إيران ليست التالية بعد اليمن...!
2025-03-17 07:25:46
"" - فادي عيدالرسائل الأميركية المتطايرة من بيروت إلى اليمن مروراً بسوريا والعراق، تحمل مضامين متنوعة من حيث الشكل، إنما موحدة من حيث المضمون، وهي تستهدف في مجموعها استكمال عملية دحرجة "دومينو" وحدة ساحات المحور الإقليمي، والتي كانت بدأت من بيروت فدمشق إلى العراق حتى اليمن في الساعات ال48 الماضية، حيث كان القصف الأميركي يصيب اليمن، ولكن هدفه الفعلي هو إيران، التي وصلتها الرسالة "التحذيرية". وإذا كان واضحاً لكل هذه الساحات التي توحّدت بمواجهة إسرائيل والحرب على غزة، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، ترفض الحروب ولا تريد خوض أي مواجهة مع أي جهة دولية أو إقليمية، فإن هذا الأمر لا يعني أن الرئيس ترامب سيسمح ببقاء "التهديد الحوثي" للتجارة الدولية تحت عنوان "مساندة الفلسطينيين في غزة"، خصوصاً وأن تهديد التجارة الدولية هو شعار تلتقي عليه عواصم القرار الغربية والعربية، ومن الصعب لأي دولة معارضته.وفي استعراض للضربات الأميركية على اليمن، يمكن القول، وفق مصادر ديبلوماسية متابعة، إن عودة الحوثيين إلى استهداف حركة الملاحة في البحر الأحمر، قد شكّل فرصةً ذهبية للرئيس الأميركي، للظهور بصورة "البطل" الذي يحارب من يعطّل الملاحة الدولية، وهو ما سيعجز أي طرف، سواء في المنطقة أو في العالم، وحتى روسيا وربما الصين، عن الإعتراض عليه، باستثناء إيران التي رفعت الصوت، وذلك في ردٍ مباشر وسريع على رسالة ترامب النارية.ولكن التصعيد الأميركي الأخير، والمرشّح للإستمرار في الأيام المقبلة، لا يعني بالضرورة أن الرئيس ترامب قد عدل عن وعده بمنع أي حروب جديدة في العالم، ومساعيه لوقف الحروب التي سبقت وصوله إلى البيت الأبيض، إذ توضح المصادر الديبلوماسية، التي تكشف أن لا قرار أميركياً بأي حرب على إيران، وذلك خلافاً لكل ما هو متداول من سيناريوهات بدأت تنسجها جهات إقليمية أو أوروبية حول أن طهران هي التالية بعد اليمن، بل على العكس من كل السيناريوهات المتداولة في الساعات الماضية، فإن الهدف من الرسالة الصاروخية الأميركية ـ البريطانية ضد جماعة الحوثي، هو وضع حدٍ لعملياته التي استأنفها أخيراً، والضغط على الجانب الإيراني من أجل وضع حدٍ لها، على الرغم من أن طهران أعلنت أن قرار الحوثي مستقلّ.وانطلاقاً ممّا تقدم، تجزم هذه المصادر، بأن إيران لن تكون التالية، لأن الرئيس الأميركي متمسك بعد تكرار أي تجربة عسكرية لأي من الرؤساء الأميركيين السابقين في الشرق الأوسط، أو في أي منطقة أخرى، بمعنى أن استخدام القوة مع الجانب الإيراني، ليس وارداً في روزنامة واشنطن اليوم، بل التوجّه هو نحو زيادة الضغط الإقتصادي عبر العقوبات التي ازداد عددها بشكلٍ دراماتيكي منذ بدء عهد ترامب الرئاسي.وباعتقاد المصادر الديبلوماسية المتابعة، فإن الحرب الوحيدة التي سيشنها ترامب ضد إيران، ستكون الحرب الإقتصادية، وهي أقسى من الحرب العسكرية، لأنه، وفي حسابات الربح والخسارة، فإن كلفتها باهظة على النظام الإيراني، ومتدنية بالنسبة للجانب الأميركي.
وكالات