2025- 03 - 16   |   بحث في الموقع  
logo العثور على ثلاث جثث قرب الحدود السورية logo حاولوا التسلل إلى لبنان… قتلى وجرحى في صفوف “هيئة تحرير الشام” logo حادث أمنيّ.. ما الذي يجري في مستوطنة قريبة من لبنان؟ logo إسرائيل تؤجل دخول العمال الدروز إلى الجولان.. لخلافات أمنية logo بعد الضربات على اليمن... تعليقٌ من البيت الأبيض logo "كأنّ ما يحصل في بلدٍ آخر"... السيد: على المسؤولين إيجاد حلول سريعة logo كلام من خارج التوقعات لـ حرفوش عن الاجتماع في منزل ميقاتي logo “درون” إسرائيليّة ألقت قنبلة على أحد المواطنين في رامية
سمعتها ..رصاصات الغدر تعتذر
2025-03-16 12:25:53


ثمانية وأربعون عامًا حتّى أيقنت تلك الرصاصات هول جريمتها، وفظاعة ما ارتكبت.
ثمانية وأربعون عامًا، جبل الباروك يتيماً، حريته أرملة، وشقائق نعمانه تتّشح بالسواد.
الآن الآن وليس غداً، باتت تلك الرصاصات الغادرة، تمتلك فضيلة الإعتذار بجرأة، وصدقت حين صرخت، أنّها لو أبصرت تلك العينين، حتمًا كانت ستعتذر.
لا شك أنَّ اعتقال المتّهم بتنفيذ جريمة اغتيال الشهيد كمال جنبلاط، ابراهيم حويجي، على مسافة عشرة أيامٍ من الذكرى الثامنة والأربعين لها، أعاد للمناسبة وهجها بقوة، خصوصاً وأنّها تأتي وسْط زلازل سياسية قاسية تضرب المنطقة.بداية الوعي بالمعلماغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وانطلاق ثورة الأرز عام 2005، ثمَّ طرد الاحتلال البعثي من لبنان، في لحظة تقاطعات محلية عربية دولية شائكة، شكّل بداية وعي جيل الشباب (أكثرية المتظاهرين في ساحة الشهداء حينها) بالمعلم الشهيد كمال جنبلاط، خصوصاً بعد تصدّي الزعيم وليد جنبلاط لقيادة سفينة الاستقلال الثاني، يكرّر على مسامعنا، شعاراً جميلاً، حفظناه عن ظهر قلب ورددناه مطولًا، لا نريد العودة إلى السجن العربي الكبير بل نريد الثأر من بشار، لاحقًا بدأ شبان كثيرون البحث والاستفسار عن كمال جنبلاط، من هو؟ كيف عاش ومات؟ لماذا قُتِل؟ يدفعهم إلى ذلك مستوى الثقافة السياسية لدى قطاع الشباب في الحزب التقدمي الاشتراكي.الثالوث الأقدس :هوية – تعايش - تسوية في رحلة التّعرف على هذا الفيلسوف الانساني الكبير، كُتُبٌ كثيرة ومقالات وشهادات أكثر سيقع عليها الباحث، ربما أهمها "كمال جنبلاط: الرجل الأسطورة" ، و" كمال جنبلاط: التراث العربي الاسلامي ودور الدروز في مفهومه لتاريخ لبنان" لبرناديت شينك، "كمال جنبلاط.. لزمن آخر!" لمحمد شفيق شيّا، وغيرها كثير، كذلك مئات المقالات والشهادات التي كتبها عارفوه ورفاقه (توفيق سلطان، دريد ياغي، معن بشور، كريم مروة، محسن دلول، وغيرهم).
آمن كمال جنبلاط فعلًا وقولاً بالوطنية اللبنانية وهويته العربية معاً، معارضته الشديدة لثنائية بشارة الخوري ورياض الصلح، سببها الرئيسي عدم حسم هوية لبنان العربية، وقد أثبتت الأيام والوقائع لاحقًا صدقها وصحتها، بعدما شكّل الالتباس بهوية لبنان أحد الأسباب الرئيسية للحرب الأهلية.
