أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً بمناسبة الذكرى الـ14 لانطلاق الثورة السورية، أوضحت فيه أن 234 الفاً و145 شخصاً قتلوا خلال سنوات الثورة، فيما لا يزال 177 الفاً و21 شخصاً في عداد المفقودين قسراً.
ذكرى الثورة
وقال التقرير الذي حمل عنوان "الشعب السوري ماضٍ نحو تحقيق تطلعاته"، إن هذه الذكرى تأتي في ظل حدث تاريخي فارق تمثل في سقوط نظام المخلوع بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، ودخول سوريا مرحلة انتقالية طال انتظارها. وأضاف أن هذا التحول "جاء تتويجاً لنضالٍ طويلٍ وشاق، خاضه السوريون لأكثر من عقد من الزمن، تكبّدوا خلاله خسائر إنسانية واقتصادية هائلة، وقدّموا تضحياتٍ جسيمة من أجل الحرية والكرامة والعدالة".
وذكر أن السوريين قدّموا للانتصار على الأسد، مئات الآلاف من الشهداء والمختفين قسراً والمفقودين، وملايين النازحين واللاجئين، فيما تحولت مناطق بأكملها إلى أنقاض، فضلاً عن الدمار شبه الكامل للبنية التحتية في معظم أنحاء البلاد.
المرحلة الانتقالية
وأوضحت الشبكة أن 234 الفاً و145 شخصاً قُتلوا من انطلاقة الثورة في آذار/مارس، بينما مازال 177 الفاً و21 شخصاً لا يزالون في قيد الاختفاء القسري، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية.
ويواجه السوريون في المرحلة الانتقالية "تحديات جسيمة لكنها مصحوبة بفرصٍ غير مسبوقة لتحقيق تطلعاتهم الوطنية"، بحسب التقرير.
وأكدت الشبكة أن المسار نحو إعادة بناء الدولة يتطلب تأسيس مؤسسات حكمٍ قائمة على سيادة القانون والفصل بين السلطات، والسعي الحثيث إلى تحقيق العدالة الانتقالية التي تضمن محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات وإنصاف الضحايا، بهدف تعزيز المصالحة الوطنية.
كما شددت على الحاجة في هذه المرحلة إلى وضع خطط مستدامة لإعادة إعمار البنية التحتية والاقتصاد، بهدف إيجاد بيئة اقتصادية صحية ومستدامة توفر فرص العمل وتتصدى للفساد.
ولفت التقرير إلى أن قضية عودة ملايين السوريين المهجرين، تستلزم توفير ظروفٍ آمنة تضمن لهم عودة كريمة إلى ديارهم، إلى جانب تعزيز الأمن والاستقرار من خلال بناء مؤسسات وطنية موثوقة بعيدة عن النزعات الفئوية أو الانتقامية، وترسيخ ثقافة التعايش المشترك.
احتفالات بذكرى الثورة
واحتفل السوريون في عدد من مراكز المدن في المحافظات السورية، بذكرى انطلاق الثورة في 15 آذار/مارس، وشهدت مدن حمص وحلب وحماة ودير الزور واللاذقية، احتفالات حاشدة شارك فيها عشرات آلاف السوريين.