2025- 03 - 17   |   بحث في الموقع  
logo اتصال بين وزير الدفاع ونظيره السوري.. هذا ما تم الاتفاق عليه! logo "مؤتمر بروكسل" يجمع 5.8 مليار يورو لدعم السوريين logo درعا: قتيلان وجرحى بغارات إسرائيلية استهدفت محيط المدينة logo البنتاغون: ضربات دقيقة ضد أهداف حوثية في اليمن logo "لحماية الحدود"... دعوة أممية للبنان وإسرائيل logo منسى يتواصل مع نظيره السوري لضبط الأوضاع الحدودية logo "باي باي رشا"... البيت الأبيض يبرر ترحيل الطبيبة اللبنانية! logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الأثنين
حولا وميس وبليدا: مساواة بالدمار وتفاوت بعودة الأهالي
2025-03-17 13:55:51

قبل الوصول إلى بلدات الجنوب الحدودية (حولا وميس الجبل ومحيبيب وبليدا ومركبا، إمتداداً إلى بني حيان وطلوسة ورب ثلاثين..) يخبر ممر وادي الحجير عن أحوال هذه القرى، وما عاشته من دمار. فقد حرثت الجرافات الإسرائيلية هذا الوادي وألحقت به الدمار، كما فعلت تماماً في تلك القرى المتكئة على كتفه.
في ساعات الصباح الأولى، تتسابق الشاحنات الصغيرة لجمع الخردة وبيعها، مع أبناء البلدات الذين توجهوا لتفقد أرزاقهم وبيوتهم المدمرة أو المتضررة. وتشترك غالبية هذه البلدات بمأساة الدمار الذي لحقها، ولو تفاوت حجم الدمار بين بلدة وأخرى. فيما الجامع الأكبر بينها الدمار الكلي للساحات القديمة، أي رئة كل قرية. على أن طلائع عودة الأهالي، التي بدأت في الثامن عشر من شباط، لا تزال دون الحد الأدنى، لأن مقومات الحياة غير متوفرة، وخصوصاً الكهرباء والمياه. وتحاول هذه القرى، بجهود فردية ومجتمعية، إنعاش نفسها بنفسها، حيث يتكافل أبناؤها المندفعين إلى ترابها لتأمين المستلزمات الأساسية للعائدين بمؤازرة بلدياتها.عزل حولا عن المحيطعزلت قوات الإحتلال الإسرائيلي، بلدة حولا، عن جارتها مركبا، عند نقطة موقع فريق مراقبي الهدنة OGL المقابلة لتل العباد، الواقع ضمن أراضي هونين المحتلة. فإتخذت موقعاً خلف الموقع الدولي. في تلك النقطة، التي يفترض أن تعبر فيها من حولا إلى مركبا وبالعكس، يمنع الجيش اللبناني سلوك الطريق حفاظاً على أرواح المواطنين، وذلك بعد سلسلة عمليات استهداف للعابرين من قبل جنود الإحتلال. لكن تبقى صلة وصل وحيدة بين البلدتين، هي عبارة عن طريق داخلي.عند الأطراف الغربية لحولا، من ناحية شقرا، يبدو المشهد أقل مأساوية من أطرافها وأحيائها الشرقية، التي تدمرت بشكل كلي (النميرية، العباد، المنارة، الدواوير وغيرها). هنا وعلى مقربة من إحدى برك المياه في وسط البلدة، تصطف سيارات الوافدين الزائرين، يتبادولون التحايا وعبارة "الحمدلله عسلامة".رئيس البلدية، شكيب قطيش، يتوجه بشكل يومي من مكان إقامته الحالي في مجدل سلم إلى حولا، لمتابعة شؤون العائدين وإستكمال فتح الطرقات. ويستوقف قطيش، سيارة بيك أب، يعمل صاحبها على شراء الخردة، فيخبره أنه يمنع إخراج أي قطعة حديد من البلدة، دون موافقة صاحبها، الذي عليه إعلام البلدية والحصول على ورقة إذن.