وعي كمال جنبلاط لأهمية هوية لبنان، رسمت في ذهنه صورة جميلة عن بلده "لبنان هو بلد أعظم تنوّع ثقافي، وكان يمكن أن يكون أكثر غنى، بما لا يقاس، لو أنّه تعرّف إلى نفسه، وكان بوسعه أن يعطي العالم أمثولة، وأن يكون وطن التوفيق بين الثقافات ورمزاً ضرورياً أكثر من مفيد"، الصيغة اللبنانية في فكر جنبلاط تتطلّب التكافل والتضامن في أمةٍ انسانية واحدة، لأنه أدرك باكراً أنَّ "خطيئة لبنان الرئيسية هي روحية التعصب التي حملها بعض الأطراف وأسهمت في تدمير الصيغة السياسية الثقافية ذات المنحى التعددي" لذلك رأى المعلم الشهيد، أنَّ تعايش هذه الجماعات الثقافية المختلفة معاً، يستوجب إيجاد صيغة موضوعية عقلانية تكفل عيشها سوياً، فجاءت وصفته السحرية "علمتني الحقيقة جمال التسوية" خير علاج لمشاكل وطن الأرز، يدل هذا على عبقرية وواقعية في التفكير والعمل السياسيين.شهيد فلسطينيُجمِع الأحياء من معاصري جنبلاط ورفاقه، على أن اللقب الأكثر عدلاً والأكثر قرباً منه هو "شهيد فلسطين" نظراً لمكانة فلسطين وقدسية قضيتها في عقله وقلبه، فقد كتب صديقه معن بشور، أنَّ اختيار كمال جنبلاط أمينا عاماً للجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية عام 1972 "لم يكن اختياراً عشوائيا، أو عاطفياً، بل كان تقديراً من الأمّة كلها لدور هذا الزعيم الذي ارتبط اسمه بإسم فلسطين والعروبة، تماماً كما ارتبط اسمه باسم لبنان التقّدم والعدالة والحرية والكرامة".العروبة والدروزالعروبة في فكر كمال جنبلاط قدراً لا فكاك منه، ليست انتماءً إرادياً، بل هوية وجودية بكافة تفاصيلها، لذلك ذكرى 16 أذار هذا العام، رغم أنها حملت بشائر العدالة السماوية، باعتقال ابراهيم حويجي، المتّهم بتنفيذ الاغتيال مع ثلاثة أخرين، ما سيكشف بالتأكيد أسرار الجريمة وغيرها، لكنها أيضا تحمل معها أخباراً غير سارة للمعلم الشهيد، عن أحوال بعض بني معروف في السويداء السورية، وفي الداخل الفلسطيني، بعضهم شرع بإقامة علاقات تحالف وتماهي مع العدو الاسرائيلي، في تهديد واضح للقضية الفلسطينية ولوحدة تراب سوريا وهويتها العربية، ما يشّكل هاجساً وصداعاً في رأس حامل رايته وليد جنبلاط، يتطلّب الخروج منه العودة السريعة لفكر المعلم ووصاياه، في الهويات الوطنية المحلية، وفي تكاملها مع الهوية العربية الجامعة.
ترك كمال جنبلاط إرثاً كبيراً في الوطنية والعروبة، في الحرية وكسر القيود الزائفة، في السياسة مبادئ وممارسة، في الأخلاق والرقي، وفي نظرته للوجود والدين والخلود، وفي عذوبة الشعر كتب:
طِفْ معي، يا أخي، كما تدور الأفلاك
حول البيت العتيق
مكة الحق، حجرة الشمس الحقيقية
التي لا تغرب عن وجود الإنسان
واسجد وإياي في استشراف سورة النور
عندما يعلو لهب الشعلة في المشكاة.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top