جمدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عمل الصحافيين العاملين في "إذاعة صوت أميركا" وغيرها من وسائل الإعلام الممولة من حكومة الولايات المتحدة، مما أدى إلى وقف عمل وسائل إعلام اعتُبرت أساسية في مواجهة الإعلام الروسي والصيني.
وانطلقت "صوت أميركا" في العام 1942 في ظل الحرب العالمية الثانية، وكانت الذراع الاعلامي الاميركي لمواجهة الدعاية النازية. وحتى تاريخ إقفالها، تبث الاذاعة بأربعين لغة، من ضمنها العربية.
أمر تنفيذي
وتلقى مئات من مراسلي وموظفي إذاعات "صوت أميركا" و"آسيا الحرة" و"أوروبا الحرة" وغيرها من وسائل الإعلام الرسمية، رسالة إلكترونية في نهاية الأسبوع تُفيد بمنعهم من دخول مكاتبهم وإلزامهم تسليم بطاقات اعتمادهم الصحافية وهواتف العمل وغيرها من المعدات.
وأصدر ترامب الجمعة، أمراً تنفيذياً يُدرج "الوكالة الأميركية للإعلام العالمي" من ضمن "عناصر البيروقراطية الفدرالية التي قرر الرئيس أنها غير ضرورية".
وداعاً بعشرين لغة
وبعثت كاري ليك، المذيعة السابقة المؤيدة لترامب التي عُيّنت مستشارة للوكالة الأميركية للإعلام، رسالة إلكترونية إلى وسائل الإعلام التي تُشرف عليها، تقول فيها إن أموال المنح الفدرالية "لم تعد تُحقق أولويات الوكالة".
أما هاريسون فيلدز، المسؤول الإعلامي في البيت الأبيض، فقد كتب في منصة "إكس" كلمة "وداعاً" بعشرين لغة، في سخرية لاذعة من تغطية إذاعة "صوت أميركا" بلغات متعددة.
هدية لأعداء أميركا
ووصف رئيس إذاعة أوروبا الحرة "راديو ليبرتي" التي كان بثها موجها للاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، إلغاء التمويل بأنه "هدية عظيمة لأعداء أميركا".
وقال ستيفن كابوس في بيان، إن "الإيرانيين والقادة الشيوعيين الصينيين والمستبدين في موسكو ومينسك سيحتفلون بزوال إذاعة أوروبا الحرة بعد 75 عاماً". وأضاف: "إهداء فوز لخصومنا سيجعلهم أقوى وأميركا أضعف".
وترى إذاعة "آسيا الحرة" التي تأسست عام 1996، أن مهمتها بث تقارير غير خاضعة للرقابة إلى البلدان التي لا توجد فيها وسائل إعلام حرة مثل الصين وبورما وكوريا الشمالية وفيتنام.
وتتمتع وسائل الإعلام الحكومية بجدار حماية يضمن استقلاليتها رغم أن تمويلها يأتي من الحكومة الأميركية.
وهذه الاستقلالية لم ترق لترامب الذي اعتبر خلال ولايته الأولى أن وسائل الإعلام الحكومية يجب أن تروج لسياساته.