2025- 03 - 17   |   بحث في الموقع  
logo إفطار رمضاني “للمشاريع” في الشمال..  logo جنبلاط يجمع الأضداد ويرسم خارطة طريق وطنية ودرزية.. حذار من التقسيم!.. غسان ريفي logo الجامع الكبير العالي في الميناء.. آية في الفن المعماري المملوكي ـ العثماني logo دور الاهل في توعية اولادهم من براثن المخدّرات!.. حنان الأميوني logo بلدية بيروت.. تصفية حسابات بين المستقبل والقوّات!.. عبدالكافي الصمد logo الجيش الإسرائيلي يزعم: هاجمنا مقراً لقوة الرضوان في جنوب لبنان logo أبو مازن يزور بيروت: جاء دور نزع السلاح الفلسطيني؟ logo خاص "المدن": الحكومة ستناقش آلية تعيينات الفئة الأولى ومحاذيرها
حوار إدارة ترامب وحماس وتغيير معالم اتفاق غزة
2025-03-17 00:25:46

بدا لافتاً جداً ومفاجئاً بالطبع، الكشف عن حوار سري بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحركة حماس في الدوحة. والمفاجأة هنا نسبية قياساً لشخصية وطباع ترامب المندفع والجامح، والذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، بينما كان لافتاً كذلك أن الحوار تم بعيداً عن إسرائيل ومن دون إطلاعها على التفاصيل، رغم نجاحها في إيقافه جزئياً فقط، مع استمرار الفكرة نفسها بقنوات وسبل أخرى.
إذن، كان التواصل بين إدارة ترامب وحماس قد بدأ ولو تمهيدياً في كانون الثاني/ يناير الماضي وقبل تسلم إدارة ترامب مهامها رسمياً. وكان آنذاك مرتبطاً بإنجاح اتفاق وقف إطلاق النار وفق فلسفة ثلاثية المراحل كما وضعتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن بالتنسيق التام مع مجلس الحرب الإسرائيلي ثم حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.تدخل ترامبتدخل إدارة ترامب حتى قبل تسلمها مقاليد السلطة فعلياً جاء في اتجاهين، وحديثها ولو المتبجح عن أن الاتفاق ما كان ليبصر النور لولاها صحيح، وهي تدخلت للضغط على حماس للقبول بتعديلات مجحفة على الاتفاق ومن دون ضمانات حقيقية بالالتزام به. وهنا تمكن الإشارة على سبيل المثال لا الحصر إلى عدد الشاحنات التي تدخل يومياً، تم رفعها من 400 إلى 600 كما كان الحال قبل الحرب رغم احتياج غزة إلى عشرة أضعاف الرقم. إضافة إلى مفاتيح صفقة تبادل الأسرى على علاّتها والتي اعتبرها رغم ذلك مندوب ترامب للحوار مع حماس مسؤول ملف الرهائن آدم بوهلر مجحفاً، وما كان بإمكان أميركا القبول بها.ضغط ترامب كذلك على نتنياهو لتنفيذ الاتفاق الذي وافق عليه شخصياً مع تعديلات لصالحه تضمنت إطلاق سراح مزيد من الأسرى الجنود الأحياء (11 وفق الاتفاق الأصلي) بمن فيهم شباب في سن القتال (كانت حماس تعتبرهم مقاتلين) وتأخير الانسحاب من محور فيلادلفيا الذي يسيطر عبره الاحتلال نارياً على مدينة رفح إلى المرحلة الثانية (لم ولن تبصر النور). ولا يقل عن ذلك أهمية رسالة ضمانات من إدارتي الرئيس السابق جو بايدن والحالي ترامب بحق إسرائيل بالعودة إلى القتال في حال شعورها إن الاتفاق لا يتم تنفيذه كما ينبغي، مع تصريحات ومواقف علنية ترفض بقاء حماس بالسلطة والمشهد السياسي برمته. علماً أن الاتفاق تضمن إقرار بالمنطقة العازلة التي أقامتها إسرائيل بعمق كليومتر وبطول حدود القطاع، وتقتطع سدس مساحته تقريباً بما فيها سلة غذائه بالشمال والوسط.