2025- 03 - 17   |   بحث في الموقع  
logo جنبلاط يجمع الأضداد ويرسم خارطة طريق وطنية ودرزية.. حذار من التقسيم!.. غسان ريفي logo الجامع الكبير العالي في الميناء.. آية في الفن المعماري المملوكي ـ العثماني logo دور الاهل في توعية اولادهم من براثن المخدّرات!.. حنان الأميوني logo بلدية بيروت.. تصفية حسابات بين المستقبل والقوّات!.. عبدالكافي الصمد logo الجيش الإسرائيلي يزعم: هاجمنا مقراً لقوة الرضوان في جنوب لبنان logo أبو مازن يزور بيروت: جاء دور نزع السلاح الفلسطيني؟ logo خاص "المدن": الحكومة ستناقش آلية تعيينات الفئة الأولى ومحاذيرها logo في ذكرى 18 آذار: أين كنت من 14 عاماً؟
نهاية مشروع الـ75؟
2025-03-17 00:25:47

عندما اندلعت الحرب في لبنان عام 1975 حاول كمال جنبلاط تجنّبها ثم تأخيرها. وهو كان يدرك قبل وقت طويل أن ثمة شيئاً ما يحضّر. لم ينجح، وكان المقرّر والمقدّر. اتخذ موقفاً على رأس الحركة الوطنية، ركائزه هي:
1- رفض التقسيم والتمسك بوحدة لبنان. فالتقسيم لن يقف عند حدوده. ما تريده إسرائيل تعميم هذا المشروع، لتتحول دول المنطقة إلى محميات إسرائيلية.
2- رفض حلف الأقليات.
3- التمسك بهوية لبنان العربية.
4- المشروع المرحلي للإصلاح السياسي لتأكيد البعد السياسي الاقتصادي الاجتماعي لموقف الحركة الوطنية، كأساس في الصراع القائم في البلد منذ سنوات آنذاك.
5- رفض تصفية القضية الفلسطينية.وقع الخلاف مع حافظ الأسد على قراءة المشروع الإسرائيلي، وطريقة التعاطي معه. والأسد ذهب إلى اتفاق مع كيسنجر للإمساك بالقرار الفلسطيني، والإجهاز على المشروع الوطني في لبنان. توهّم الأسد أن هذا الاتفاق لا يحمي نظامه فقط، بل يعطيه دوراً أكبر على مستوى المنطقة. حمى "الانعزال " في لبنان، وحاصر كمال جنبلاط ثم قتله. فاكتشف لاحقاً تحالف أصدقائه الجدد مع إسرائيل، واعترف أن جنبلاط كان على حق. وهو بدمه ودم شهداء الحركة الوطنية أوقفوا مشروع التفتيت وتصفية القضية الفلسطينية. لكن اسرائيل لم تتخلَّ عنه. ولذلك، عاد إلى الواجهة عام 1982 عندما احتلت قواتها بيروت، وعاد الذين تحالفوا معها إلى أحلامهم. فكانت المواجهة الكبرى في الجبل، وأوقف المشروع مرة ثانية بجهاد وليد جنبلاط ودماء شهداء الحزب التقدمي الاشتراكي والقوى الوطنية. لكن إسرائيل استمرت أيضاً متمسكة به! بعد سنوات أطلّ التقسيم من العراق بعد الاحتلال الأميركي، ثم وصل إلى السودان وليبيا والصومال. وعاد إلى لبنان تحت شعارات الفدرالية وغيرها. وهو اليوم يستهدف سوريا. وجرى ما جرى في فلسطين المهدّدة بوجودها بمشاريع أميركية إسرائيلية وصمت عربي من جهة، وتأييد من بعض العرب من جهة أخرى. لكننا نشهد اندفاعة خطيرة لتصفية القضية الفلسطينية ولإثارة "هواجس" و"مخاوف" "الأقليات" وادعاءات إسرائيل بحمايتهم، وإثارة النعرات المذهبية هنا وهناك. ولو أدركنا خطورة هذا المشروع منذ البداية لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم! المشكلة هي في قصر النظر، وافتعال تقصير المسافات، بمعنى حصر الخطر على هذه الساحة أو تلك وكأن الجسم كله لن يتأثر!المشروع الإسرائيلي التاريخي هو التفتيت. إضعاف كل الدول لتبقى إسرائيل دولة متفوقة، قادرة على استفراد كل دولة على حدة، وجاذبة لأي دولة تتوهم أنها هي الضمانة لحمايتها. كتبت منذ سنوات كتاباً بعنوان: "عرب بلا قضية"، فسقطوا في مشاريع الآخرين الذين لديهم قضية التوسع، الاحتلال، الاستغلال لكل ثروات وإمكانات المنطقة. وهم، أي الإسرائيليون، يعتبرون بعد الحربين على غزة ولبنان، قد حانت الفرصة ولن يفوّتوها. ولذلك يفرضون الشروط على لبنان، يستبيحون كل شيء، ويدّعون حماية الأقليات في سوريا، قبل أن تُرتكب الأخطاء الكبيرة في الساحل السوري، ولو كانت نتيجة ردود فعل على استهداف قوات الإدارة الجديدة ومؤسساتها.
أشير إلى هذه الأمور لأقول: يقف اليوم وليد جنبلاط وحيداً في مواجهة هذه اللعبة الخطيرة. ليس ثمة جديد في الموقف. إنما هو استمرار لما واجهه كمال جنبلاط. لكن ظروف اليوم أصعب. وإذا كان العرب لا يدركون أن مخاطر المشروع ستصل إليهم، فالأولى أن يدرك اللبنانيون أن مواجهة مثل هذا التحدي لا تقع على عاتق فريق لبناني دون غيره. فإذا كنا نواجه اليوم نهاية مشروع الـ75، أي الوصول إلى التفتيت، فإن في ذلك خطراً على الجميع، بما يناقض أوهام بعضهم في أن الفدرالية أو التقسيم هما الحل النهائي الأضمن! إنهم في ذلك يدينون أنفسهم عندما يقولون إنهم مع اتفاق الطائف، ويؤكدون أنهم لم يتعلموا من دروس وتجارب وعبر الماضي البعيد والقريب.المطلوب اليوم موقف وطني لبناني واحد يحمي وحدة وسيادة لبنان ومصير الكيان، لمواجهة محاولات إسرائيل لجرّنا إلى تفاوض سياسي حول نقاط واردة في اتفاق وقف النار، الذي تخرقه يومياً، وترفض تنفيذه، لأن هدفها توقيع اتفاق معها. وهذا لا يواجه إلا بإرادة جماعية لبنانية. والموقف الوطني الجامع يفتح الباب أمام الإصلاح الحقيقي الذي كان رائده كمال جنبلاط، ولا يأتي "بالمفرّق" نتيجة إهانات وعمليات تأديب يومية من الخارج للمعنيين في لبنان.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top