قُبيل 7 أكتوبر... وثائقٌ تفضح "تواطؤ" حماس وحزب الله وإيران
2025-03-17 12:25:53
نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية وثائق استولى عليها الجنود الإسرائيليون من قطاع غزة، والتي تلقي الضوء على الاستعدادات التي قامت بها حركة "حماس" قبل الهجوم الكبير على إسرائيل في 7 تشرين الاول 2023. الوثائق تكشف عن نقاشات وتحضيرات مع "حزب الله" وإيران حول تنسيق الهجوم ضد إسرائيل.
وحسب الصحيفة، تم نشر تحليل للوثائق على موقع "مركز تراث الاستخبارات"، الذي يعمل بالتنسيق مع المجتمع الاستخباراتي ويدعم نشر مواد كانت مصنفة سابقًا على أنها سرية. وأوضحت الصحيفة أن بعض الوثائق تم استخدامها في التحقيقات الداخلية التي أجراها جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن العام (الشاباك) لمعرفة أسباب الإخفاقات التي سمحت بحدوث الهجوم المفاجئ على معسكرات الجيش الإسرائيلي والمستوطنات المحيطة بقطاع غزة.
وأشارت الوثائق إلى أن هناك تبادل رسائل بين قيادة "حماس" في قطاع غزة وقيادة المنظمة في الخارج، وأحيانًا مع "حزب الله" وإيران، بهدف التنسيق والتحضير للهجوم. ووفقًا لكاتب التحليل أوري روست، فإن الوثائق تكشف أن كبار قادة "حماس" منذ عام 2021 بدأوا في تسريع التواصل مع إيران، طالبين الدعم المالي لتنفيذ هجوم يهدف إلى تحقيق هزيمة لإسرائيل.
ويتضمن تقرير روست أيضًا اقتباسات من تصريحات علنية ومناقشات داخلية حول تنفيذ خطة تدمير إسرائيل. ففي خطاب ألقاه يحيى السنوار في مؤتمر في غزة عام 2021 حول "فلسطين بعد التحرير"، تم التعبير عن تقدير بأن "النصر قريب... نحن نرى التحرير بالفعل ولذلك نستعد لما سيأتي بعده". وتمت مناقشة أفكار للسيطرة على الأراضي الإسرائيلية بعد احتلالها.
من جانبه، قال صلاح العاروري، أحد كبار قادة "حماس" في الخارج، في مقابلات في آب 2023: "أصبحت الحرب الشاملة حتمية. نحن نريدها، محور المقاومة، الفلسطينيون، كلنا نريدها".
أما أمين عام "حزب الله" السابق الشهيد حسن نصر الله، فقد أعلن بعد حرب "حارس الأسوار" في 2021 عن معادلة جديدة، مفادها أن الرد على الاعتداءات على المسجد الأقصى في القدس لن يقتصر على قطاع غزة بل سيكون "حربًا إقليمية من أجل القدس". وفي عام 2023، ادعى نصر الله أن هناك أملاً عمليًا لتحرير فلسطين "من البحر إلى النهر"، مشيرًا إلى أن الجبهة الداخلية في إسرائيل "ضعيفة، مهتزة، قلقة، ومستعدة دائمًا لحزم الحقائب والمغادرة".
ويستشهد تقرير "هآرتس" برسالة من كبار قادة "حماس" في غزة إلى إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس الإيراني، في حزيران 2021. وفي الرسالة، تمت الإشارة إلى الهدف المتمثل في "النصر الكبير وإزالة السرطان"، بالإضافة إلى طلب تمويل قدره 500 مليون دولار لمدة عامين للتحضير للعمليات العسكرية.
كما تحتوي الوثائق على رسائل أخرى موجهة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، حيث كتب قادة "حماس" أن "الكيان الوهمي (إسرائيل) أضعف مما يظن الناس... وبمساعدتكم، نحن قادرون على اقتلاعه وإزالته". وفي تموز 2022، كتب إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لـ "حماس"، إلى السنوار متحدثًا عن لقاء سري مع نصر الله من "حزب الله" حول سيناريوهات الهجوم.
وفي كانون الاول 2023، بدأت المحادثات بين حماس وإيران حول التنسيق العسكري، حيث تم تحديد ثلاثة سيناريوهات هجوم محتملة: الأول هو هجوم مشترك من "حماس" و"حزب الله" في الأعياد اليهودية، الثاني هجوم من "حماس" بدعم جزئي من "حزب الله"، والثالث هو هجوم من "حماس" فقط دون دعم مباشر من "حزب الله" أو إيران.
ورغم التنسيق المكثف بين حماس وحزب الله وإيران، قررت "حماس" في نهاية المطاف الهجوم بمفردها في 7 تشرين الاول 2023، دون تنسيق مسبق مع إيران أو حزب الله. في المقابل، ورغم تحذيرات نصر الله من الهجوم الإقليمي، فوجئت إسرائيل تمامًا بالهجوم من غزة، مما أدى إلى أضرار هائلة.
وكالات