2025- 03 - 17   |   بحث في الموقع  
logo ميشال عون: لانعقاد المجلس الأعلى للدفاع لاتخاذ الخطوات المناسبة logo الرئيس عون عن المعارك على الحدود السورية: أعطيت توجيهاتي بالرد على مصادر النيران logo سابقة في تاريخ لبنان: توقيف وجاهيّ لقاضٍ مرتشٍ logo "معتقلون ومنفيون" حجر أساس لكشف الحقائق وبناء ذاكرة logo مقترح مصري لتدويل غزة والضفة.. تمهيداً لإقامة دولة فلسطينية logo بعد قرار الحجار... الزين في هذا السجن! logo الحدود اللبنانية السورية تتصدر نقاشات الحكومة logo الجفاف يضرب إنتاج المعامل الكهرومائية في لبنان!
فسبكات أنطوان كرباج: كان صوته يضارع صوت فيروز
2025-03-17 13:55:51

جوزف عيساوي
بعد سنوات امضاها مع ألزهايمر، المَرض المَريض، المرض المريع، يرحل اليوم ايقونة "المسرح الحديث"، والنجم الخاص في مسرح الأخوين رحباني مع فيروز، كما والعديد من اعمال الدراما التلفزيونيّة والسينمائيّة، انطوان كرباج. في "قريب جدّاً" على "الحرّة" روى كيف بعد مفاتحة عاصي الرحباني كرباج بالمشاركة في احدى المسرحيّات، لعلّها "الشخص" أولى اعماله مع الأخوين رحباني العام 1968، اشترط ان يكون اسمه على الملصق بحجم اسم فيروز قائلاً "هي نجمة الغناء وأنا نجم المسرح"، وبعد لأيٍ وتردّد وافق الرحباني، ليجيء الملصق غير مطابق الاتفاق، فاحتجّ فكان له ما اراد. اضاف كرباج: "خلال عروض "بترا" كان التصفيق له عارماً إثر المونولوغ في ختام حوار مع فيروز عندما تكتشف الملكة خطف ابنتها، فطلبت فيروز من عاصي إلغاء المونولوغ"، وطبعاً لم يستجب. قلت له ان اداءه القويّ، متوحّش الحضور، الفخم، والذي قد يغدو مفخَّماً او مبالغاً فيه امام الكاميرا التلفزيونيّة، انما يتماثل سواء كانت الشخصيّة الدراميّة ملكاً (ثلاثة ملوك جسّدها في ثلاث مسرحيات ليونيسكو، دورنمات وشكسبير، اضافةً الى "الملك غيبون" في "ناطورة المفاتيح"، "الوالي" في "صح النوم"، "فاتك المتسلّط" في "جبال الصوّان"...)، او مهرّجاً، مهرّباً، لصّاً، مفتّشاً،... فقال ان الطفولة وباطن النفس البشريّة هما منبع ادواره بدءاً من "الملك يموت" وحتى الدور الأخير. وروى كيف انتبه بالصدفة الى طفل المخرج منير ابو دبس، وكانا يستعدّان في منزل الأخير لبروڤا على المسرحيّة المشار اليها، فانطلق من لَعب الولد ومرحه في بناء دوره. سألته عن نساء عبرنَ حياته سريعاً فروى بأريحيّة وجوديّة، على اناقة، ودوماً بصوته الجهوريّ لكن الحنون الذي يشفّ كما في الأدوار حدّ البراءة او الجنون، وكلاهما واحد. تحدّث مثلاً عن طالبة علم النفس اميركيّة التقاها في باريس طوال اسبوع من الحب على الطريقة الفرنسيّة، ليفاجأ بها بعد مدّة تقتحم تدريبات مسرحيّة في دير بعيد عن بيروت، استدلّت عليه من اصدقاء الفنّان في مقهى يرتاده في شارع الحمراء، كان ذكَر اسمه امامها. بعد مدّة اتصل به الأمن العام ليسأله عنها وقد افتقدتها اسرتها الأميركيّة، ولعلها قلت له بمزاح انتحرت او جُنّت من التيه في حبٍّ مستحيل لمَلك. ثم روى حكاية امرأة كان معها في موقف معيّن حين اطلّت لور غريّب، زوجته التشكيليّة ذات التجربة الخاصّة والناقدة الفنّيّة، فرجفت المرأة. غابت لور قليلاً لتعود اليها بكوب من عصير الليمون. تحيّة تقدير وإعجاب لهذا الثنائيّ الذي ارتبط بلبنان الحركة الفنيّة العامرة، تأسيساً لحقول مختلفة، ونمط حياة طبقة وسطى امتزجت لديها قيم المحافظة مع قيم الحداثة في ظلّ نظام سياسيّ كان يتقدّم ببطء، فقصمته اضطرابات الإقليم، وتناتش الساسة كما الطوائف السلطة والمناصب والشهداء، وما برحوا يفعلون.