ويؤكد قطيش لـ"المدن" عودة أكثر من مئة عائلة إلى البلدة حتى الآن، غالبيتها هرباً من إرتفاع إيجارات المنازل في البلدات التي كانوا يسكنونها خلال فترة النزوح. يتدبر هؤلاء أمورهم بأنفسهم. فمنهم من أحضر نظام طاقة شمسية ومنهم من إستعان ببطارية سيارة أو مولد صغير للتزود بالكهرباء.ويشير قطيش إلى أن نسبة الدمار زادت عن السبعين بالمئة، إلى جانب تدمير البنية التحتية بأكملها. ويقول: "حتى الآن لم نر شيئاً من الدولة، باستثناء كمية من الحصص الغذائية عبر مجلس الجنوب، الذي غطّى فتح الطرقات والشوارع أيضاً".أحوال السكانيقف المواطن علي حسين حمود، أمام المحلات التجارية المدمرة، يراقب سير الحياة في حولا بعد الحرب. يأتي يومياً من مكان نزوحه " شقرا" ليتفقد منزله المدمر ومحلاته التجارية. ويشكو "أنه خسر منزله وعشر محلات تجارية، كان يعتاش من تأجيرها، وقد أصبح بلا مدخول لإعالة عائلته". وأشار إلى أن عمليات الكشف المستمرة في البلدة، التي تتولاها جهاد البناء، لم تصل إلى الحي الذي يسكنه بعد.
أمام منزل جده المدمر، الملاصق للشارع الرئيسي في وسط حولا، وضع حسن نصرالله عربة لبيع القهوة. ويقول إن "عمله هذا، هدفه المساهمة في بث الروح في حولا وتشجيع الآخرين على العودة، رغم صعوبة الظروف وعدم توفر الخدمات". أما زياد غنوي فينشط على خط تفعيل عمل "المطبخ" لتأمين وجبات إفطار، لمواكبة الأهالي العائدين إلى حولا، الذين تجاوز عددهم 350 فرداً. وهو يستهدف 150 شخصاً من الراغبين بالحصول على وجبة الإفطار الكاملة، تصل إلى بيوتهم من قبل فريق المطبخ الموجود في مركز الرعاية، الذي نجا من العدوان، كما أكد غنوي.بث الحياة في ميس الجبلتجري في بلدة ميس الجبل، كبرى بلدات المنطقة، إستعدادت متواصلة لدفع عجلة الحياة شيئاً فشيئاً إلى البلدة. يبرز ذلك من خلال التمهيد لتعبيد أجزاء من الشارع الرئيسي من ناحية بليدا وإنخراط الكثيرمن اهلها في التحضير لإعادة إفتتاح صيدلية وبدء عمل قسم الطوارىء في مستشفى ميس الحكومي ومحطة محروقات. إضافة إلى افتتاح مقاهي صغيرة ومحلات سمانة وتصليح إطارات سيارات ودراجات نارية.ويؤكد عباس زهر الدين، رئيس الجمعية التعاونية في ميس الجبل، عودة 104 عائلات، تعتمد على نفسها في تأمين التيار الكهربائي من خلال نظم مختلفة، من ضمنها الطاقة الشمسية، وكذلك وضع ستة براميل مياه في عدد من الأحياء سعة الواحد منها 5 آلاف ليتر، بالتعاون بين البلدية ومؤسسة مياه لبنان الجنوبي. إلى جانب الإفادة من مياه بركة ميس لأعمال الزراعة. ويقول زهر الدين: "في ظل غياب الدولة، نعتمد على المبادرات الفردية المجتمعية. وقد باشرنا بإنشاء ناد حسيني مصنوع من الحديد، في باحة مجمع الإمام الرضا، الذي دمرته إسرائيل بالكامل. وكذلك نقديم وجبات أفطار لحوالي 250 شخصاً".ولفت زهر الدين إلى أن مجلس الجنوب أمن 22 جرافة، عملت على مدى 11 يوماً في فتح الطرقات. وهناك إستعدادات من مجلس الجنوب لإنشاء خزاني مياه، بعدما جرى تدمير ست خزانات كانت توزع عبرها المياه الى احياء البلدة.