اقترحت القاهرة بأن يدرس مجلس الأمن، تأسيس وجود دولي في غزة والضفة الغربية، فيما واصل الاحتلال خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مستهدفاً المدنيين الفلسطينيين ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى.
وقال وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، اليوم الاثنين، إن هناك مقترحاً بأن يدرس مجلس الأمن تأسيس وجود دولي في قطاع غزة والضفة الغربية، تمهيداً لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كلام عبد العاطي، جاء خلال اجتماع عقده في القاهرة مع سفراء أجانب وممثلي سفارات ومنظمات دولية حول إعادة تأهيل القطاع الصحي بغزة.
مقترح مصري
وأفاد بيان للخارجية المصرية، بأن عبد العاطي أشار خلال الاجتماع، إلى "وجود مقترح بأن يقوم مجلس الأمن بدراسة تأسيس وجود دولي في الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية"، موضحاً أن ذلك يكون "من خلال تبني قرار للمجلس لنشر قوات حفظ سلام أو حماية دولية بتكليف واختصاصات واضحة، وفي إطار برنامج زمني يضمن تأسيس دولة فلسطينية مستقلة".
ولم يحدد عبد العاطي المرحلة التي بلغها هذا المقترح، علماً أن القمة العربية الطارئة في شأن فلسطين التي عُقدت في القاهرة في 4 آذار/ مارس الحالي، تطرقت إلى نشر قوات دولية لحفظ السلام، تسهم في تحقيق الأمن للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن يكون ذلك في سياق تعزيز الأفق السياسي لتجسيد الدولة الفلسطينية.
ولفتت الخارجية المصرية إلى أن الخطة العربية لإعادة إعمار غزة (تبنتها القمة العربية) حصلت على تأييد إقليمي ودولي واسع. وأضافت أن مصر تعمل على ترتيب استضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة، لتأمين التمويل اللازم لتنفيذ الخطة.
وأشار عبد العاطي إلى متطلبات أساسية لنجاح الخطة وهي: تثبيت وقف إطلاق النار بغزة، وإدارة مرحلة التعافي المبكر وإعادة الأعمار بصورة تضمن الملكية الفلسطينية، والتعامل مع الوضع في القطاع باعتباره جزءا أصيلا من الأراضي الفلسطينية.
وأكد ضرورة "تمكين السلطة الفلسطينية من العودة إلى قطاع غزة، للاضطلاع بمسئولياتها من خلال إنشاء لجنة مستقلة وغير فصائلية لإدارة شئون القطاع لفترة انتقالية تحت مظلة الحكومة الفلسطينية"؛ وفق البيان.
كما أشار إلى بدء مصر والأردن في تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيداً لنشرهم في غزة.
رد غير مقبول
ويأتي ذلك، فيما تتواصل المفاوضات حول اتفاق غزة، وفي السياق، قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، إن رد حركة حماس، على مقترح تمديد وقف إطلاق النار في غزة، غير مقبول على الإطلاق.
ويصل وفد التفاوض في حماس إلى القاهرة خلال يومين بناءً على دعوة مصرية، في محاولة لإنقاذ مفاوضات تمديد وقف إطلاق النار على ضوء المقترح الأميركي الذي قدمه ويتكوف أخيراً.
ورد الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، على التهديدات التي أطلقها ويتكوف في شأن رفض الحركة المسارَ الذي أعلنته الولايات المتحدة بشأن تبادل الأسرى في غزة.
وقال قاسم إن "الحديث عن مقترحات جديدة لا يخدم مسار تطبيق الاتفاق، وهذه التهديدات تزيد الأمور تعقيداً، ولا توفر أرضية مناسبة لإتمام تنفيذ الاتفاق وتحقيق الهدوء الذي يسعى إليه الجميع في المنطقة".
في المقابل، قال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إن وفداً إسرائيلياً اجتمع، مساء الأحد، مع مسؤولين مصريين في العاصمة المصرية القاهرة لمناقشة الاتفاق المتعلق بالمحتجزين الإسرائيليين بغزة.
شهيدان ومعاناة
ميدانياً، خرقت قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة الاتفاق، إذ أطلقت الدبابات الإسرائيلية، اليوم الإثنين، نيران كثيفة استهدفت مناطق عدة في القطاع. وأدّت الاعتداءات إلى سقوط شهيدين وعدد من المصابين جرّاء استهداف مسيّرة إسرائيلية لفلسطينيين في مخيم البريج وسط القطاع. كما أصيب 4 بقصف للدبابات في منطقة حي السلام شرقي رفح.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، عن 5 شهداء 3 منهم انتشلت جثامينهم بالإضافة إلى إصابة 9 خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 48 ألفاً و577 شهيداً و112 ألفاً و41 جريحاً منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
في غضون ذلك، لا تزال الأوضاع الإنسانية في القطاع تتفاقم مع مواصلة إسرائيل إغلاق معبر كرم أبو سالم، لليوم الـ16 على التوالي، إذ باتت المنظمات الإغاثية عاجزة عن توفير المساعدات الغذائية لسكان القطاع بسبب الإغلاق.
وذكر الدفاع المدني في غزة، أن آلاف العوائل تعيش ظروفاً مأساوية وخطِرة ومهددة بالموت نتيجة تواجدهم في منازل آيلة للسقوط.