2025- 03 - 17   |   بحث في الموقع  
logo جنبلاط يجمع الأضداد ويرسم خارطة طريق وطنية ودرزية.. حذار من التقسيم!.. غسان ريفي logo الجامع الكبير العالي في الميناء.. آية في الفن المعماري المملوكي ـ العثماني logo دور الاهل في توعية اولادهم من براثن المخدّرات!.. حنان الأميوني logo بلدية بيروت.. تصفية حسابات بين المستقبل والقوّات!.. عبدالكافي الصمد logo الجيش الإسرائيلي يزعم: هاجمنا مقراً لقوة الرضوان في جنوب لبنان logo أبو مازن يزور بيروت: جاء دور نزع السلاح الفلسطيني؟ logo خاص "المدن": الحكومة ستناقش آلية تعيينات الفئة الأولى ومحاذيرها logo في ذكرى 18 آذار: أين كنت من 14 عاماً؟
100يوم من حكم الشرع: هل تجاوزت دمشق قطوع الدم؟
2025-03-17 00:25:47

كانت الأسواق تعمل، الطرقات مزدحمة ولم تغلق الحدود مع لبنان، انفضّ المؤتمر القومي لحزب البعث الاشتراكي مساء 12 تشرين الثاني/نوفمبر 1970 من دون التوصل إلى اتفاق، أمر حافظ الأسد فجر 13 تشرين الثاني/نوفمبر، وحدات الجيش باحتلال مكاتب حزب البعث والمنظمات الشعبية، وإلقاء القبض على عدد من الضباط، وكبار القادة السياسيين.
عرض الأسد على صلاح جديد ومن معه، مناصب في سفارات سوريا في الخارج، لكن جديد رفضَ، وقال للأسد إنه "عندما يستعيد السلطة سيسحله في شوارع دمشق حتى يموت"، فاقتيد جديد إلى السجن الذي بقي فيه حتى وفاته. تردّد الأسد ثلاثة أيام بعدها ليصدر بياناً مساء 16 تشرين الثاني/نوفمبر، أو ما سمي بـ"الحركة التصحيحية"، يُعلن فيه استلامه السلطة، للانتقال إلى مرحلة جديدة في تاريخ سوريا المعاصر (من كتاب "تاريخ سوريا المعاصر" للدكتور في الاقتصاد فريد ديب، ذي الأصول لبناني).تلك المرحلة العصيبة والتي استمرت 54 عاماً، انتهت عند السادسة صباحاً من يوم السبت 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، ليعلن رسمياً هروب الأسد الإبن من دمشق، وسقوط نظام البعث، بعد دخول هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع العاصمة دمشق والسيطرة على السلطة.تساؤلات مشروعةبعد 100 يوم على وصول الشرع إلى السلطة، وتسلمه رئاسة البلاد، يحقّ للسوريين اليوم وقف مراسم الاحتفالات، والانتباه بشكل جدّي إلى ماذا حدث، وأين نجحت حكومة الشرع المؤقتة وأين فشلت؟ وهل بات مستقبلهم بخطر؟بعد ظهر الخميس، بدأت الأخبار العاجلة تأتي من القصر الجمهوري، وأن السيد رئيس الجمهورية، سيوقّع مسوّدة الإعلان الدستوري، ثم بدأت بنود الإعلان تظهر تباعاً.. بعد التوقيع بالقلم الأخضر، كان وفد تركي في ضيافة الشرع ومن المؤكد أن الإعلان الدستوري الجديد كان على مائدة الإفطار، إلى جانب تفاصيل عن اتفاق دمشق مع قوات سوريا الديموقراطية "قسد".نص الإعلان الدستوري على أن دين رئيس الدولة الإسلام.. وأن الرئيس هو سيّد السلطة التنفيذية ولا يحق لأحد التدخل بما يرسمه، كما نص على أن رئيس الجمهورية الانتقالي سيقوم بتعيين 100 من أعضاء مجلس الشعب، وبأن الدولة تكفل حق التعبير والرأي.لا شك أن السوريين وتضحياتهم يستحقون بالتأكيد أفضل من ذلك الإعلان الدستوري ويستحقون أن تقضي اللجنة المولجة إعداده وقتاً أطول، لوضع شرعة جديدة.