مقابل بركة ميس الجبل التاريخية يجلس زهر الدين خليل على شرفة منزله المدمر جزئياً، ويتذكر كيف كانت بلدته قبل العدوان الإسرائيلي، الذي دمر نحو ثمانين بالمئة من بيوتها ومؤسساتها. فور عودته من بيروت، قبل أكثر من أسبوع، عمد خليل إلى تأهيل إحدى غرف منزله المدمر جزئيأً، للمبيت فيها، رغم الركام المتناثر في أرجائه. ويقول: "لن نتخلى عن تراب بلداتنا مهما كثرت التضحيات، التي نقدمها منذ عشرات السنين. لقد استأجرت جراراً زراعياً لحراثة الأرض تحضيراً لزراعتها".بدوره يتردد الدكتور عدنان رزق إلى البلدة بين الحين والآخر لتفقد منزله المدمر في حي "الطراش"، الذي لم يسلم منه سوى بيت واحد. ويقول: "منذ انسحاب العدو وحتى اليوم، زرت بلدتي ثلاث مرات، وفي كل مرة ينتابني الشعور بالألم، خصوصاً وأن لي في منزلي ذكريات دفنها حقد الاحتلال".بليدا المنكوبةالمشهد في بلدة بليدا، لا يختلف كثيراً عن حولا وميس الجبل ومركبا ومحيبيب وسواها. الغالبية العظمى من المنازل والمؤسسات التجارية، على جانبي الطريق في البلدة تحولت إلى ركام.عاد مُنح فرحات وعائلته إلى بلدتهم بليدا يوم الثامن عشر من شباط، بعد فترة نزوح طويلة أمضاها في بلدة القماطية في جبل لبنان. رمم فرحات منزله بأقل كلفة، حيث عمد إلى تسكير النوافذ بالنايلون، بدلاً من الزجاج، الذي تهشم وتكسر بفعل الغارات العنيفة على الحي. فالكلفة المرتفعة لايجار المنزل في القماطية دفعت فرحات للعودة السريعة إلى بليدا، هذا رغم الظروف المعيشية والحياتية والخدماتية الصعبة في البلدة. وقال: "أحضرت معي مولداً كهربائياً صغيراً. أقوم بتشغيله لساعتين على الأكثر في الليل. ونمضي باقي الوقت على نور الشموع، أو نضطر للنوم باكراً".قبل الحرب، كان فرحات، الموظف في وزارة الزراعة، يعمل في مركز مركبا. هذا المركز دمرته إسرائيل، وهو بإنتظار الانتقال الى مركز آخر، ربما يكون في بنت جبيل.مشاهد عودة الحياةرغم الدمار الكبير الذي حلّ ببليدا، وانقطاع سبل الحياة فيها، نظراً لعدم توفر الخدمات الأساسية، مشاهد تشبث الأهالي بأرضهم تبدو واضحة. ففيما العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءه جنوباً، ورغم عدم اليقين، يعمد بعض أبناء القرية على إعادة تأهيل ممتلكاتهم. فها هو ابن القرية حيدر غازي يعيد تأهيل ملحمته، ليعود ويفتتحها لخدمة السكان. وعلى بعد مئات الأمتار منه يرفع حسين حسين الردميات من أمام محطة الوقود خاصته. فقد تضررت المحطة بالكامل، لكن سلمت خزانات الوقود تحت الأرض. وبالتالي هي بحاجة لماكينات جديدة للعودة إلى العمل وتأمين الوقود للسكان، وذلك بعد توقف عن العمل دام لأكثر من سنة. ومثل حسين كان علي ضاهر يعمل على تأهيل ورشة تصليح سيارات، تحت منزله، الذي سلم من الدمار الكلي، وذلك تمهيداً للعودة إلى البلدة والسكن فيه مع والدته.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top