جورج خباز
أنطوان كرباج، الكبير… بكل تواضع وفرح وبدون ترددّ، حط صوتو الدهبي على هالمشهد بمسرحية "البروفيسور" سنة 2010، وع 8 شهور كان صوتو ع مسمعي كل ليلة، ورح يبقى صوتو مرافقني كل العمر، أنطوان كرباج ملك مسرح الرحابنة، بربر آغا الشاشات، عزّ المسرح اللبناني، "جدّي"، لروحك السلام.
فيرا بو منصف
تشرين التاني 2015 كانت آخر مرة بشوف انطوان كرباج بمقابلة معو لموقع القوات اللبنانية. قعدت حدو مذهولة ومأخوذة بهالشخصية اللي كانت بالنسبة لطفولتنا اسطورية، ولمراهقتنا كان الساحر الوحيد عالمسرح والتلفزيون، قعدت حدو وخايفة اسالو شي سؤال سخيف بالنسبة لرجل هالقد مثقف وكل الوقت قول معقول كل هالثقافة الواسعة وهالعظمة وهالهامة الفنية العملاقة تكون هالقد متواضعة، وقعد يمازحنا ويسالنا عن البلد ويحكي عن تاريخو المسرحي والتلفزيوني بشغف مش اعتيادي وقبل ما نفل غمرنا واحد واحد وشكرنا على المقابلة، بالوقت يللي نحنا اللي كان لازم نشكرو لان صار النا ذاكرة مباشرة مع فنان هالقد عظيم من لبنان. وهلأ اسأل معقول ان يترجل العملاق عن شعاعه؟ مات انطوان كرباج، دخل فاتك المتسلط في غربة الحياة وترك غربة عند بواب الشهادة تحصد حرية بلادها، وليصبح شهيد روما تحت اقدام ملكة بترا. مين بينسى الصوت الجهوري بشخصيات جبارة؟ مين بينسى الاداء غير الاعتيادي بمسرحيات الرحابنة والمسلسلات اللبنانية؟ مين بينسى يللي قتلتو ديالا، هند ابي اللمع، حتى تبقى هي على قيد الحياة؟ مين بينسى ممثل كان وسام مهنة التمثيل بلبنان؟ مين بينسى الحضور الآسر، الصوت الجهوري المخيف، وحش المرسح يللي بيبلع كل من حوله، العيون المتلاعبة اللي لحالها بتأدي الدور قبل الصوت والحركة والسيناريو؟... هل يموت الكبار؟ بيموتوا بالنكران بس انطوان كرباج لا يموت لانه صار العلامة بالمسرح اللبناني وفن التمثيل. انا كنت شوفو روبيرت دونيرو لبنان وبعتقد لو عرفت هوليوود موهبة هذا الرجل لكان روبيرت دونيرو انطوان كرباج هوليوود . شكرا لذاكرة الابداع تلك انطوان كرباج.