ستتأخر كلمة السر إلى ما بعد الأعياد، ليبدأ السوريون بترقب 100 يوم أخرى، مع حكومة انتقالية، برئاسة الشرع لخمس سنوات مقبلة تُّمدَد حسب الطلب.طوق الآلامالعطش عنوان عريض للمئة يوم الأولى، فبردى من دون ماء هذا العام، هو فأل سيء.الفلاحون في حوران لم يرموا بذارهم بانتظار المطر، وجبل العرب، ومعلولا لن يأتيا لنا بالنبيذ. في لقائها الأخير برفقة وفد من أبناء مدينتها مع الرئيس أحمد الشرع، علقت الناشطة السورية من السويداء غادة الشعراني على عنق الشرع طوقاً من حجارة البحر في الساحل السوري، حَملت حباته، أصوات الأطفال المروعين في جبلة وحماة، من خناجر ذئاب الليل، غادة قالت للرئيس: "أرواح أهلنا هناك أمانة برقبتك، هم برعايتك وقد تُركوا بلا وليّ أو راعي".الدمشقيون، و"النَص"في شارع "العابد"، والذي تعود تسميته لأول رئيس للجمهورية السورية، محمد علي العابد، ترك مقهى الروضة أبوابه مفتوحة لغير الصائمين، كذلك مقهى الكمال. هي رسالة مفتوحة من البرجوازية الدمشقية، أنهم غير راضين على ما تقوم به حكومة الشرع، من محاولة مقوننة لإجبار الناس على عدم الإجهار بإفطارهم.لم يتغير وجه دمشق، في أول رمضان بعد سقوط نظام الأسد، هم الدمشقيون، يعرفون التعامل مع ربّهم بذكاء، ومع النصوص، هم لن يتركوا لأهل الريف في إدلب، كيفية هدايتهم.عرس على العتمةليس بعيداً عن ساحة الأمويين، كان فندق "الشيراتون" يعج بالمقيمين والضيوف. كانت هناك عروس مع عرابتيها الجميلتين مع باقة ورد، يلاحقهن مصور بكاميرا احترافية لمحاولة توثيق لحظات فرح شكلية، ومن المؤكد أنهن لن يعدن تقليب ألبوم الصور، إلا أمام المهنئين، لكن من الضروري أن يكون هناك "جلسة تصوير"، بعد سقوط الأسد، ولن ننكر تاريخية اللحظة.في بهو الفندق أيضاً، رجال أعمال يراقبون العروس، يبحثون عن فرصة جديدة، في بلاد معتمة، بلا قيامة، تنتظر الكهرباء من بعض التقدمات الخليجية. لكن لماذا نخاف؟ يقول رجل الأعمال القادم من بريطانيا في سرّه، السوريون بدأوا يدربون أنفسهم، على الفرح، اذا لنستثمر في الفرح السوري.الخذلان ووجه ياراعندما أشرقت شمس الصباح على هذه البلاد تجمّع الرجال والنساء، ليرتبوا جنازات أبنائهم في جبلة، وطرطوس، وحماة، ونعق الغراب.من ساروجة إلى باب توما، تهمس حجارة الطريق، كُن واقعياً.. ماضينا لن يتطهّر هذه السنة، أو السنة المقبلة، كُن واقعياً، فرحنا لا يكتمل، كُن واقعياً، تلك الأم في إحدى قرى اللاذقية، لن تنسى وجوه أبنائها المقتولين أمامها بكل دم بارد، فالدمُ الجديد، وَلّادْ.. كن واقعياً فدمشق تواطأ الجميع عليها، وعند آذان المغرب لا سور يحميها، ولا ماء ولا طعام لصائم يسدّ فيه رمقه.وجه يارا صبري في ساحة المرجة كان عنوان المئة يوم الأولى، تُرفع هناك ورقة بيضاء تطالب بعدالة انتقالية لمحاسبة كل المجرمين، وجه يارا الطفولي سينقذ السوريون من ديماغوجيتهم، التي أفسدت تلك الوقفة الصامتة في المرجة.المئة الأولى من أيام حكم الرئيس الشرع لم تكُن مثالية، ذلك أمر طبيعي. في المئة يوم المقبلة، سيعلّم السوريون السلطة الجديدة أن لا تنحرف كثيراً نحو الديكتاتورية.اللهم لا تدع الغراب ينعق مرة أخرى!


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top