العمل بأجواء هادئةتدخل ترامب القوي حتى قبل تسلمه السلطة جاء لوقف الحرب، وعدم الانشغال بها للتفرغ لملفات أخرى، وبالحد الأدنى العمل على ملف غزة في أجواء هادئة وأقل توتراً. من هنا عمل ترامب على تنفيذ المرحلة الأولى وتبادل الأسرى واستعادة أكثر من نصف الأسرى الأحياء من النساء والأطفال والمسنين، لكن مع انتهائها تراجع نتنياهو عن تنفيذ الاتفاق ككل، قياساً للمعطيات السابقة، وفهم ترامب ربما استحالة الانتقال إلى المرحلة ثانية، بما في ذلك الملفات المعقدة -إدارة غزة وإعادة الإعمار، خصوصاً إنه لم يتراجع جدياً عن خطة تهجير أهلها- كما البقاء في سياق الاتفاق التي قادته الإدارة المكروهة لديه بزعامة الرئيس "الأكثر فشلاً بالتاريخ" حسب تعبيره الحرفي.مرحلة هجينةللخروج من المأزق طرح مبعوثه إلى المفاوضات ستيف ويتكوف فكرة تمديد المرحلة الأولى إلى مرحلة أخرى هجينة تشمل هدنة لشهر ونصف تقريباً لتجاوز عيدي الفطر والفصح اليهودي مع إطلاق نصف الأسرى الأحياء والأموات عند بدايتها-11 حياً و19 ميتاً-، والنصف الباقي-11 حياً و18 ميتاً- مع انتهائها، على أن يجري التفاوض أثناءها على شروط إنهاء الحرب وسيناريو اليوم التالي بغزةالمقترح تجاوز الاتفاق الثلاثي وعملياً أطلق سيرورة البحث عن اتفاق جديد. من هنا جاء سعي إدارة ترامب للحوار المباشر مع حماس، مع طرح اقتراح مختلف عبر مندوبها بوهلر تضمن إطلاق سراح الرهائن الأميركيين المتبقين -الحي عيدان الكسندر وأربعة أموات- كبادرة حسن نية ومن دون إطلاق أسرى فلسطينيين مقابل تمديد المرحلة الأولى بمرحلة وسيطة هجينة -أصلاً فكرة إسرائيلية سميت مرحلة رمضان- بالمدة الزمنية نفسها، خمسة إلى ستة أسابيع ومكاسب أخرى تتضمن إدخال المساعدات والتفاوض مع حماس على نهاية الحرب ومعالم اليوم التالي بغزة. وحسب مزاعم بوهلر، فقد طرحت الحركة تبادل أسرى مرة واحدة وهدنة من خمس لعشر سنوات والانكفاء عسكرياً وسياسياً عن المشهد بغزة، ولكن مع التحكم عملياً بإدارته اليومية عبر عشرات الآلاف من موظفيها -20 ألف تقريباً- في الوزارات والمؤسسات المختلفة.تحفظ إسرائيليإسرائيل تحفظت على الحوار نفسه كما على فكرة رسم معالم اليوم التالي بعيداً عنها، وأجهضته في مهده، بينما كانت حماس منفتحة على عدم إغضاب ترامب رغم الأساس الفكري السياسي للحوار المتضمن مغادرة اتفاق وقف النار الثلاثي.أمس الجمعة أنهى بوهلر مهام منصبه بالإدارة الأميركية لتضارب المصالح مع أعماله الخاصة وبقي ويتكوف وحده مع اقتراح معدل يتضمن إطلاق خمسة أحياء وأموات والهدنة نفسها زمنياً، مع استمرار التفاوض خلالها، والسعي لإطلاق البقية خلالها بنبضات صغيرة، ولتحقيق هدف استعادة الأسرى الأميركيين والإسرائيليين أو الغالبية العظمى منهم، والتفاوض من موقع قوة وتحديد سقف زمني للتفاوض، وإما عودة الحرب أو قبول حماس بالشروط الأميركية- الإسرائيلية لنهاية الحرب والانسحاب ووقف النار المستدام.بالعموم، تسعى أميركا لنهاية الحرب وفق رؤاها والتفرغ لملفات أخرى، ونتنياهو مضطر لمسايرتها وفق مصالحه. وفي غياب توافق فلسطيني وعمل منهجي ومنسق فلسطينياً وعربياً، استناداً للخطة المصرية العربية لإعادة الإعمار واليوم التالي، يدفع أهل غزة وحدهم الثمن كما كان الحال طوال العامين بل العقدين الماضيين.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top