أحمد الحلو
برحيل أنطوان كرباج (1935 ــ 2025) تُطوى صفحة ممثلي الجيل الذهبي في لبنان، وتطوى سيرة فنان عاشق للمسرح والتلفزيون والسينما، ومبارزٌ حيّ، أثرى فنّ التمثيل بمجموعة كبيرة من الأعمال التي كرست حضور لبنان على خريطة الدراما العربية.
رحل إذاً أنطوان كرباج، المتواضع الذي لم يرضخ للمغريات مبتعداً عن حياة الترف التي رافقت زملاء جيله. رحل بعدما أنهكه مرض الألزهايمر، فأبعده عن الأضواء لسنوات. خلال مسيرته الطويلة بقي اسم كرباج مرتبطاً بالمسرح رغم نجاحه الكبير على الشاشة الصغيرة. فالشاب القادم من قرية زبوغا المتنية (شمالي بيروت) بدأ حياته بتقديم مسرحيات وعروض في القرى والبلدات والمدارس، ليلتحق نهاية الخمسينيات بمعهد المسرح التابع يومها للجنة مهرجانات بعلبك الدولية بإدارة الراحل منير أبو دبس (1930 ــ 2016).
جاءت هذه الخطوة في وقت كانت الدراما المحلية تشق طريقها مع نشوء تلفزيون لبنان والمشرق (1959)، لتصل إلى عصرها الذهبي في السبعينيات، وتحديداً في السنوات التي سبقت انفجار الحرب الأهلية. في تلك الفترة كان كرباج واحداً من ابرز الممثلين المؤسسين للدراما اللبنانية، فقدم رائعة الكاتب الفرنسي فكتور هوغو "البوساء" (1974، إخراح باسم نصر) محققاً نجاحًا جماهيريًا كبيراً في دور جان فالجان، ومرسخاً نفسه نجماً أول على الشاشة المحلية. ثم وفي المرحلة الانتقالية من تقديم الأعمال المترجمة والمقتبسة إلى الإنتاجات المحلية، تقاسم بطولة مسلسل "ديالا" (1977، إخراج أنطوان ريمي) مع الراحلة هند أبي اللمع.
لعل الدور التلفزيوني الأبرز الذي لا ينساه اللبنانيون كان في مسلسل "بربر آغا" (1979، إخراج باسم نصر) للكاتب أنطوان غندور الذي حقق له شهرة واسعة. ولا يمكن حصر مسيرة أنطوان كرباج في الدراما من دون التطرق إلى فرادته في المسرح، ولعل مشاركته في مسرحيات الأخوين الرحباني كان لها وقع استثنائي على كرباج نفسه وعلى جمهوره.
عبد الغني طليس
أن يموت الفنان أنطوان كرباج، فهي المرة الثالثة التي يتم فيها الإعلان عن ذلك. لكنه هذه المرّة مات بعدما يئس مُمَوّتوه في السابق من الأمر، وبعدما نسيَ اللبنانيون أن هناك شخصاً اسمه أنطوان كرباج لا يزال حيّاً في دار العجَزة، وينتظر موته الذي تأخّر. منذ حوالى عشر سنوات وربما أكثر فقَد كرباج ذاكرته. فقَد أوراقه الثبوتية المألوفة وانتمى إلى الطبيعة والناس كل الناس. وحين تَركَ البيت إلى دار العجزة لم يكن "يعرف" لا البيت ولا تلك الدار. ذهبَ من مكان بلا اسم إلى دار بلا اسم في عالَم محبِط بلا اسم وبين أشخاص بلا أسماء.
الآن عاد إليه اسمه. اسمه الكبير: أنطوان كرباج وعدنا لنتذكّره واحداً من صنّاع نهضة التمثيل المسرحي في لبنان. وسنكتب طويلاً عنه نسيجَ نفسه وتجربته وخبراته العميقة الذاهبة عمودياً في الزمن الجميل. وكان صوته ميزتَه.
