخسائر تقدر بمعدل 491 مليون دولار شهريًا، وليس 800 مليون دولار.
وبحسب منصة "صحيح مصر"، النسبة الصحيحة التي أوردها السيسي وهي 60 إلى 70% من إجمالي 800 إلى 900 مليون دولار، تجعل الخسارة تتراوح ما بين 480 مليون دولار في أقل تقدير، إلى نحو 630 مليون دولار في أعلى تقدير، وهي أرقام تتوافق مع البيانات الصادرة عن البنك المركزي.
وتأثرت حركة المرور في قناة السويس منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، حيث استهدفت جماعة الحوثيين، التي تسيطر على مساحات واسعة من اليمن، السفن التجارية في البحر الأحمر.
وتركزت عملياتهم قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي في جنوب البحر الأحمر، حيث استهدفوا السفن التي قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل أو تلك المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، مبررين تحركاتهم بـ"التضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة".
لكن في الواقع، فإن الكثير من السفن التي حاول الحوثيون استهدافها لم تكن لها أي علاقة بإسرائيل.
وفي تطور لاحق، وجهت الولايات المتحدة ضربات عسكرية مكثفة ضد منشآت استراتيجية للحوثيين، في خطوة تهدف إلى وضع حد للتهديدات المستمرة من المتمردين المدعومين من إيران، ضد الملاحة في هذا الممر المائي الحيوي، الذي يمر عبره نحو 15% من التجارة العالمية.
وكالات