"كارثة تتطلب حلولًا عاجلة"... إلى اللبنانيين: إحذروا من القادم!
2025-03-18 15:25:46
""يعاني لبنان من تدهور ملحوظ في مخزون المياه، وهي إحدى أخطر الأزمات البيئية التي تهدد البلاد اليوم، وفي هذا السياق، يتحدث الدكتور دوميط كامل، العالم البيئي ورئيس الحزب البيئي العالمي، عن التحديات المتزايدة التي تواجه لبنان في هذا الإطار.ويؤكد في حديثٍ لـ""، أن "أزمة المياه في لبنان هي واحدة من أكبر التحديات التي تهدد البلاد في الوقت الراهن، فهناك نقص حاد في المياه اللازمة للزراعة والشرب، وهذا الجفاف الطويل يؤدي إلى خلل بيئي كبير، حيث يعطل التنوع البيولوجي الذي يُعد أحد العناصر الأساسية للحفاظ على التوازن البيئي في البلاد".ويشير كامل إلى أن "كميات المياه الصالحة للشرب أصبحت غير كافية في العديد من المناطق، ما يهدد حياة السكان بشكل مباشر، لذلك، يتعين في الوقت الراهن وضع خطة ترشيد شاملة لاستهلاك المياه، في ظل تناقص كميات المياه العذبة وتلوث العديد من المصادر المائية".وفي هذا السياق، يلفت إلى أن "أكثر من 50% إلى 70% من الإنتاج الزراعي في لبنان يتم ريّه باستخدام مياه الصرف الصحي، وهو أمر يمثل تهديدًا صحيًا وبيئيًا خطيرًا،كما أعلنت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني مؤخرًا عن توقيف كلي لمعمل عبد العال، وتوقيف جزئي لمعملي أرقش وحلو لمدة ستة أسابيع، بسبب الجفاف الحاد الذي تشهده البلاد هذا العام، وقد أوضحت المصلحة أن مخزون بحيرة القرعون انخفض إلى 62 مليون متر مكعب، أي ما يعادل 25% فقط من معدله الطبيعي، ما استدعى اتخاذ هذه الإجراءات لضمان توافر المياه اللازمة لمشاريع الري وإنتاج الطاقة الكهرومائية في فصل الصيف".ويُحذّر من أن "الأنهر اللبنانية أصبحت للأسف مياه صرف صحي، في حين لم تتجاوز كميات الأمطار هذا العام 30% من المعدل المطلوب، كما أن الآبار الارتوازية تضررت بشكل كبير، ما يجعلنا بحاجة ماسة إلى استراتيجية مائية شاملة للبلاد، ونحن كعلماء بيئة نمتلك هذه الاستراتيجية، وإذا أرادت الدولة البدء بتنفيذها، فنحن جاهزون للتعاون في هذا المجال، فالوضع أصبح خطيرًا للغاية".ويقول: "إذا لم تتخذ الدولة الإجراءات اللازمة، فإننا قد نشهد كارثة مائية كبيرة، حيث قد يضطر نصف الشعب اللبناني لاستهلاك مياه المجارير بشكل مباشر، وهو ما استندنا إليه في دراسات علمية موثوقة".ويضيف: "لقد حذّرنا منذ مدة طويلة من أزمة الشح في المياه، لكن لم تُتخذ أي خطط جادة لمعالجتها. اليوم، عندما قمت بجولة على نهر إبراهيم، لاحظت أن جميع مياه النهر تتدفق إلى البحر. فأين هي السدود التي كان من المفترض أن تُبنى؟ في الماضي، عملنا على بناء مشروع سد شبروح، ونجحت الأمور بشكل جيد، فماذا كان سيحدث لو لم يكن هذا السد موجودًا؟ كان الكسروان والمتن سيعانيان بشكل كبير من هذه الأزمة، وماذا حدث للمشاريع الأخرى التي كان من المفترض أن تُنفذ؟ لماذا تم صرف الأموال على سدود لم تُنفذ؟"ويختم كامل: "المواطن اللبناني هو من يدفع ثمن كل هذه الأزمات، ولذلك يجب أن يكون حذرًا في عدم استخدام مياه الصرف الصحي في طعامه وشرابه، ومن المهم العمل على ضمان وصول مياه نظيفة إلى المنازل، خاصة أن هناك مناطق يعتمد فيها البعض على مياه الصرف الصحي".
وكالات