استشهد 330 فلسطينياً في غزة فجر الثلاثاء، في سلسلة غارات إسرائيلية غير مسبوقة في نطاقها وكثافتها منذ شهرين حين بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس التي سارعت لاتّهام الاحتلال بنسف الاتفاق و"التضحية" بالأسرى.وأعلنت الحكومة الإسرائيلية في بيان إن هذه الغارات التي نفذت بأمر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس، "تأتي في أعقاب رفض حماس المتكرّر إطلاق سراح رهائننا ورفضها لكل المقترحات التي تلقّتها من المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف والوسطاء".وحذّرت الحكومة في بيانها من أن "إسرائيل ستتحرك الآن ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة".200 غارة جويةوقال المتحدّث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة "فرانس برس" إن الجيش الإسرائيلي "نفّذ أكثر من 200 غارة جوية وقصفاً مدفعياً عنيفاً، ولا يزال يواصل القصف، مستهدفاً خيام النازحين ومراكز إيواء النازحين ومنازل على سكانها المدنيين، واستهدف نقاطاً للشرطة والحكومة وطرقات".وأفاد مصدران في حركة حماس وكالة "فرانس برس" بمقتل وكيل وزارة الداخلية في قطاع غزة اللواء محمود أبو وطفة في الغارات.من ناحيته، قال مسؤول إسرائيلي لـ"فرانس برس" إن الجيش الإسرائيلي "شنّ سلسلة ضربات استباقية استهدفت قادة عسكريين من رتب متوسطة، ومسؤولين قياديين، وبنية تحتية إرهابية تابعة لمنظمة حماس الإرهابية". وأضاف أن هذه العملية "ستستمر ما لزم الأمر، وستتوسّع لأكثر من ضربات جوية".وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن إسرائيل استشارت إدارة الرئيس دونالد ترامب قبل أن تشنّ غاراتها على القطاع الفلسطيني.أبواب الجحيموقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت لشبكة "فوكس نيوز" إن "الإسرائيليين استشاروا إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة"، مشدّدة على أنه "كما أوضح الرئيس ترامب، فإن حماس والحوثيين وإيران وكل من يسعى لترويع ليس إسرائيل فحسب، بل الولايات المتحدة أيضاً، سيدفع ثمناً باهظاً - أبواب الجحيم ستُفتح على مصراعيها".وردّاً على هذا التصعيد، اتّهمت حماس الدولة العبرية بـ"الانقلاب" على اتفاق وقف إطلاق النار.وقالت الحركة في بيان إن "نتنياهو وحكومته النازية يستأنفون العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة".وأضافت أن "نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قراراً بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول".وفي بيان ثان، اتّهمت حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي باستخدام الحرب في غزة "قارب نجاة له" من أزمات سياسية داخلية حتى وإن كان هذا الأمر يعني "التضحية" بالأسرى الذين ما زالوا محتجزين على قيد الحياة في القطاع الفلسطيني.يأتي هذا التصعيد بعد أن أعلنت إسرائيل الأحد أنها أرسلت مفاوضين إلى مصر ليناقشوا مع الوسطاء المصريين قضيّة الرهائن في غزة، فيما تهدّد خلافات عميقة وقف إطلاق النار الهشّ في القطاع.وكان مكتب نتنياهو قال إن "رئيس الوزراء أوعز إلى فريق التفاوض بالاستعداد لمواصلة المحادثات على أساس رد الوسطاء على اقتراح (المبعوث الأميركي ستيف) ويتكوف بالإفراج الفوري عن إحدى عشرة رهينة أحياء ونصف الرهائن القتلى"، مستبعداً بذلك عرض الحركة الإسلامية الفلسطينية الإفراج عن رهينة إسرائيلي-أميركي وإعادة جثث أربعة آخرين.