كان صوته يضارع أصوات فيروز ونصري شمس الدين والفرقة الرحبانية، في الفخامة والليونة والقسوة والتعبير الدرامي وخفيف الظلّ معاً حين تدعو الحاجة. كأنّ صوت فيروز الذي يُرى في حالاته الأدائية الغامرة بالعين المجردة لشدة حضوره، كان يلزمه في أداء أدوار العنف والظلم صوت أنطوان كرباج لتبلغ القصص والشخصيات على الخشبة أعلى مراتبها.
راح أنطوان. بَلَى راح. لو لم يُعلَن خبرُه وبقي في الذاكرة حيّاً ميتاً أليس أفضل من أن يكون ميتاً. وخلصت الحكاية؟
منير الكك
رحل أنطوان كرباج. إنّ ما قام به أنطوان أكبر من الكتابة عنه وعن حضوره في مرحلة الاستنهاض والحركة الثقافيّة التي أضاء شعلتها لبنان في مطلع ستينيّات القرن الماضي.
رحل أنطوان كرباج كما سبقت رحيله زوجته لور غريّب وهي اللامعة بدورها في عالم الثقافة.
سبعة وخمسون عاماً من الصداقة والمحبّة المتبادلة معهما، وليالي التحليل والكلام والتدخين والسهر المضني عند كل عمل. كل ذلك غير مهم أمام ما سأرويه عن أنطوان كرباج وارتجاله في عالم الشعر.
في مطلع السبعينيّات من القرن الماضي دعانا أبناء الأديب الكبير مارون عبّود إلى عين كفاع لافتتاح متحف والدهم.
الدعوة وُجّهت إلى الصحافيّين والإعلاميّين والفنّانين وأهل الثقافة بكامل وجوهها. أيّامها كان السيّد بول طنّوس مديراً لتلفزيون لبنان، وأذكر اسمه بالتحديد لأنّه قلب المقاييس المعتمدة في العمل التلفزيوني بإدخال المسرحيّين إلى البرامج التلفزيونيّة، علماً أنّ إدخال المسرحيّين إلى التلفزيون لم يكن أمراً سهلاً يومها لأن هؤلاء كانوا يلفّون أنفسهم بقناعة أن المسرح هو مسرح والتلفزيون هو تلفزيون، وتقنيّة المسرح غير تقنيّة التلفزيون وهناك شاسع من الفرق بين الممثّل الذي يخاطب الجمهور مباشرة والممثّل الذي يخاطبه بالصورة، ومع ذلك استطاع السيّد طنّوس أن يخترق هذا الحاجز المعنوي والتقني وأدخل ممثلي المسرح إلى التلفزيون عبر أعمال قيّمة.
إلى عين كفاع توجّهنا، وأنا في طليعة من في صدره الحماس لأنّ عائلتي من تلامذة مارون بك عبّود في مدرسة الجامعة الوطنيّة بمدينة عاليه. كنت أشعر يومها أنّي قائد الفريق المدعو لشعور المحبّة والتقدير والإعجاب بمارون بك.
بعد الجولة في المتحف ومقتنيات مارون بك في طليعتها علبة العطوس والنظّارات، توجّهنا إلى الوليمة الباذخة في الكرم وراح الموهوبون يطلقون الشعر المدحي بالمكرّم، وتطوّر الارتجال إلى خوض معارك بالشعر كان بطلها من دون منازع أنطوان كرباج الذي لأكثر من ثلاث ساعات كان يرد ارتجالاً على الشعراء الذين تساقطوا أمامه الواحد بعد الآخر باستثناء جورج خليل وآخر توقّفا اعترافاً بموهبة الشاعر كرباج.
هذا كل ما أحببت ذكره عن هذا العظيم من لبنان الخارج من زبّوغا وثلج صنّين.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top